كتب الأستاذ حليم خاتون.. أجواء العار، وعار الترسيم.
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون.. أجواء العار، وعار الترسيم.
16 تموز 2022 , 14:05 م


رغم وجود مقاومة تحمل بذور العزة... في لبنان...

بذور غارقة في جحيم الطائفية والمذاهب صحيح، لكنها حققت خطوات مهمة على طريق بعث الأمة...

رغم وجود مقاومة شعبية في فلسطين تخطت عمالة بعض السلطة، واستسلام بعض السلطة الآخر...

رغم وجود فلسطينيين تجاوزوا كل العقبات والحفر التي لا تزال مقاومة غزة غارقة بها...

رغم معركة الكرامة، وعبور القناة وتحطيم خط بارليف...

رغم حرب التحرير وانتصار تموز وسيف القدس...

لا يزال مصير هذه الأمة تحت سلطة الاستعمار وقوى الرجعية...

ما كاد محمد أنور السادات ينحني حتى قفز الإسرائيلي فوقه وفتح أبواب القارة الأفريقية ودول عدم الانحياز لسيطرة الصهيونية...

خيانة السادات، سمحت لملك الاردن الذي كان يتعامل مع الصهاينة تحت الطاولة كي يخرج بهذا التعاون والتعامل إلى العلن...

أما قمة الانتحار، فقد أتت من منظمة التحرير الفلسطينية التي قضت على كل إرث حرب التحرير الفلسطينية حتى لم يبق من التحرير سوى الاسم فقط...

يستطيع محمود عباس قول ما يشاء لكنه لا يستطيع نفي أن كل حركة التطبيع العربية التي جرت إنما جرت بغطاء من تصرفات السلطة الفلسطينية نفسها التي لم يعرف التاريخ وصفا لها غير صفة العمالة والاستسلام...

كل الحجج التي يسوقها عباس، وغير عباس من رجال التعامل المخزي والتبعية للإحتلال، لا يمكن لأي شيء التغطية عليه...

من كثرة التخبط، صارت منظمة التحرير الفلسطينية راقص بارع في كل شيء إلا الموقف الوطني...

سيطر اليمين الرجعي الفلسطيني على المنظمة منذ تأسيسها، وابتليَ الشعب الفلسطيني بيسار كان يمشي دوما على وقع رقص اليمين...

يسار كان يكتفي بالمعارضة الكلامية فقط دون أي تأثير ضد سياسة اللعب على الحبال التي برع فيها تيار الإخوان المسلمين المسيطر والذي لا يرى غير الاستسلام طريقا، تارة عبر التنظير لنظرية الدولتين المشؤومة وتارة أخرى، عبر التعاون الأمني والعمالة للاحتلال...

الامارات، البحرين، المغرب، السودان، الصومال... الكل يرقص حول الذبيحة الفلسطينية...

ليس بندر بن سلطان اول ولا آخر سافل من الجزيرة العربية...

ليس محمد بن سلمان أول مليك يجلس على كرسي ثمنها تشريع اغتصاب فلسطين...

محمد بن سلمان الذي خطط وسهل لكل الخيانات التي قامت، سوف يشتري بمال المسلمين ملوكا وأمراء ورؤساء آخرين سوف يدوسون على العرض والشرف من أجل سلطة كل همها الحفاظ على الكرسي على حساب العزة والكرامة الوطنية والقومية...

ليست المرة الأولى التي سوف تقلع طائرة وقودها دم اطفال فلسطين من تل الربيع التي صار اسمها تل أبيب، إلى جدة أو الرياض او حتى مكة والمدينة...

باسم الدين الإبراهيمي الجديد، سوف يصلب المسيح مجدداً...

باسم ابراهيم سوف تصبح الكعبة مزارا كما حائط البراق في المسجد الأقصى...

زيارة بايدن التي ترافقت مع وضع الرجعية العربية في الخدمة المباشرة للمشروع الصهيوني اتسمت أيضاً بانتفاء الشعور بالخجل أو العار لدى السلطة الحاكمة في لبنان...

بكل بداحة يخرج على تلفزيون ميشال عون من ينظر للتخلي عن جزء من المياه الاقتصادية في لبنان ويعيدنا إلى نظرية ناصر قنديل التي طبلت لمنطق ميشال عون في عدم التوقيع على المرسوم ٦٤٣٣...

أما أكثر المواقف التافهة لفتا للنظر هو قول الضيف إن لبنان لا يستطيع اللجوء إلى التحكيم الدولي حتى لا يكون هذا اعترافا بوجود الكيان...

أو القول مثلاً، إن العدو لا يعترف بقانون البحار...

عذر اقبح من ذنب...

السلطة برؤوسها الثلاثة، إضافة الى القضاء، والنواب، والوزراء...

الكل يبدو موافقا على التخلي عن جزء مهم من مياه لبنان الاقتصادية...

على اي أساس، يعتمد هؤلاء...

على اي قانون أو دستور أو شرع،

ليس من أحد يمكن أن يجيب...

وضع حدود البلد في خانة التفاوض وإمكانية التنازل، هو من أسخف ما يمكن أن يصدر عن قادة أقسموا على الحفاظ على هذه الحدود...

كيف يمكن لرئيس دولة أن يقول بلا أي شعور بالخجل أو العيب إن خط الحدود هو خط تفاوض...

أسوأ ما في الأمر،

أن تهديد السيد نصرالله الذي من المفروض أن يحافظ على هذه الحدود، استعمله الثلاثي الرئاسي لإنشاء خط متعرج يتخلى فيه لبنان عن ١٤٣٠ كلم٢...

يبتسم زعماء الكيان، لأن الرؤساء اللبنانيين الثلاثة يطرحون الخط ٢٣+ قانا، خطا لحدود لبنان...

رغم أن قانون البحار حسب كل الخبراء يعطي لبنان كامل تلك ال ١٤٣٠ كلم٢، يصر ميشال عون ونبيه بري ومحمد نجيب ميقاتي على التخلي عن هذه المساحة خوفا من العقوبات الأميركية...

هل قصد النائب حسن فضل الله هؤلاء الرؤساء الثلاثة حين تكلم عمن يبيع الوطن من أجل مصالحه الشخصية؟

يستطيع حزب الله غرز رأسه في الرمل والتظاهر بأنه لا يرى ما يفعله هؤلاء الرؤساء...

أما البطرك والمطران عودة والشيخ الكردي، هنيئا لهم السيادة وقرار الحرب والسلم الذي سوف يدفع لبنان لخسارة كل تلك المساحة...

هنيئا لنواب التغيير الذين يصرون أن يدافع جيش لبنان الذي لا يملك لا السلاح ولا الإرادة ولا القرار؛ أن يدافع هذا الجيش عن ثروات لبنان البحرية...

سامي الجميل ووليد جنبلاط وسمير جعجع سوف يحررون البلد بقرار من مجلس الأمر...

ألم يجبر مجلس الأمن إسرائيل على تنفيذ القرار ٤٢٥...

لكل أولئك الذين يتخلون عن الحقوق حفاظا على مصالحهم الشخصية:

انظروا الى ما يحصل في العالم...

بوتين سوف يزور طهران...

المحور المعادي لأمريكا سوف يظهر إلى الوجود...

بعد وضع كل سلاح المقاومة من أجل الوطن، ها هو بوتين يزور طهران لترسيخ الحلف المعادي لأميركا والكيان...

السلطة في لبنان لا تستطيع أن تظل مع محور المقاومة كلاميا، وتتخلى في الوقت عينه عن حقوق لبنان...

الترسيم ليس من حق أي من الرؤساء...

عدم اللجوء إلى القانون الدولي هو خيانة موصوفة...

السلطة في لبنان ترتكب جريمة التبعية والتطبيع عبر التخلي عن الحقوق...

بين عار الطائرة التي حطت في ارض الجزيرة، وعار الترسيم الآتي بين عدو غاصب سارق مارق وسلطة لا تفهم سوى لغة الخضوع للتهديد... لا يبقى لنا سوى الترحم على الشهداء الذين سقطوا بانتظار من سوف يقتلع رجال هذه السلطة ويجعل منهم عبرة لمن يعتبر....


المصدر: موقع إضاءات الإخباري