كَتَبَ د. إسماعيل النجار: إسرائيل بين خيارين أحلاهما مُر تدمير حزب الله لحقول الغاز أو إعطاء لبنان حقوقهُ،
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: إسرائيل بين خيارين أحلاهما مُر تدمير حزب الله لحقول الغاز أو إعطاء لبنان حقوقهُ،
18 تموز 2022 , 14:54 م


كاريش،،، وما بعدَ بعدَ كاريش، معادلة رسمها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الذي طوى صفحة الدفاع عن النفس بوجه العدو الصهيوني وانتقل لمرحلة الهجوم،

السيد فتح صفحة جديدة مليئة بالعِز والعنفوان والكرامة فهوَ الذي عَوَّدنا أن يخرجُ علينا ويخاطب العدو والصديق بلغتهِ الفصيحة ولهجتِهِ الشديدة بعنفوانهِ المعروف وصلابتهِ المعهودة ليقول لهم مجدداً "زمنُ الهزائم قد وَلَّىَ وجاء زمن الإنتصارات"، وليفتحَ للمستقبل باباً يُطِلُ على زمنٍ جديد رجاله أبناء محمد وعلي وفاطمة زمام المبادرةِ خالصاً بين أيديهم، فنحنُ لم نعُد قاصرين ولا مُقصرين،

إن الأصوات النشاز التي خرجت وتخرج من هنا وهناك لتوجهَ سهام حقدها على مقاومةٍ عزيزة صنعت النصر والكرامة للبنان "ولتتهمها" بأنها تحمي مَن تنازلوا عن الخط ٢٩ ولتخلق سجالاً حوله بإلتفافةٍ ظاهرة للعيان على حقيقة الأمر التي يتم تغيير وجهها وإخفائها بخبثٍ إعلامي صهيوني مُوجَه، فإن موقف حزب الله كانَ منذ البداية واضحاً وضوح الشمس، فهوَ يقفُ خلف الحكومة اللبنانية في أي قرارٍ تتخذه في شأن الترسيم البحري مع فلسطين مبتعداً عن زج نفسه بهذا الأمر لأسبابٍ تتعلقُ في الموقف الواضح من الإحتلال،

اليوم شراذم الأميركيين والصهاينة في لبنان يريدون قلب الحقيقة وتحويل النقاش الى سجال وإعطاء صورة للداخل والخارج بأن ما يحصل في لبنان هوَ إنقسامٌ عامودي بين مؤيدٍ ومعارض للتنازل عن الخط ٢٩،

ولاتهام المقاومة بمصادرة قرار الحرب والسلم وتخويف الناس من تبعات هذه الحرب التي يسعى اليها حزب الله والتي ستقضي على السياحة ومُقَوِمات الإقتصاد (حسب إدعائاتهم).

إن كل الإتهامات الباطلة التي يشيعها أؤلئِكَ المغرضون إنما تهدفُ للتعميةِ على الحقيقة كل الحقيقة التي خرج إلينا بها الأمين على الدماء،

وأن المعادلة التي رسمها بالأمس تُشكلُ اليوم خطوطاً حمراء فاقعة اللون أمام المغرضين والغلمان من أزلام السفارات من أعداء لبنان ومقاومته، وكل ذلك طمعاً منهم في الحفاظ على مكتسباتهم وأموالهم التي نهبوها من جيوب الشعب،

السيد نصرالله كَسِبَ حرباً من دون أن يطلق أي طلقة بإتجاه العدو وسيحرز نصراً، والأخير متهيِّب من هذا الخطاب، وقادته بلعوا ألسنتهم ولم يتفوهوا ببنت شَفَة وكإن الطير قد حآمَ فوق رؤوسهم،

أما شركائهم في الحصار على الشعب اللبناني إنهزموا للمرة الألف أمام تصميم هذه المقاومة ونجاحها في ادارة تكتيك المعركة السياسية كما العسكرية على حدٍ سَوَاء، والعملاء أُحرِجوا أمام مشغليهم بسبب الأموال التي قبضوها منهم مقابل التصدي للمقاومه، وأثبتوا فشلهم في تحقيق الوعود التي وعدوا مُشغليهم بها، وأصبحوا خاسرين مُطَئطئي الرؤوس لا حول لهم ولا قوة،

إن كلام سماحة السيد بأن الموت في الحرب هو أشرف بكثير من الموت جوعاَ شكلَ صدمةً للأعداء وشحن الأحبة قوةً إزدادت مع كل كلمة نطقها من فمه الطاهر، لأن بيئة المقاومة تنتهج نهج الكرار وتحملُ ذو الفقار لا تستكين ولا تتهاون مع الأعداء وشركاؤهم،

وأوضحَ سماحته بشكلٍ لا لُبسَ فيه أن حزب الله معني بالتنقيب وليس بالترسيم، لأنه لا يعترف بكيان العدو وحزب الله لا يعترف إلا بفلسطين فقط فلسطين،

نحنُ نعيش حالة إنهيار مالي واقتصادي والجوع بلغ حده الأقصى والمقاومة لا تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يعانيه أهلها من حاجة وجوع،لقد قَصُرَت المسافة وضاق الوقت؟.

إن موقف حزب الله الحاسم والذي جاء على لسان السيد نصرالله خلط اوراق المفاوضات بعدما أعطى لبنان جُرعَةَ كبيرة من القوة، وقطع الطريق على الأميركيين والصهاينة على حَدٍ سواء، بالنسبة للإتفاق بالتجزئة حول الخط البحري الفاصل بين لبنان وفلسطين،

كما وأدَ التنازل عن الخط ٢٩ في مهده،

إن نمط التفاوض حول الحدود البحرية تغيَّر كثيراً بعد خطاب الأمين ولم يعُد هناك مجالاً للمناورة أو العناد الصهيوني، لأن موقف المقاومة يعني كامل حقوقنا أو لن يستفيد احد من البحر على امتداد سواحل لبنان وفلسطين، فإن رضخ العدو خيراً له ولنا وإن استمر في عناده فإن وقت مناورته قصير لا بل إنتهىَ، ولن يتعدى زمانهُ. شهر آب القادم،

جو بايدن الذي زار المنطقة لشد أزر حلفائه ومن أجل دعم إسرائيل يريد من الجميع أن ينخرطوا في مشروعَي التطبيع ومعاداة إيران، وأميركا هذه التي لم تقدم شيء للمنطقة أخذت كل ما استطاعت منها ولا تزال، ولكنها لم تستطِع ترويض إيران، وتريد من العرب أن يتصهينوا تحت شعار ليس من الضروري أن تكون يهودياً لتكون صهيونياً!

من هنا على شعوبنا أن تَعي خطورة تبعية الأنظمة العربية الرجعية لأمريكا التي جعلت من نفسها راعياً للسلام بينهم وبين الصهاينة فخورفتهم وحولتهم الى عبيد عندهم خائفين مرتعبين من عدوٍ وهمي صنعوه لهم ليصبحوا مطالبين بحماية تل أبيب ورعايتها،

أميركا هذه التي ادخلت العرب في نفق المفاوضات مع الكيان الصهيوني، واجبرتهم على التنازل عن قضيتهم لم تحرر مفاوضاتهم فلسطين او القدس او تضمن حماية الأقصى،

المفاوضات لم ترسم الطريق إلا نحو الهاوية وعندما أصبح العرب في قمة ضعفهم وهزالتهم جائتهم أمريكا هذه بالإرهاب الذي صنعته لهم كالقاعدة وداعش وجبهة النصره،

لم يكُن هناك دربٌ مُشِع ومستنير إلَّا درب المقاومة لأنه الطريق الأقصر لحماية الأوطان والحقوق وحفظ السيادة والكرامة،

بيروت في.....

18/7/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباي