الجيش الصهيوني يتردد عن البدأ في عملية بريَة في غَزَّة، لسببين :
السبب الأول: هوَ عدم إعطاء ذريعه قوية لحزب الله لكي يدخل الحرب ضد الكيان على أوسَع نطاق،
والسبب الثاني: هوَ الخوف من إستنزاف المقاومة الفلسطينية لقدرات الجيش في القطاع وتدميرهُ،
كل هذا يحصل في ظِل حشود عسكرية أميركية لحاملات الطائرات والأساطيل قبالة شواطئ فلسطين المحتلة، وأكبر عملية دعم وتحشيد دولي وعربي غير مسبوق لصالح الكيان الصهيوني المجرم على حساب دماء الفلسطينيين الإبرياء رجال وأطفال ونساء، يقابله إستنفار عسكري كبير وواسع في صفوف قوات حزب الله وصلَ إلى أعلى مستوى منذ حرب تموز ٢٠٠٦،
تهديدات أميركية بضرب حزب الله وتهديدات مقابلة بإغراق الأساطيل البحرية في عمق مياه المتوسط،
غزة محاصرة تماماً ومهددَة بكارثه حتمية في المستشفيات تحديداً، بعدما أكدت مصادر موثوقة أن إسرائيل طلبت من مصر عدم فتح معبر رفح أو إدخال أيَّة معونات إلى القطاع فكان الجواب المصري أمرَك سيدي، تآمر دولي شامل مع الكيان الصهيوني الغاصب على الفلسطينيين وتآمر عربي فظيع للقضاء على المقاومة وإجبار الشعب الفلسطيني على الخضوع والمساومة،
الورقة الصهيونية المستقبلية التي ستساوم عليها تل أبيب بمعونة الأعراب هي : سلمونا الأسرىَ والسلاح الثقيل في مقابل بقائكم على قيد الحياة ولا حل ثاني،
الجناح الأميركي من العالم المتشدق بالحريات وصون حقوق الأطفال يغض الطرف عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها آلة الحرب الأميركية بطائراتهم، والامم المتحدة تعطي آلة القتل الصهيونية وقتها قبل أن تطلب منهم وقف القصف وقتل المدنيين!
إسرائيل حشدَت شمال فلسطين أكثر من خمسين ألف جندي ومئات الدبابات في مواجهة حزب الله على الجبهة الأصعب عربياً والمناوشات تزداد مع لبنان أكثر فأكثر يوماً بعد يوم ورقعة النار تتوسع بانتظار أمرٍ رفيع ينذر بالإنفجار الكبير، لأن غَزَة لا تُقصف قصفاً عادياً، غَزة تُباد إبادة جماعية، وأغلبية الدوَل العربية متواطئة بدأً من المغرب مروراً بمصر والأردن ودوَل مجلس التعاون الخليجي السِت،
عندما قامت فصائل المقاومة بعملية طوفان الأقصىَ كانت قد وضعت في حساباتها رد الفعل الصهيوني على المدنيين الفلسطينيين وخصوصاً أنها خبِرَت هذا الجيش لسنوات طويلة وتعرف كيف يفكر وكيف يتصرف، لذلك هيَ أعَدَّت العُدَّة لكافة السيناريوهات ومنها القصف والإجتياح البري،
بقَدَر ما هو مؤلم مشهد الدمار والموت والأطفال المُقطعَة، فإن الأكثر إيلاماً هوَ تواطئ العرب مع إسرائيل بعدما كالوا سيل من الإتهامات للمقاومة بالإعتداء على الكيان الصهيوني الغاصب،
العالم المتشدق بالحريات يتفرج على نكبة ثانية يصنعها الجيش الصهيوني من دون أن يحرك ساكناً، والجميع تخلَّى عن واجبه الأخلاقي والإنساني بحماية الأطفال،
بكل الأحوال إن مِحوَر المقاومَة يرتكز على قاعدتين متينتين هُما غزة ولبنان فلو انكسرت قاعدة غزة فإن القوس سينهدم فوق رؤوس كافة قِوَىَ المِحوَر، لذلك يجب أن لا تُمنَح إسرائيل وقت أكثر لتبيد القطاع فوق رؤوس ساكنيه، ويجب التحرك على أكبر مستوى، قبل أن تتمكن تل أبيب من إستعادة زمام المبادرة والإمساك فيها بالكامل،
لا تتأخروا ولا تمنحوا الكيان فرصة القضاء على المقاومة في غزة،
بيروت في....
14/10/2023