كتب الكاتب ابراهيم سكيكي: التحولات الكبرى
مقالات
كتب الكاتب ابراهيم سكيكي: التحولات الكبرى
18 تموز 2022 , 16:03 م


الزمن الجميل في التحولات التي بدأت مع الإمام الخميني (رض)، عندما قال:"لا شرقية ولا غربية، بل ثورة إسلامية".

فمن سار على نهج هذا الرجل استطاع أن يصنع التحوّلات.

التحول الأول، عندما اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان عام 1982،كانت اللغة السائدة أننا خسرنا الجنوب، وأنّ من بلدته بعد حدود نهر الليطاني فلْيَنسَ العودة إليها مُحرّرة.

بعد ذلك، بخمسة أشهر فقط، حصلت عمليةالشهيد أحمد قصير في صور، وحصل التحول، وأصبح الوصول للقدس ممكن التحقّق وليس حلماً.

التحول الثاني، عندما انسحبت إسرائيل التي تفرض شروطها بغطرسة وخبث واستعلاء، عند أي مفاوضات، انسحبت ذليلةً وخائبة، لم تستطع فرض شيءٍ، ولم تحقّق أياً من أهداف اجتياحها للجنوب اللبناني، وذلك عام 2000 وبدون قيدٍ أو شرط، بل "هريبة".

التحول الثالث عندما خطب سماحة الأمين العام في احتفال النصر في بنت جبيل، وقال:

والله إنّ إسرائيل هذه لهي أوهن من بيت العنكبوت، فأصبحت إسرائيل في نظر المجاهدين بيت عنكبوت وبات النصر عليها ليس مستحيلاً بل سهلاً.

التحول الرابع عندما خاضت إسرائيل، ومن خلفها أمريكا وأغلب دول العالم عدوان 2006لتغيير وجه الشرق الأوسط، فأُسقِط هذا المشروع، ولم يعد باستاطعة أمريكا ومن معها صناعة أي انتصار في المنطقة ،بل وحتى في غزة البطلة،وكان شعار:"لقد ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الإنتصارات".

التحول الخامس عندما حشدت أمريكا وأذنابها في المنطقة، وتآمر العالم وتكاتفت 110دول، لإسقاط سوريا، وحين وصلت إلى حدود الخطر دخل حزب الله هذه الحرب ناصراً لسوريا، من بوابة بلدة القصَيْر، فوصف عملاق قارئي التحوُّلات الراحل محمد حسنين هيكل حينها قائلاً: إنّ دخول حزب الله القصير غيّر المعادلة،وحصل التحول.

التحول السادس كان، عندما ضاق الخناق على لبنان بحصار أمريكا له، وذلك بمادة المازوت التي قررت المقاومة أن تجلبها من إيران، إذْ خطب الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله، وقال: إنّ هذه البواخر عندما تخرج من الموانئ الإيرانية تصبح أرضاً لبنانية، وأمريكا التي تُحاصر لبنان والموجودة في البحار مرّت السفن من أمامها، ولم تستطع النظر إليها وهذا تحول في الصراع الإقليمي والدولي.

التحول السابع والأخير، والذي قال فيه سماحته مُخاطباً العالم:

إذا أوصلتمونا إلى الجوع والتقاتل الداخلي وأصررتم على منعنا من استخراج ثرواتنا البحرية فلن نسمح لأحدباستخراج أو بيع نفط، ونحن ذاهبون للحرب، ومداها كاريش وما بعد بعد كاريش، وكان هذا الخطاب والقرار مفاجئاً، محلياً وإقليمياً وعالمياً، ووُصِف بالتحول، في التهديد ببدأ الحرب، بعدما كانت إسرائيل دائماً تُهدِّد به، ومن يُريد أن يعرف نتائج هذا التهديد عليه أن يقرأ ماذا يقول جهابذة الكيان الصهيونيّ الغاصب.

أخيراً، لبعض الساسة في الداخل اللبناني الذين تطاولوا على كلام سماحته، وعلى هذا الخطاب الذي هو صراع مع الكبار سيجلب فرجاً للبنان؛ نقول لهم:

إنّ هذا التهديد في هذا الخطاب هو للكبار، وأنتم بيادقُ صغارٌ بين أقدام الكبار، فاصمتوا واخرسوا.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري