كتب الأستاذ حليم خاتون
الإمتحان قد يكون لحظات، وقد يمتد فترة حياة...
إمتحان السيد حسن نصرالله بدأ مع أول تجربة وعي عند الطفل حسن نصرالله، ولم ينته باستشهاد الأمين العام لأحد اهم مكونات محور المقاومة في المنطقة العربية...
قد تكون الثورة الإيرانية هي من أعاد شعلة الأمل لحركات التحرير في المنطقة العربية بعد نكسة كامب ديفيد والهزيمة المدوية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت بعد اجتياح ٨٢؛ لكن مجموعة صغيرة نسبيا قد لا تتعدى عدد أصابع يدين إثنتين هي من حوّل الثورة على اليأس إلى إحدى أهم حركات التحرر في التاريخ العربي المعاصر...
إلى جانب السيد نصرالله، يمكن قراءة أسماء مضيئة أخرى في هذا التاريخ، وعلى هذه الدرب؛ الشيخ راغب حرب، السيد عباس الموسوي، السيد هاشم صفي الدين، القادة عماد مغنية، فؤاد شكر، إبراهيم عقيل... ولاحقا قاسم سليماني؛ الى جانب اسماء أخرى...
اجتمع هؤلاء وحولوا هذه المجموعة الصغيرة المقاومة إلى قلب محور امتد من طهران إلى فلسطين المحتلة، وجذب إليه العراق ولبنان واليمن وسوريا رغم خيانة بشار الأسد...
تحول السيد نصرالله إلى أيقونة لحركة التحرر العربية رغم أنف عبيد الكوكا كولا...
صار باستطاعة العرب التفاخر أمام الأمم انهم أضافوا إلى قافلة غيفارا ولومومبا وهوشي منه وماو إسما كبيرا في السماء العربية، جاء ليخلف جمال عبد الناصر ويستشهد في نفس اليوم تقريبا مثل بطل القومية العربية...
شهادة السيد نصرالله في ٢٧ أيلول سبتمبر من العام الفائت، وشهادة عبد الناصر في ٢٨ من نفس الشهر قبل أكثر من نصف قرن...
أبى السيد حسن إلا أن يُذّل أعداءه باستشهاد قل نظيره في العالم...
كل مخابرات الدول الكبرى من أميركا إلى بريطانيا إلى فرنسا إلى ألمانيا إلى حتى روسيا ومعظم دول النظام الرسمي العربي؛ كل هؤلاء ومعهم شركات الهاي/تكنولوجي العملاقة التي تملك من الأقمار الصناعية ما يفوق حتى ما تملكه روسيا أو الصين؛ نعم كل هؤلاء ركزوا العيون البشرية والكومبيوترات العملاقة حتى وصلوا إلى إحداثيات وجود المقاومين وقواعدهم، وعلى رأسهم السيد حسن ثم ألقوا عليهم ما يعادل عشرات القنابل من قوة قنبلة هيروشيما...
أبى السيد حسن أيضا، إلا أن يُذّل خصومه من العملاء والخونة الذين يمنعون أي مودع من سحب ماله لبناء ما دمرته آلة القتل الغربية، ويمنعون دخول اي دولار لإيواء من دَمّرت بيوتهم نفس آلة القتل الغربية، ثم عمت أعينهم عن رؤية عشرات، ومئات الملايين من الدولارات والاسلحة التي تهبط في المطارات كافة وتخرج في صناديق سوداء تحت الأعين التي لا تجرؤ على مجرد السؤال لأن الحاكم الفعلي للبلد ليس جوزيف عون ولا نواف سلام بل طاقم السفارة الأميركية التي تحولت إلى هيئة أركان إدارة الحرب على كل ما يزعج الكيان الإسرائيلي المصطنع من لبنان...
نسي نواف سلام الذي خرج يرعد ويزبد ويهدد أنه ليس اكثر من مجرد عميل صغير حقير، والعملاء مهما طال سواد الليل، ينتهون دائما إلى مزبلة التاريخ...
مصيرك يا حفيد علي سلام مكفول في هذه المزبلة..
تاريخ نواف سلام الفتحاوي لا يعني أكثر مما يعنيه وجود أولاد قحبة في المقاومة الفلسطينية أبرزها محمود ابو كرش وزمرته بالإضافة إلى محمد دحلان القابع في عاصمة الصهيونية العربية، أبو ظبي...
وعلى ذكر أبو ظبي التي أصرت بعثة الإمارات على البقاء والتصفيق لنتنياهو في الأمم المتحدة، لا يسع المرء إلا أن يقول:
اللي خلّف مثل أبناء زايد مش بس مات، بل جلب اللعنة على كل نسله...
مع كل يوم يمر، تجبر الناس قيادة حزب الله على العودة بالفعل قبل القول إلى الجذور الثورية التي حملها السيد نصرالله والتي تلقاها مباشرة من الإمام الخميني، مؤسس أول جمهورية إسلامية في التاريخ...
صحيح ان الشيخ نعيم قاسم عاد أمس وأكد بما لا لبس فيه أن المقاومة لن تسلم السلاح...
لكن هذا حصل بعد مرحلة سادت فيها الفوضى والإنهرامية والخطايا...
قامت المقاومة بالوثوق بالسلطة اللبنانية القاصرة والخاضعة لكل إملاءات الغرب الاستعماري وتسليم جيش هذه السلطة آلاف الأطنان من السلاح بما في ذلك صواريخ الكورنيت التي هزمت إسرائيل سنة ٢٠٠٦ والتي كان بمقدورها منع التدمير الكلّي الذي قامت به أميركا بيد إسرائيلية بعد إعلان وقف النار...
غلطة الشاطر بألف! يقول المثل الشعبي...
أخطأت المقاومة في قبول كثير من البنود في وقف النار يوم ٢٧ نوفمبر٢٠٢٤...
لكن الحمدلله، اجبرت الجماهير هذه المقاومة على استدراك ما حصل وتجري العودة إلى الوضع الثوري الذي ساد قبل التحرير وقبل دخول حزب الله في السلطة اللبنانية والاحتكاك بفسادها ومفسديها...
إنا على العهد!
ليس مجرد شعار...
بالإذن من الإعلامية إيناس كريمة، حتى المقاومة تحتاج إلى من يهاجم اية قرارات سيئة يمكن ان تقع فيها...
ألم يؤدي الإنسحاب الأحادي من جنوب الليطاني والقبول بالوصاية الأميركية على البلد الى تدمير أضعاف اضعاف ما جرى قبل هذا التاريخ...
نحن نعاني مع نواف سلام...
لكن من المسؤول؟
قبولنا بوصول جوزيف عون إلى كرسي الرئاسة هو ما جلب نواف على رأس حكومة تابعة بالمطلق للإمبريالية الأميركية...
قبولنا بجوزيف عون هو ما جلب إلى وزارة الخارجية كلبا من كلاب الامبريالية الأميركية كل همه النباح بعد كل تصريح إيراني...
جيد أن الشيخ نعيم بدأ يرفع النبرة ويُري كلاب الداخل شيئا من العين الحمراء بعد أن تمادى هؤلاء إلى حدود الاعتقاد انهم والصهاينة قد انتصروا ويستطيعون مسحنا...
كان لا بد من حصول ما حصل من تجمع على الروشة لكي يفهم القاصي والداني، والخصم والحليف أن اليد التي حررت سنة ٢٠٠٠، والتي انتصرت سنة ٢٠٠٦ لا تزال تملك السلاح، وباستطاعتها قلب الطاولة على الجميع حتى لو كان كلاب الجولاني قد سيطروا على دمشق...
