الامين نورس ميرزا لإضاءآت / الخلل ناتج عن النهج الخاطىء ولايمكن أن يتحمله فرد أو أفراد معينين .
إعداد وحوار وإشراف / ربى يوسف شاهين
/ حسين المير
موقع إضاءآت .. بيروت
في بداية القرن العشرين .. وإنطلاقاً من تساؤلات زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعادة .
للإجابة على واقع الأمة بعد مرحلة الإحتلال العثماني المستبد
الذي جمد الأمة لمدة أربعة قرون .. وأصبحت الأمة في واقع تجزئة وإنحلال وتخلف كبير .
فكان تساؤله " من الذي جلب على شعبي هذا الويل "
وبعد دراسة علم الإجتماع والسياسة أجاب أن فقدان الهوية القومية والإنتماء ومرحلة الإنحطاط هي السبب الرئيس وهذا قاده الى سؤال آخر " من نحن " فكان نحن سوريون والسوريون أمة تامة والملاحظ ما جرى في معاهدة سايكس بيكو ومؤتمرات سيفر ولوزان لتجزئة الأمة وإحتلالها .
وبالتالي إنشاء وطن قومي لليهود ضمن خطة نظامية دقيقة
فكان رده بإيجاد خطة نظامية دقيقة معاكسة فكان الحزب السوري القومي الاجتماعي ...
والذي عبر أكثر من ٩٠ عاماً عمل على بعث نهضة قومية لإقامة نظام جديد مع مشاركته في كل الثورات في الأراضي الفلسطينية منذ عام ١٩٣٦ وقدم أكثر من ثلاثة آلاف شهيد .
من هنا كان اللقاء مع حضرة الأمين نورس الأمير ميرزا
للإجابه على تساؤلاتنا حول المرحلة الأخيرة والعملية الإنتخابية مؤخراً في لبنان ؟؟
في البداية يسعدنا اللقاء مع حضرة الأمين نورس الأمير ميرزا في موقع إضاءآت .. بيروت واهلاً وسهلاً بكم
نقدم لحضرة الأمين عدة تساؤلات ..
_ ماذا إستفاد الحزب السوري القومي الاجتماعي من العملية
الإنتخابية في لبنان .
_ ولماذا لم يمتنع عن المشاركة في الإنتخابات ...
_ ماهو السبب لعدم تنازل القوميون أمام بعضهم في الدوائر
التي كان فيها مرشحون من الطرفين .
_ لماذا صوت القوميون للأطراف الأخرى وما هو الموقف
الحقيقي للحلفاء من مرشحي الحزب . ؟؟.
عن كل هذه التساؤلات والإستفسارات حول الأزمة الداخلية
في الحزب والأسباب الحقيقية لخسارته في الإنتخابات
النيابية .
وفي قراءة شاملة وموضوعية اجابنا الأمين نورس الأمير ميرزا .
قال حضرة الأمين ...
حول مدى إستفادة الحزب من العملية الانتخابية الفاشلة
يمكن أن يشكل نقطة إنطلاق إيجابية تدفع الوجدان القومي الاجتماعي للقيام بمراجعة شاملة لدراسة واقع الأمة .
فتأسيس الحزب نشأ رداً على أسئلة طرحها سعادة
" مالذي جلب على شعبي هذا الويل "
الواقع الذي أفرزته نتائج الإنتخابات النيابية في لبنان بيّن بشكل واضح حالة الضعف الشديد والدور الهامشي للاحزاب
السورية القومية الإجتماعية في الحياة السياسية والحراك الإجتماعي إلى حد أن بعض الأوساط " الصديقة " والمراجع
الحليفة تشير بصراحة أن المرشحين القوميين يشكلون اعباءً
على اللوائح الانتخابية .
وأكد حضرة الأمين ..
إن مسار الحزب شهد تراجعاً في شعبيته وبشكل مستمر منذ إستشهاد سعادة حتى الآن وذلك نتيجة عوامل متعددة .
لا ادعي انني أستطيع مقاربتها في هذه العجالة وإلا فأنني وأنا في موقع المراقب أنحدر تلقائياً إلى أن أكون جزءاً من الأزمة أو الواقع المريض الذي يتطلب المعالجة .
يبقى أن الإشارة الأولى تكمن في حضور العقلية الفردية بقوة
بعد سعادة والتي أدت على مدى تاريخ الحزب إلى صراع مستمر على السلطة وهذه العقلية تفسر بوضوح أن المشاركة في الإنتخابات هي خطوة لإيصال أسماء معينة إلى البرلمان
دون أي تفكير بمصلحة الحزب أو المصلحة الوطنية أو إعتبار
آخر لا يخطر على بال القيادات دراسة الجدوى في المشاركة أو الإمتناع عن المشاركة علماً أن الواقع يدل على أن الأسماء
المطروحة لا يمكن أن تلتزم بقرار للحزب يمكن أن يدعو إلى عدم المشاركة في الإنتخابات فالمؤسسات الدستورية القائمة
هي هياكل شكلية تعكس التوازنات في مجمل الصراعات الفردية ومراكز النفوذ الخارجية من مالية وسياسية وأمنية تهيمن على مواقع القرار في الأحزاب القومية .
وأضاف حضرة الأمين ...
فهذا الواقع يؤدي بشكل طبيعي إلى ماشهدناه من وجود مرشحين قوميين في لوائح متنافسة فضلاً عن إلتزام القوميين بالتصويت لجهات متعددة كما حصل على سبيل المثال في المتن الشمالي حيث صوتوا في غالبيتهم للتيار الوطني " إلياس ابو صعب " والبعض صوت للائحة ميشال المر .. أنطوان خليل .. وقسم آخر للتغير جاد غصن .
والأمر أن البعض صوت للكتائب
وقلة قليلة صوتت للقوات " ملحم رياشي "
علماً أن حلفاء الحزب قد تصرفوا على هذا الأساس وقد شهدنا أمثلة متعددة منها الفارق في الأصوات التفضيلية بين محمد رعد وأسعد حردان .
لا حاجة اليوم لأن نذكر أن معظم القوميين الاجتماعيين غير ملتزمين بأي من التنظيمات الثلاث ..
" اسعد _ ربيع _ علي حيدر "
هذا الواقع المرير يستدعي التفكير بعقد مؤتمر دراسات يتم الإعداد له بهدوء ومنهجية لدراسة مسار الحزب بعد سعادة
وسبل مواجهة التحديات المصيرية التي تواجهنا .
وختم حضرة الأمين إجاباته قائلاً ..
إن الحل لا يكمن في اي طروحات فردية أو شخصية بل بتفعيل العقل الجماعي المؤسساتي فالخلل ناتج عن النهج الخاطىء ولا يمكن أن يتحمله فرد أو أفراد معينين .
يبقى أن أية حلول خارج الدراسات المنهجية التي تعيد الإعتبار للعقل والأخلاق مثل مدة الحلول تبقى مجرد تسويات لإستيعاب الصراع على السلطة لا فرصة لها في إضاءة فرصة نهضة حقيقية طبعاً هذا المسار يفترض تجميد القرارات الإستباقية للتنظيمات القائمة .
في نهاية هذا الحوار والقراءة التي افادنا بها حضرة الأمين
من موقع إضاءآت في بيروت وفريق العمل كل الشكر
والتقدير لحضرة الأمين نورس الأمير ميرزا على الوقت الذي منحنا إياه وكان لنا شرف اللقاء .
والشكر موصول للاستاذ شاكر زلوم
والإعلامي السوري أمين ميرزا ..
موقع إضاءآت .. بيروت