شرارة الحرب الصينية الأمريكية..\ مها علي
مقالات
شرارة الحرب الصينية الأمريكية..\ مها علي
22 تموز 2022 , 17:48 م

كتبت مها علي,,


خرج وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك اسبر ليقول أن مبدأ الصين الواحدة أي الصين وتايوان هو مبدأ عفا عليه الزمن, ومن المفترض أن تدعم أمريكا تايوان كدولة منفصلة عن الصين , وهذا الكلام خطير لأنه يتزامن مع خطة لزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي بيلوسي لتايوان , وهذا الموضوع دليل واضح على ازدواجية المعايير الغربية, بمعنى أن كل قرارات الأمم المتحدة والتي هي من المفترض أن تكون هي مؤسسة دولية راعية للقوانين العالمية للدول, وعلى العالم الإلتزام بقراراتها, ولا يخفى على أحد أن تايوان جزء من الصين, والولايات المتحدة ومعها الدول الأوروبية تعترف بأن تايوان جزء من الصين, وعلى الرغم من كل هذا يقول الغرب بأنهم سيفرضون عقوبات على الصين إن هي اقتربت من تايوان وحاولت ضمها إليها وسوف يدعمون تايوان عسكرياً ضد الصين, فكيف تعترف بها جزء من الصين وكيف ترفض أن تضمها الصين إلى جغرافيتها وتحمي أمنها القومي؟

في ظل هذه التطورات نلاحظ أن الصين تعلمت من تجربة حليفتها روسيا, من العقوبات التي فرضت عليها, وهي تقوم بخطوات عملية كي تتجنبها, في حال قررت بدء حملة عسكرية على تايوان؟

وهذا ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال عن الإجراءات التي تأخذها الصين كي تخرج من تحت الضغط الغربي, ومثال على ذلك : الصين تخفف استثماراتها في سندات الخزانة الأمريكية, ولأول مرة من 12 سنة يهبط مقدار ما تستثمره الصين إلى مادون التريليون دولار, وهذا بعد ما سحبت الصين عشرات مليارات الدولارات خلال الشهرين الماضيين,

فما علاقة هذا بالعقوبات المحتملة من الغرب؟

الجواب : الصين تستبق الأمور حتى لا تتعرض لما تعرضت له روسيا ويتم تجميد أموالها في الغرب, لذلك الصين تسحب أموالها كخطوة استباقية, ولن نخفي عليك عزيزي القارئ أن السعودية قامت بذلك أيضاً وسحبت جزء من استثماراتها من الغرب.

اليوم ومع التكنولوجيا المتطورة والرقائق الإلكترونية,

نجد الصين تتجسس على جميع براءات الاختراع التي تنتج في أمريكا والعالم كي تأخذها وتحولها إلى منتجات عندها, كما تحاول الصين شراء كل الشركات التكنولوجية التي تُعرض للبيع خاصة في هولندا.

هذا وتُعتبر الصين أكبر مشتريٍ في العالم لمُعدات تصنيع الرقائق الإلكترونية, وهذا العام 2022 زادت نسبة المشتريات 60% عن العام الفائت, لذلك قامت أمريكا بفرض عقوبات على كل الشركات التكنولوجية التي تعمل في الصين, رغم أن كل جريمتها أنها قامت بشراء معدات معروضة للبيع, أي دخلت سوق (عرض وطلب), لكن هذا تعتبره أمريكا تهديداً لأمنها القومي, فلم تكتفي بالعقوبات على الشركات الصينية فقط, بل منعت الشركات الغربية من أن تبيع هذه التكنولوجيا إلى الصين,(أي الشركات التي تنتج هذه المعدات لتصنيع الرقائق الإلكترونية في هولندا), لكن هذا لم يمنع الصين لأنها تقوم بالشراء عبر شركات وهمية أي أنها تشتري شركات غربية بأسعار مغرية ثم تشتري المعدات ثم تقوم بإرسالها إلى الصين, وهذا ما حصل في بريطانية من حوالي شهر ونصف حيث بدأ التحقيق في شركة صينية قامت بشراء شركة مخصصة فقط لتصنيع الرقائق الإلكترونية.

ننتقل للموضوع الأهم في صلب هذا الموضوع وهو أن الصين تتجسس على القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة داخل أمريكا, القواعد التي تصنع الصواريخ البالستية, والسؤال المهم كيف وصلت الصين لهذا التقدم؟ هل من خلال عملاء لها في أمريكا ؟

الجواب لا, بل لها الأخطر والأهم وهي المنتجات التكنولوجية الخاصة بها والتي تستخدمها شركات الإتصال الأمريكية مثل شركة هواوي الضخمة, والمتقدمة عن الشركات الأمريكية بعدة ميزات, وهي ارخص الشركات التي تقدم تقنيات الجيل الخامس والسادس لدرجة أن أوروبا فضلت شركة هواوي عن كثير من الشركات الأمريكية, وهذا ما جعل أمريكا في عهد ترامب تفرض عقوبات غير مسبوقة على هذه الشركة, وذلك لأنها تملك أجهزة إنذار مبكر داخل الولايات المتحدة, وهذا ما نشرته وكالة رويترز, أن 80% من أبراج الشركات الأمريكية تستخدم هذه التكنولوجيا الصينية (هواوي), وعلى هذا أقرت الولايات المتحدة الأمريكية لائحة باستبدال كل المنتجات الصينية لهذه التكنولوجيا بمنتجات أمريكية, وقد تم تشكيل لجنة لهذا الموضوع وأعطيت صلاحيات مميزة¸ تمكنها من عمل حظر لأي منتجات الكترونية أو أي شركات تراها خطراً على الأمن القومي الأمريكي, وهذا بعد تحذير كبير من مدير مكتب التحقيق الفيدرالي الـ إف بي آي, عندما صرح عام 2020 وقال أن وجود الصين في البنية التحتية المعلوماتية لأمريكا هو أكبر خطر يهدد الأمن القومي الأمريكي حالياً, لذا فإن حرب التكنولوجيا المشتعلة بين الصين وأمريكا هي أكبر وأخطر حرب.       

المصدر: موقع إضاءات الإخباري