نفاق البنك الدولي\ د. علي حكمت شعيب
مقالات
نفاق البنك الدولي\ د. علي حكمت شعيب
4 آب 2022 , 10:53 ص



 علي حكمت شعيب.. أستاذ جامعي


في الذكرى السنوية *لوعد السفيرة الأمريكية شيّا الكاذب* باستجرار الكهرباء إلى لبنان من خلال اقتراضه من البنك الدولي.

طالعنا بالأمس تقرير من البنك نفسه قد تمت صياغته بكلمات منمّقة وعبارات مشذّبة غلّفت بالنفاق والتضليل حتى كأن القارئ *يتعجب من مستوى اللطافة والرأفة والتعاطف والرقة التي أبداها البنك مع آلام اللبنانيين جراء الانهيار المالي المتعمد الذي أصاب لبنان* والحسرة التي أظهرها على المودعين نظراً لضياع ودائعهم بسبب ما سمّاه *قسوة عند السياسيين ومساهمي البنوك وكبار الدائنين الذين استفادوا من سياسات مصرفية مغرية طيلة ثلاثين سنة.*

إن أول ما يستوقف المراقب هو هذه *الفجوة الكبيرة بين كلام البنك الدولي في تقريره وسلوكه.*

*-أليست أمريكا وحلفاؤها هم الحاكم الأول في البنك كونهم يملكون غالبية الأصوات فيه* إذاً لماذا سمحوا لهؤلاء السياسيين وكبار الدائنين والمساهمين في البنوك اللبنانية الذين يدورون في فلكهم ويأتمرون بأوامرهم *بتهريب مليارات الدولارات* التي جمعوها من خلال سياسات مالية وضرائبية ومصرفية فاسدة ومن قروض للبنك الدولي سابقة بالخروج من لبنان إلى بنوكهم *ليشكل ذلك سبباً رئيسياً في الانهيار المالي* وهم الحريصون على تتبع حركة ومصدر أي مبلغ يزيد عن الألف دولار إذا ما أراد أي شخص في العالم تحريكه من دولة إلى أخرى.

-كيف نستطيع *أن نثق بهذه المهنية العلمية المقترنة باللطافة والرقة إذا ما استذكرنا القسوة العملية* التي جعلت البنك الدولي *وخلافاً لما هو موجود في رسالته وأهدافه وسياساته المعلنة يدخل معيار الجدوى السياسية في قراراته* فيمنع بذلك إقراض لبنان لاستجرار الكهرباء عبر سوريا في سابقة لم تشهدها المنظمات الدولية المالية بهذا الشكل الوقح.

*-أليست أمريكا هي التي تدير الأزمة الاقتصادية عندنا في لبنان* التي أدت إلى الانهيار المالي *والحامي الأول لمهندسه حاكم المصرف المركزي* أو ليست هي من حاولت استغلال ذلك كله *بثورة ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩م السوداء للإمساك بقرار الدولة وقد وجدنا جنودها من عاملي منظمات المجتمع المدني ومسؤولي الجامعات الأمريكية وطلابها المترفين قادة لهذه الثورة* التي تطالب بحقوق الفقراء الذين *نهبهم وسرقهم أتباعها الأغنياء من السياسيين وكبار رجال الأعمال ومدراء البنوك.*

*كفى تضليلاً ونفاقاً وقد غررتم بالعديد من الوزراء اللبنانيين* الذين وثقوا بوعودكم فبنوا تمويل خططهم على قروضكم ليفشلوا في تنفيذها.

*إن الخائب من يثق بكم* وقد علمتنا تجاربكم السابقة في الدول المنهارة أنكم *أداة إفساد وإذلال واستغلال وإفقار ويد لأمريكا طولى في حربها الاقتصادية على الدول.*

المصدر: موقع إضاءات الإخباري