كتب ابراهيم سكيكي: والدة الشهيد
فلسطين
كتب ابراهيم سكيكي: والدة الشهيد
15 آب 2022 , 22:14 م


ماذا يعني هذا الِاسم: الحاجة فوزية حمزة، والدة الشهيد أحمد قصير؟ رحمك الله يا حاجة فوزية لقد حملتِ وأنجبتِ بطلاً مُجاهداً شامخاً كشموخ جبل عاملة، عاجلاً مبادراً مُسرعاً مُقتحماً، وهو ضاحكٌ، أهم وأكبر مركز للصهاينة المحتلين.

وبجدارة حصل على هذا اللقب: فاتح عهد الِاستشهاديين.

فكان أول من ترجم قول الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، عند اجتياح جنوب لبنان عام ١٩٨٢؛ إذ قال: الخير فيما وقع. إسرائيل قد غرقت في الوحل.

حينها كانت الأجواء السائدة استِغراباً لهذا القول.

الجنوب، وطبعاً البقاع الغربي، جزء من هذا الجنوب احتلته إسرائيل، وكان هدفُها الإستراتيجيُّ الذي تُصرّح به دائماً: نُريد الِاحتلال، لحدود نهر الليطاني.

وبعد الِاجتياح، كان الجو العام في كافة الأوساط: أنّ من قريته جنوبيّ حدود نهر الليطاني، فلينسَ أنّ له قرية، وكان المخطط توطين الفلسطينيين وإقامة مستوطنات، وقد بدأ التحضير لهذا حينها.

مضت (5) خمسة أشهر، فقاد الشهيد البطل أحمد قصير سيارته "البيجو" مُقتحماً، وهو ضاحك، أكبر تجمع ومركز للصهاينة في الجنوب فحوّله ركاماً.

المفارقة حينها أنّ وزير دفاع العدو شارون، وقف على أنقاض هذا المبنى مذهولاً مرعوباً، بوجه شاحبٍ وشعرٍ منفوش، وهو كان كالبلدوزر يسير أمام المشروع التوسّعي لهذا الكيان في المنطقة.

وبهذا الِاقتحام حصل التحول الأول لهذا المشروع الِاحتلالي العدواني، فقد بدأ زمن الهزائم للعدوّ الصهيوني، وبدأ عصر الِانتصارات للمقاومة.

هذا التحول الأول جعل تحرير القدس واقعاً وليس حلماً.

وهنا، وبمناسبة وفاة والدة الشهيد أحمد، لا بُدَّ من التوقف عند صفات وسمات هذا البيت الطاهر؛إذ ماذا يعني أن تُقدم أمٌّ ثلاثة(3) شهداء، وعندما كانت تتحدث عنهم كانت تُعبّر، بكل ثقة وثبات، عن معاني التضحية لتحقيق العزة لهذه الأمة.

وهكذا صار حال كل أمهات الشهداء.

ومن عرف هذا البيت الطاهر،ويتذكر جد الشهيد أحمد: الحاج خليل،بصفائه ونقائه وطهارته، والحاج جعفر والد الشهيد أحمد، الشريك في تأسيس هذا النصروالتحوّل بين الهزيمة والنصر.

كنت سابقاً قد ذكرت قصة له، واكررها اليوم لأهميتها ودلالتها:

بعد عدوان تموز 2006 زرته، وكان بيته شبه مُدمر، جلسنا على بعض الأحجار قرب الركام، قلت له: ماذا تتذكر أي قصة مع الشهيد أحمد؟ قال بعد الِاجتياح عام 1982 وعندي أولادي أغلبهم شباب ذهبت إلى مدينة صور لأجلب لهم تصاريح وأرسلهم إلى بيروت، ووقفت أمام هذا المركز والساحات من حوله تعجّ بالآليات والجنود قلت في نفسي يا ريت شي إنفجار يُدمر كل هذا التّجمع العدواني الِاحتلالي.

فما كان يدور ويجول في خاطر ونفس وروح هذا العبد الصالح ترجمه ولده الشهيد أحمد، بعد أسابيع، فكان بحق وجدارة وبطولة فاتح عهد الِاستشهاديين وواضع حجر الأساس من زمن الهزائم إلى زمن الِانتصارات، كما عبرَّ ويُعبر قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله، فهنيئاً لهذه الأسرة وهذه المقاومة بكل إنجازاتها والتحولات التي صنعتها من زرعٍ للنصر في نفوس مجاهديها والهزيمة في أرواح أعدائها.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري