أراكِ عصية الكسر رغم الحصار و الغدر…
مقالات
أراكِ عصية الكسر رغم الحصار و الغدر…
علي وطفي
15 تشرين الثاني 2025 , 07:33 ص

 أراكِ عصية الكسر رغم الحصار و الغدر…

قراءة سريعة و مفيدة - للمقارنة - في في تاريخ (الجنرال المحايد) أوغستو بينوشيه في القوات المسلحة التشيلية ، كان الرئيس الليندي واثقاً من أن بينوشيه سيبقى مخلصاً للدستور كما صرح سابقاً، لكن في الواقع سارت الأمور على نحو مختلف لقد وجد الانقلابيون "السيف" الذي عجزوا عن إيجاده 1970 وهو قائد الجيش الذي وثق به الليندي عندما قام بانقلاب ليلة 11 أيلول،عندما أمر الجيش مغادرة ثكناته لنزع سلاح قوات أنصار الليندي والقضاء عليهم ، انتشر الجيش في المدن ولم يستطع اليساريون العزل المقاومة اقتحم الجنود مكاتب تحرير صحف الأحزاب اليسارية والليبرالية التي غطت بداية الانقلاب و قتل صحفيون مباشرة في الوقت نفسه وفور انتهاء المناورات المشتركة مع البحرية الأمريكية ، أقتربت السفن التشيلية من فالبارايسو، وقصفت المدينة و بأوامر الجنرالات أقلعت الطائرات وبدأت بقصف المباني الحكومية والقصر الرئاسي حينها حاول الليندي الاتصال ببنوتشيه على أمل أن يدعمه الجنرال لكن دون نتيجة و بدأ الجيش في اقتياد المعتقلين إلى الملعب الوطني، حيث نُفذت عمليات إعدام جماعية وتعذيب حاول أعضاء حزب "مير" اليساري الراديكالي، الذين كانوا يمتلكون عددا محدودا من الأسلحة، المقاومة، لكن جهودهم باءت بالفشل .

الرئيس جوزيف عون الحالي قائد الجيش السابق هو خريج الاكاديميات العسكرية الامريكية تم تنصيبه رئيساً وهو رجل القيادة الوسطى الأمريكية اي البنتاغون وصل على مركبة الديمقراطية (الأمريكو سعودية) هو حال كيان لبنان منذ أن اوجدوه الثابت في هذا تغير الأوصياء….! يعتبر أداة واشنطن الناعمة في كسر المقاومة وبيئتها ،إن ما يحدث هو مجرد توزيع أدوار بينه و بين (ديك تشيني لبنان ) القاضي الأداة و رئيس حكومة لبنان الامريكية نواف سلام فكلاهما يثخن في جراح أبناء الجنوب والبقاع والضاحية و كما هو شائع "بعد الموت عصة القبر" ، فتارة الرئيس يصرح السلاح مقابل الإعمار أو إما السلاح أو حرب شاملة على لبنان و من يراقب عمل و سياسة الحكومة وتصريحات ( سلامها) والقوى اللبنانية العدوة ، نعم هناك لبنانيون أعداء للمقاومة وهي صدى و ترجمة حرفية لما يصدر في تل أبيب و واشنطن من مواقف ، الرئيس كان قائد جيش وعمل الاستخبارات الامريكية و نسق مع المقاومة او ربما تجسس عليها ..! اليوم يتذرع مع فريقه بالضغوطات الهائلة من الخارج ، صحيح الظروف الخارجية كبيرة ، و لكن مقارنة بالضغوطات على بالرئيس الوطني إميل لحود بعد قتل الحريري و حرب عام ال 2006 لا شيء ويتذرع بتغيير التوازنات في المنطقة و لكن اين مدرسة السيادة الحرية والاستقلال ولبنان 10452 كم مربع التي صدع رؤوسنا جوقة واشنطن و تل أبيب رغم كل الإهانات الأخيرة لهم ورأينا مواقفها (السيادية ) وهم يرون الجنوب اللبناني يقتل بكل ما فيه يوميا ..

تحولت المقاومة بالنسبة لعملاء واتباع واشنطن إلى سرطان يجب استئصاله هي الوظيفة التي يتصدى بتنفيذها كل ما من عون وسلام هو كان الشرط اللازم للوصول الى مناصبهم ولا شيء آخر فالرئيس المعين بشروط ، لا شك أعطى وعود لمن رجح كفة وصوله الى قصر بعبدا و نكس بعهده مع المقاومين بعيد تنصيبه ولاول فعل سياسي توقعت المقاومة ان لا يخذلها في قرار مجلس الوزراء الذي نزع عنها شرعيتها الدستورية ، أما القاضي سلام اثبت انه

" بيتان" واشنطن نسخة من حكومة فيشي الفرنسية الموالية لهتلر بشكل رسمي التي تشكلت بعد سقوط فرنسا في الحرب العالمية الثانية عام 1940م و حكمت هذه الحكومة الجزء الجنوبي من فرنسا تحت قيادة المارشال بيتان و تعاونت بشكل وثيق مع الألمان، مما أدى إلى تورطها في قضايا مثل اعتقال المقاومين واضح ان تشكيل حكومة سلام و مسؤوليتها عن الوسط والشمال ولا تعتبر جنوب لبنان او البقاع جزء أمن لبنان الا في خضوعه لإسرائيل و ساكنيه من مواطنيها وهي السلطة التي ولدت بالرسائل الهاتفية جاؤوا برئيس الحكومة من خارج السياق اي من خارج عالم السياسة الواقعية وهو ما أراده البيت الأبيض و نتنياهو بعد الحرب على المقاومة و يسير بالنظام إلى حافة الانهيار الطائفي السياسي تفتقت عبقريته بقرارات كادت ان تودي الجميع الى انهار من الدماء فقط ليثبت الولاء لمن عينه ، وأما فخامته وظيفته الثانية التصديق على الاتفاقية الإبراهيمية في حال تم إخضاع الرافضين لها و رأس حربتهم المقاومة والتنسيق و توزيع الأدوار مع نواف سلام الذي لم يوفر محاولة لإيصال حزب الله وبيئته إلى حائط مسدود وبالتالي دفعه لرفع الراية البيضاء بعد نكسة الحرب الأخيرة و خسارة الملهم الروحي والسياسي مع قيادات تاريخية و عسكرية له او دفعه للاقتتال الداخلي او بعد منح تل ابيب كل الأسباب القانونية للقيام بذلك ، فلا رجالات من الوزن الثقيل اليوم لذلك نرى لبنان بيت مخلوع الابواب كل يتسلى في غرفة من غرفه ، حتى القناصل تترفع عنه ، إنما موظفون درجة ثالثة و رابعة يديرونه و ترتعد فرائص غالبية المسؤولين في الحكومة و اغلب ( ممثلي الامة ) الطائفية .

اما بخصوص مواقف ما كان يعرف بالقوى والأحزاب اليمينية اللبنانية ا، فهي ابنة الغرب و حليفة إسرائيل هو تاريخها منذ تأسيسها و بالوثائق و الشهادات ، وضح ذلك منذ يوم اجتياح لبنان 1982 واحتلال بيروت ، كان قادة جيش الاحتلال الذين دخلوا بقواتهم واحتلوا العاصمة على علاقة اجتماعية وعائلية مع آل الجميل وحلفائهم وكان تجوالهم سوية و تناول ساندويتش الفلافل إلى السهر الترفيهي و استضافة شارون في منزل بشير الجميل الذي كانت تل ابيب تحضره للجلوس في قصر بعيدا وكأنه من أهل البيت الكتائبي ، لذلك موقف هؤلاء الذين قاتلوا مع الإسرائيلين وحاصرا بيروت الغرلية فلا استغراب في عدواتهم لمن يقف في وجه التطبيع مع تل أبيب ، إنما الوضاعة لمن هلل للمقاومة في إسناد ناس قطاع غزة و دفع اغلى من كان عنده معنويا و ماديا واليوم استدار و طعنها بالظهر بأوامر خارجية و ضغوط مالية لابد منها في حال إجراء الانتخابات في تيار ، و منهم من كان يعتاش من خيراتها ماديا و انتخابيا، انها تجارة المواقف السياسية التي هي امتياز حصري لبعض عائلات و أشخاص يقبلون أيدي من يحكمهم و ينحنون للقوي إلى ان يستبدل بآخر.

اليوم الأعداء الداخليين ينتظرون ساعة الصفر بفارغ الصبر ، بل يستعجلون (حصانهم) سيدهم الإقليمي لمعاودة الكرة بعدوان أشد وحشية لسحق وكسر شوكة المقاومة إلى غير رجعة ، كي يتسيدون المشهد المحلي وكأنهم لا يعلمون أن سيد المشهد هو حاكم تل أبيب وهم الكومبارس المحليين له ، لكن المقاومة لا يمكن أن تموت لأنها فكرة و وجود في ضمير أهلها و بيئتها وما دامت أجيال ناشئة تتغذى على هذه القيم و هو ما ادهش الكثيرين من منظر تجمع كشافة المقاومة في مدينة بيروت الرياضية ، علما لو سعت المقاومة للمساومة و الحصول على مكاسب في الداخل ، وكنا يتقاطرون الى الضاحية يطلبون الوصل و الود و تقبيل الايادي ، الوحيد الذي فهم سيكولوجية هؤلاء هو صاحب أكاديمية "عنجر" السورية للإدارة ، و ما يتابع به و يمارسه الأمريكي و السعودي معهم لانه أثبت أنه أنجع الدواء لمن يتاجر في السياسة و حتى الكرامة الوطنية و الشخصية ، الذي أثبت نجاعته منذ نشأة لبنان الكيان.