لم يعد اللبناني يهتم لكل ما تقوله القوى السياسية في لبنان، مهما كانت هوية هذه القوى...
الجميع كذابون...
القواتي مع القوات حتى لو قال سمير جعجع إن اللبن أسود...
نفس الأمر ينطبق على الكتائب والعونيين وامل والمستقبل بجميع إفرازاته، كما على بقية قوى المنظومة...
حتى نواب التغيير وما يسمى المجتمع المدني؛
يرقص هؤلاء على نفس اللحن حتى دون سماع الموسيقى...
ياسين أفندي مغرم بصورة تظهر له مع صقور اليمين المسيحي + أشرف ريفي؛ إنعزالية مسيحية على رجعية سنية، يجمعها ادعاء الثورة في اسوأ مظاهر الثورات التي لا ينقصها سوى ترشيح غلام السفارة الاميركية ميشال معوض لرئاسة جمهورية المزارع الطائفية...
مارك ضو يحاول شرح الفذلكات التشريعية، لكنه يضيع بين السطور، فلا هو يعرف ما يقول، ولا هو يفهم إلى ماذا يريد الوصول...
پولا يعقوبيان تقفز من موقف إلى موقف آخر حتى تبقى دائما في الصورة...
أول أمس كانت تقود جبهة الدفاع عن السيادة على الخط ٢٩؛ فجأة، لم يعد هذا الخط أولوية عند نواب السيادة الاستنسابية!!!!!...
أمس كانت هناك اسطوانة أخرى؛ محاولة تحرير طارق البيطار من عمليات كف اليد الاعتباطية التي يلجأ إليها "كبار القوم" من الذين يقوم هذا القاضي باستدعائهم اعتباطيا...
لعبة اعتباط شامل ضحيتها الحقيقة...
الست پولا، مع حفظ الألقاب، لا تضمًن المشاريع التي تنوي تقديمها إلى مجلس النواب، أي بند يمنع القاضي من هذه الاستدعاءات الاعتباطية التي تعمل على تحريف التحقيق واستعماله لمآرب سياسية تصل حد المنفعة الشخصية، رغم ضياع الحقيقة التي هي بالأصل أكبر من طارق البيطار وپولا استناد إلى تحقيقات فراس حاطوم التي تثير بدورها تساؤلات تؤدي إلى نظام دولي قائم على الارهاب والتسلط وترعاه منظومة دولية أكثر إجراما من منظومتنا المحلية...
من أقصى اليمين إلى أقصى يسار المنظومة الحاكمة في لبنان أو تلك التي تختبئ خلف ستار الرفض والمعارضة، الصورة واضحة جداً عند أزلام كل تلك القوى...
اللبن أسود طالما الزعيم "هيك بدو"...
الزعيم هو ظل الله الأرض...
الإعلام لا يختلف عن عبيد الأحزاب والمنظمات...
ال MTV، مع "ضراب الطبل"، شرط استهداف المقاومة...
كما مصاص الدماء الذي لا يستطيع العيش دون دماء، هم يعيشون على بغض وكراهية كل من يعادي قيم "الديمقراطية المزيفة" في الاستعمارين القديم والجديد...
ال LBC، والجديد يسيران حسب التعليمات السعودية والإماراتية على التوالي... يساعدهما في ذلك، الهريان المستشري في الجبهة المقابلة وغرق حزب الله في وحول تحالفات لا مبادىء فيها ولا شرف ولا حتى حياء...
هذا ما يقودنا إلى الحيرة التي يرمي حزب الله شعب لبنان فيها...
إنه التناقض النافر بين صورتين:
صورة السيد نصرالله الكاسر لستاتيكو المنطقة، والذي على وشك أن يفرض على إسرائيل هزيمة جديدة أكثر مرارة من هزيمة تموز...
في حرب تموز هزمت إسرائيل عسكريا، رغم أن ال١٧٠١ أعاد إليها بعض ماء الوجه، لكن بعد إطلاق آلاف الصوراريخ...
في حرب التنقيب واستخراج الغاز والنفط، إسرائيل على وشك إعطاء لبنان بعض حقوقه دون إطلاق ولو صاروخ واحد على الحقول في فلسطين المحتلة...
في هذه الصورة يظهر الجانب المشرق لمقاومة هي من اشرف ظواهر هذه المنطقة المنكوبة المستدهفة من قبل قوى الاستعمار والرجعية...
في صورة مقابلة، يظهر الدكتور علي فياض إلى جانب رجل المنظومة المالية الحاكمة، ابراهيم كنعان...
يتفوه الدكتور فياض بضعة كلمات حق لن تصل إلا إلى باطل...
مسموح للدكتور فياض الكلام في القليل الذي لا يغير شيئا...
ما يحصل في النهاية، هو ما تريده المنظومة المالية التي يعبر عنها ابراهيم كنعان ويوسف الخليل...
في لجنة المال والموازنة، ميشال عون ونبيه بري حبيبان لدودان...
أما بقية القوى الممثلة في هذه اللجنة، فهي من اجل إعطاء المنظومة المالية توافق كافة القوى الحزبية الرئيسية في البلد، قوى المنظومة- النظام، بفرعيها الموالي والمعارض...
بين معزوفة الدولار الجمركي، وحديث الدكتور فياض الخجول عن وضع الناس المعيشي، يتساءل المرء كما دوما، عما إذا كان حزب الله يملك فعلا برنامجا علميا شاملا لكل الوضع الاقتصادي اللبناني، وليس مجرد ترقيع هنا، وترقيع هناك...
يجيب بعض الأخوة أن الحزب في موقع لا يحسد عليه؛ في بلد مركب على قشة...
ولد حزب الله من رحم هذا المجتمع العشائري المذهبي المتخلف...
حتى اليوم يتصرف الحزب ضمن قواعد هذا التخلف؛ بينما المطلوب هو صورة مناقضة تماما لهذه القواعد التي اوصلت البلد إلى هذا الانهيار...
هل يريد حزب الله بلدا مفصلا ومجتمعا مثاليا كي تكون حركته مثالية...
في هذه الحالة، ما هي الحاجة إليه؟
لبنان، هو بيت "معفوس، فوقاني تحتاني"؛ يحتوي هذا البيت على الكثير مما يجب رميه في المزبلة...
في هذا البيت، يعاني الجميع من وجود عناصر غير قابلة للإصلاح؛
عناصر تخريب عن سابق اصرار وتصميم...
المدمن يمكن ارساله إلى العلاج...
لكن المجرم يحتاج إلى سجن مع أشغال تفيد المجتمع...
ما يفعله حزب الله هو إرسال المدمن إلى السجن، ومحاولة التفاهم مع المجرم...
التغيير من داخل النظام لا يكون ردات افعال دون وجود برنامج واضح...
المسألة ليست مجرد كلمات عن الاقتصاد المنتج...
على الناس ان ترى بوضوح هدف بناء الدولة والطريق الذي سوف يؤدي إليه...
الهدف موجود... لكن الطريق يجري متر بعد متر بتعرجات غير مفهومة ولا مقبولة من قبل "أشرف الناس"...
الثقة التي كسبها حزب الله عن جدارة يجب حفظها بأشفار العيون...
قد نكون اليوم ملزمون بالتعامل مع وليد جنبلاط...
قد يخرج غداً من يقول بنفس هذه النظرية في التعامل مع سمير جعجع، أو حتى مع أشرف ريفي...
ميشال معوض وفارس سعيد ونوفل ضو وصعاليك 14 آذار لا يمثلون حالة شعبية ولذلك قد يتم إهمالهم...
لكن الحقيقة هي أن وليد جنبلاط، وسمير جعجع واشرف ريفي هم من رؤوس الأفعى الاساسية التي يجب قطعها وليس التعامل معها...
لنعترف...
طالما أن الحزب يتحالف مع رؤوس أخرى من هذه الأفعى، لن يستطيع قطع تلك الرؤوس...
لو كان الحزب يروض هذه الرؤوس، لكان الامر مفهوما...
لكن هذه الرؤوس قوية إلى درجة أن لا حل إلا إما بقطعها وإما بالسير معها...
في حالة عدم قطعها، على البلد، وعلى المنطقة السلام...
حليم خاتون