كتب الأستاذ حليم خاتون: حزب الله يحاصر نفسه.
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: حزب الله يحاصر نفسه.
31 آب 2022 , 15:01 م

في الجنوب، البنزين مادة نادرة...

لا ضرورة للحديث عن الكهرباء الرسمية؛ هذه أصبحت من الرفاهية التي على الناس نسيانها...

مازوت المولدات يذكر المرء ببواخر المازوت التي جلبها حزب الله الى لبنان بعد أن دارت حول الكرة الأرضية...

في لبنان، ليس الناس فقط هم من يخلط بين مفهوم الدولة ومفهوم السلطة...

القول بأن السلطة في لبنان غارقة في السرقات والنهب والفساد والفوضى، هو أقل القول الحلال...

لكن عندما تصل الأمور بهذه السلطة إلى تهديد وجود كيان الدولة نفسه، عندها يمكن القول أننا دخلنا فعلا في مرحلة انحلال هذه الدولة...

أحزاب تشتري المواطن بزجاجة مياه صغيرة أثناء المهرجانات، ما يذكرنا بزجاجة الكوكا كولا التي وزعها محمد أنور السادات على الناس في مصر السبعينيات، لدفعها إلى استقبال الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون، "بتاع الووتر غيت" وفقا للشيخ إمام رحمه الله...

نجيب ميقاتي لا يقبل...

هو يهدد بعظائم الأمور إذا تجرأ حزب الله إلى العودة إلى سيناريو جلب بواخر مازوت للتخفيف عن الناس...

مافيا الوقود لا تقبل...

أميركا لا تقبل...

ماذا يفعل حزب الله؟!؟!

لا شيء سوى الدوران في نفس

الدوامة... "نحن مش سلطة... حتى لو قامت هذه السلطة القائمة بالفحشاء والمنكر"...

الحق على نجيب ميقاتي، يقول بعض عناصر الحزب، وكأن حزب الله ليس ممن جلبوا وخدموا ودعموا هذا الميقاتي...

عندما يسأل المرء عناصر الحزب عما يمكن أن يفعله ميقاتي، إذا قام حزب الله بإيجاد حلول لا توافق اميركا عليها، تسود لغة اللغط واللعثمة...

إنها اشتراكية تعميم الحرمان التي عرفها الاتحاد السوفياتي طيلة عقود من سيطرة البيروقراطية في الحزب الشيوعي...

لا مازوت، يعني تعميم الظلام...

"ظلم في السوية، عدل في الرعية"...

كل ما يستطيع عناصر حزب الله قوله، هو تحويل الهجوم على أصحاب المولدات الذين يتبعون بمعظمهم إلى الثنائي الشيعي أو "الوطني"، كما تحب المنار والNBN العزف بين الحين والآخر...

من أجل أن يملء المرء خزان السيارة بالبنزين، عليه قطع مسافة حوالى ٤٠ إلى ٧٠ كلم إلى الشمال، ذهابا وإيابا باتجاه بيروت، ما يعني خسارته تلقائيا حوالي ١٥ إلى ٣٠ ليترا من البنزين، كلفتها تصل إلى أكثر من ٤٥٠ ألف إلى إلى ٩٠٠ ألف ليرة...

كل هذا يجري وعلى شعب هذا الجنوب الذي عانى ويعاني أن يقبل، لأن مافيا الوقود والطاقة تخضع لقانون "قيصر - ٢" الأميركي ضد شعب هذا الجنوب...

أن تخضع مافيا الوقود في لبنان التى ترعى مصالح الأحزاب والمنظمات والحركات المسيطرة على البلد لإرادة فرض الحصار الأميركي على أهل الجنوب شيء؛ وأن يخضع الثنائى الشيعي، وبالأخص حزب الله الذي لا يزال رغم كل السواد المنتشر في سماء الجنوب؛ لا يزال يتمتع ببعض المصداقية التي لن تلبث أن تهدر... شيء آخر...

المقاومة على الراس والعين...

الموقف الثابت في وجه الكيان الصهيوني الغاصب، رغم الميوعة بين خطي ٢٣ و٢٩، يحاول المرء ابتلاعه عبر نظرية اللانظرية، حين يتحدث حزب الله في الوقت عينه عن نهائية الكيان اللبناني والتواجد "حيث يجب أن نكون"...

كل هذا يفرض ضياعا في الوعي الثوري الذي بدونه سوف تخسر المقاومة عدة جولات بالنقاط، إلى أن تأتي الضربة القاضية...

لو أراد المرء إحصاء انفاس حزب الله، لوقع على اكثر من "خلط" في هكذا مسائل مصيرية...

لكن شعبنا الذي رأى جحافل الانتهازية اليسارية، والعصبية الدينية، ومقاومة الفنادق والمطاعم، لا يزال يريد أن يصدق أن حزب الله، شيء آخر...

المسألة فقط، هي أن هذا الحزب يختبئ وراء المواقف القومية في المقاومة، لتغطية العجز عن حل مسألة انتشار الفساد والفوضى في كامل لبنان، وداخل بيئة المقاومة تحديدا...

حزب الله لا يريد أخذ مكان السلطة التي يسميها هذا الحزب دولة... بينما تنهش هذه السلطة بكل المقومات التي يمكن أن تحافظ على كيان هذه الدولة...

حزب الله يعرف يقين المعرفة أن جهابذة هذه السلطة بما في ذلك حلفاء الحزب، غاطسون في التآمر حتى آذانهم في المؤامرة الأميركية على شعوب المنطقة، وعلى الشعب اللبناني تحديدا...

يا اخي لا يستطيع المرء سماع الموسيقى ضد الحصار الأميركي ورؤية التعاون مع عملاء اميركا في لبنان في الوقت عينه...

"يا ابيض، يا اسود؟"

"اللون الرمادي ده، الشعب ما بحبهوش"...

روسيا تعرض البنزين والمازوت بأقل من ٣٠٪ من الأسعار في الأسواق العالمية...

إيران تعرض فيول معامل الكهرباء بالمجان على هذا الشعب "الاهبل"، الذي لا يقوم بخلع كلاب اميركا من السلطة وتعليق المشانق...

لم يعد ينقصنا في الجنوب إلا أن نقوم نحن بأيدينا، بخنق أنفسنا عبر الضغط على أعناقنا...

طالما أن القوة الحزبية المتمثلة بالثنائي تشارك هي نفسها بهذا الحصار ولا تقوم بابسط الواجب تجاه بيئة هذا الثنائي... على الوطن السلام...

كل استعمار أميركي جديد، وشعب لبنان، وشعب الجنوب تحديدا على غباء جديد ورحمة الله لانعدام بركاته...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري