كتب /سعيد فارس السعيد
لاي سبب كان فإن سورية لم ولن تكون صندوق بريد للرسائل المتبادلة بين القوى المتصارعة إقليميا وعالميا .
سورية دافعت وتدافع عن الجميع ..
دافعت وتدافع ومنذ عشر سنوات الى الآن عن الامن الوطني والقومي لكل اشقائها واصدقائها وحلفائها .
وصنعت وتصنع لهم جميعا الحضور والقوة والنفوذ .
وان قوة سورية هي قوة لهم جميعا
وضعفها هو ضعف لهم جميعا .
وعلى كل الاشقاء و الاصدقاء والحلفاء وقادتهم جميعا وبدون استثناء احد منهم ان يعرفوا جيدا بأن لكل مواطن ولكل اسرة سورية ديون وافضال عليهم جميعا وعلى دولهم وعلى شعوبهم ..
فالصمود والتضحيات العظيمة والاضرار والخسائر اليومية التي قدمها ويقدمها الشعب العربي السوري ليس للدفاع عن سورية وامنها الوطني والقومي فحسب بل ان سورية وشعبها وجيشها ومقاومتها دافعت وتدافع عنكم وعن شعوبكم وعن مصالح دولكم جميعا .
من هذه المقدمة التي لابد منها اين انتم وكل قواتكم وخطاباتكم من الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سورية التي دافعت وتدافع عنكم جميعا ..
حيث لم يمر شهر واحد إلا ويقوم الكيان الاسرائيلي بشن ضربات مركزة على مواقع للجيش العربي السوري وعلى مواقع مدنية وخدمية واقتصادية هامة ..
فيما لايتجرأ هذا الكيان بالاقدام على عدوان ضد لبنان او ايران ..
لانه قد يتلقى ردا قويا وحازما وساحقا .
فالخطابات السياسية والاعلامية لقادة الرأي العام وللنخب الفكرية والاستراتيجية والاعلامية في سورية او في دول وقوى محور المقاومة باتت بدون اي تأثير في اوساط الرأي العام المحلي والاقليمي والعالمي بظل الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سورية .
وجميعكم يعرف جيدا بأن سورية هي عمود خيمتكم وخيمة قوى المقاومة بالمنطقة .
فإذا كانت تلك الاعتداءات وكما يدعي الكيان الاسرائيلي هي ضد اهداف ومواقع ايرانية ،
لماذا لم ترد ايران .
وكذلك اذا كانت ضد مواقع للمقاومة اللبنانية فلماذا لم ترد المقاومة الوطنية اللبنانية ؟؟
واذا كان محور دول وقوى المقاومة ومن خلال خطابات وبيانات قادة المحور التي تؤكد باستمرار بأن اي اعتداء على لبنان او ايران فإنه اعتداء على كل قوى المحور .
فأين فعل ورد الجميع على الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سورية
اين فعل الجميع ورد الجميع لماتتعرض له فلسطين والقدس والاقصى ..
واين فعل ورد الجميع لما تتعرض له سورية
هذا من جهة ومن اخرى ..
ماهو دور وتأثير وردة فعل الحليف الروسي
وماهي اهمية تواجده ووجوده في سورية ؟؟
هو هو لمكافحة الارهاب ام للتفاوض مع الارهاب ..؟؟
هل هو للحفاظ على الدولة و السيادة السورية ام لاتعنيه قوة وهيبة الدولة السورية وسيادتها .؟؟
ام وجوده وتواجده هو لضمان مصالحه وقوته بالمنطقة
ولضمان واستمرار علاقاته الممتازة جدا مع كل اعداء الدولة والشعب في سورية ..؟؟
ام هو موجود ومتواجد في سورية ولاتعنيه الاعتداءات الخارجية على سورية ولاتعنيه سرقة ونهب الثروات الوطنية السورية وبالتالي لاتعنيه ابدا الاعتداءات الاسرائلية المتكررة على سورية
( لطالما ان القوات الامريكية والاسرائيلية لاتقترب من مواقع تواجده في سورية) ؟؟؟!!
ومادامت سورية تحافظ وتدافع عن مواقعه العسكرية بكل السبل والطرق والاشكال .
ان الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سورية في ظل الصمت العملي للجميع وعدم الرد المباشر على تلك الاعتداءات
هو صمت مرفوض من كل الشعب العربي السوري وهو صمت يحبط الشارع السوري والاقليمي ويحرضه ويؤكد لأوساك الرأي العام بأن روسيا وايران لايهمهما الا مصالحهما ونفوذهما في المنطقة ..
خاصة عندما يتكرر العدوان الاسرائيلي وهو التحدي الكبير لروسيا ولإيران ولكل قوى المقاومة و لتضييق الحصار على سورية
وللايحاء بأن سورية هي وحيدة بمواجهة الكيان الاسرائيلي .
والايحاء للرأي العام المحلي والعربي والعالمي بأن سورية لوحدها عاجزة عن الرد ..
وكذلك الايحاء للرأي العام بأن وجود روسيا في سورية هو لضمان مصالحها في المنطقة وليس لمكافحة الارهاب او للحفاظ على السيادة الوطنية لسورية
وكذلك للايحاء بأن جميع اشقاء واصدقاء وحلفاء سورية لايهم كل منهم إلا مصالحه والحفاظ عليها ..
امام كل ذلك نسمع اصواتا قوية وفاعلة بأوساط الرأي العام تقول :
ان مصالح سورية وامنها الوطني والقومي هو اهم من الجميع ومن مصالح الجميع
لان سورية هي التي صنعت وتصنع القوة للجميع وهي التي دافعت وتدافع عن الجميع
ان كل الشعب العربي السوري وفعالياته ونخبه وكذلك كل شعوب المنطقة ونخبها تنتظر أفعالا على الأرض ولاتنتظر اقوالا وخطابات وبيانات ..
نعم ان الشعب في سورية وجمهور المقاومة في المنطقة لم يعد يعنيهم اي خطاب سياسي او تهديد اعلامي او قصائد شعر حماسية لبعض مسؤولي وقادة وفعاليات قوى المحور او في دول الحلفاء والاصدقاء الذين يهددون ويتوعدون ..



