كتب جاسر خلف:
مقالات
كتب جاسر خلف:"بين تكتيك طالبان و تكتيك اليسار الفلسطيني"
3 أيلول 2022 , 21:15 م


مقارنة صغيرة في التكتيك الثوري و العملياتي بين تكتيك حركة طالبان "الجاهلة و غير المتعلمة" و بين فصائلنا الفلسطينية الذكية و المجرِّبة و التي تتبع الأساليب العلمية في المواجهة مع العدو المحتل و مع جيش العملاء التابع للإحتلال ..

حركة طالبان رفضت اي تصالح أو تعامل أو تفاوض مع العملاء و إعتبرتهم أعداء خونة و تجب محاربتهم و هذا ما كان فعلاً و قتلت الكثير من جنودهم المرتزقة و رجال الأمن بل وصل الأمر بطالبان أنها إخترقت أجهزة الأمن و الجيش الأفغاني و عبر زرع عناصر و خلايا سرية لجمع المعلومات و التخريب و الإغتيالات و قتل جنود الإحتلال الأمريكي و الأطلسي و بذلك وضعت إسفيناً عميقاً من عدم الثقة بين الأمريكان و جنود الحكومة العميلة التابعة.

شكلت طالبان جبهتها للرفض و لم تشارك في أي إطار سياسي و رسمي مع الحكومة و العملاء مثل البرلمان أو اللويا جرغا رغم انها زرعت عيونها أنّا إستطاعت إلى ذلك سبيلا.

أمّا فصائلنا اليسارية العتيدة صاحبة الإشتراكية العلمية فقد تخلت عن جبهة الرفض فوراً رغم تحليلاتها الطبقية لطبيعة دور و موقع قيادة م.ت.ف و دخلت بيت الطاعة لعرفات و من بعده ابو مازن و دخلت في ماراتون مفاوضات و حوارات وحدة وطنية تمتد لعشرات السنين و لم تنته بعد و مشت مع عملاء الإحتلال حتى وصلت معهم إلى رام الله و تركت الحرية لكوادرها و خصوصاً القيادية بالإنضمام لمؤسسات السلطة و تخلت عن مقاتليها و تجاهلت بشكل شبه كامل تنظيمها في الخارج و تركت عناصرها و أفرادها لقمة سائغة لكل الكوارث و بشكل مكشوف امام الإحتلال و جواسيس سلطة التنسيق الأمني و تخلت عملياً و فعلياً عن الكفاح المسلح بإستثناء عدد من مطلقي الصواريخ في غزة.

كما سقطت تلك الفصائل في وحل إنتخابات تشريعية يديرها و يقرر ماهيتها الإحتلال و ليس غيره. و اسقطت تلك الفصائل ورقة التوت الأخيرة التي كانت تسترها و ضاعفت أعداد المسحجين الذين ينقضون بالشتائم على كل من ينتقد او يشير للخطأ و إعتباره عدو و عميل.

أصبحت الفصائل التي كانت مقاومة تتمول و تتبع لقرارات و انظمة سلطة اوسلو و لتعليمات الأنجزة و اصبحت تحاور و تفاوض دائماً و على كل شيء و لا شيء حتى اصبحت ظلالاً حقيقية و لكن على يسار اليمين.

أما طالبان "الرجعية" فقد رفضت المفاوضات إلا بشأن خروج المحتل و بعد ان تم الإفراج عن أهم قيادييها ..


المصدر: موقع إضاءات الإخباري