نحن شعب بسيط وطيب...
نحن شعب حسن النية إلى درجة افتراض حسن النية عند أقذر انواع المخلوقات البشرية...
لو قُدًر للحيوانات أن تنطق، لقالت فينا ما لم يقله مالك بالخمرة...
منذ أن غدر معاوية بالحسن بن علي بعد اتفاق صوري كان هدف الاول منه التسويف وصولا إلى اغتصاب الخلافة، وصولا إلى عصرنا الحالي حين حذر الغرب والشرق معا عبد الناصر من البدء بالحرب سنة ٦٧، ما سمح للصهاينة بالقيام بالضربة الاولى وإنهاء الحلم العربي الذي كانت ثورة يوليو الناصرية قد بدأت تخط أولى معالمه، مرورا بلورنس العرب والشريف حسين وأولاده في الجزيرة العربية إلى غلوب باشا البريطاني الذي كان يقود الجيش الأردني أيام النكبة إلى يومنا هذا الذي ترسل الينا الولايات المتحدة الأميركية ضابطاً صهيونيا خدم في جيش الكيان، يكون وسيطا نزيها، فتتبسم وجوه بلهاء العرب واللبنانيين الذين ينتظرون الدبس من "طيز" النمس...
لن تعطينا اميركا إلا السم حتى لو غلف بالعسل، فكيف وحامل السم ليس سوى أحد كلاب الكيان الاكثر تعجرفا، والذي سخر من "شعب لبنان العظيم!!"، بعدما رأى من غباء تبعية هؤلاء لزعماء يفترض سحلهم في الشوارع بعدما فعلوه بهذا الوطن بدل تمجيدهم... كل الزعماء من ٨، ومن ١٤ على حد سواء...
يفترض من يدعي الذكاء من "قادة هذه الأمة اللبنانية العظيمة!!" أن اميركا "محشورة" بسبب الحرب في أوكرانيا...
لذلك هي سوف تضطر أن تعطي لبنان شيئا من حقوقه من أجل تلبية حاجات أوروبا إلى الغاز والنفط...
أميركا لا ترانا...
أميركا لا ترى أشباه الرجال هؤلاء من زعماء لبنان، حتى ترانا...
نحن لسنا سوى اتباع أشباه الرجال أولئك...
فقط الاغبياء هم من لا يرى استحالة أن يكون لنا غير موقع العبيد في المشروع الصهيوني...
حتى لو علا مقام البعض إلى رتبة امير أو ملك أو ولي عهد...
نحن لسنا سوى أحفاد هاجر، وقد خلقنا الرب لنكون الحمير التي تخدم أحفاد سارة...
ليس هذا القول ولا هذا الرأي أضغاث أحلام ولا كوابيس...
هذا ما يقوله تلمودهم...
هذا ما تردده اناشيدهم عن أن العربي الجيد، هو العربي الميت...
الفرق بيننا نحن العرب وبين الفرس...
هو أننا اغبياء إلى درجة الحماقة حين نصدق أن اميركا هي وسيط أو أن ٩٩٪ من أوراق العالم في يد الأميركيين كما كان يردد غبي مصر، محمد أنور السادات حتى انتهى الأمر بتحويل مصر من أمة عظيمة إلى مجرد ملعب خلفي وليس حتى حديقة لإسرائيل...
يبتسم بعض زعماء لبنان وهم يجددون عقود شركة توتال التي احتالت على شعب لبنان في البلوك رقم ٤...
لا يرى هؤلاء الاغبياء انسحاب شركة نوفاك من الكونسرتيوم لأنها أدركت أن مهمة شركة توتال ليس استخراج نفط وغاز لبنان، بل دفن هذا وسكب الباطون فوق الآبار إلى أن نعود لبنان القديم حيث قوتنا هي في ضعفنا وخنوعنا وخضوعنا للرب الأميركي الأعظم، وترديد شعارات، "بوش أكبر، بوش أكبر..."، كما جرى في الكويت بعد هزيمة الغبي صدام حسين...
إيران تعلم علم اليقين أن لا اتفاقا نوويا في الأفق...
طالما أن إيران تشكل خطراً على المشروع الصهيوني في هذا الشرق، لن يكون هناك اتفاق نووي...
أميركا تفاوض على أمل عودة الابن الإيراني الضال إلى حضن الغرب كما كان الأمر أيام الشاه...
لكن لن يعطي أحد إيران فرصة الراحة طالما أن هدف تدمير إسرائيل، هو حلم إيراني...
إيران تعرف ذلك...
إيران تعرف أن الأميركيين لن يعطوا الأمة الإيرانية حق التنفس الطبيعي، لكنهم يذهبون رغم ذلك إلى المفاوضات لمقابلة التسويف بالتسويف ويعملون ليلا نهارا على تطوير قدراتهم لزيادة قوة تحصين البلد أمام الأميركي المنتشر في المنطقة والذي ينتظر اللحظة المناسبة للإنقضاض على الجمهورية الإسلامية وسلخ جلد الثورة التي هزت عرش العالم الغربي...
الإيرانيون، على عكس العرب، يفاوضون ويعملون في نفس الوقت، يطورون قدراتهم ويتقدمون كل يوم أكثر حتى صاروا دولة عتبة نووية ولن يتأخر الوقت قبل ان تعلن إيران امتلاك دورة المعرفة النووية الكاملة وتتحول إلى كوريا شمالية ثانية لن يجرؤ أي رئيس أميركي، مهما بلغت حماقته، على مهاجمتها...
لن يعطينا عاموس هوكشتاين شيئا لسنا قادرين على أخذه بالقوة...
هوكشتاين يعرف أن حزب الله ليس دولة لبنان المزرعة...
تماما كما يعرف أن السيد نصرالله ليس أي من الرؤساء الذين يلعبون بمصير هذا البلد...
لذلك، هو يتبع نفس أساليب كيسنجر المكوكية في إضاعة الوقت بانتظار "هرهرة" هذا النظام وأهل هذا النظام...
هو يعول على خصوم حزب الله الداخليين من اعداء عملاء الى حلفاء في جيوب صاحب القرار في البيت الأبيض...
رحلات هوكشتاين ليست أكثر من تسويف سوف يتبعه تسويف...
حالة أوروبا لا تقلق الأميركيين...
الذين يموتون في أوكرانيا، هم من الأوكران والروس وبعض الأوروبيين...
صارت أوروبا سوقا ضخمة للسلاح الأميركي... كما صارت سوقا ضخمة للغاز الأميركي المسال...
ما يحدث في أوروبا هو ربح فاحش تحققه الاحتكارات النفطية الأميركية ومصانع السلاح التي وجدت تمويلا جديدا لمراكز أبحاثها...
اكبر دليل على هذا هو صعود الدولار مقابل كافة العملات من يورو وين واسترليني وغيرها...
حتى لو لم يستطع السلاح الأميركي تغيير المعادلات في أوكرانيا، فهو قد حقق هدف الربح الفاحش الذي يعتبر هدف الامبريالية الأول والأهم...
هدف هوكشتاين هو محاصرة حزب الله عبر المزيد من التسويف وإضاعة الوقت...
إذا شن حزب الله الحرب سوف تتم محاصرته عبر كلاب الداخل الجاهزين دوما للتحرك بعد أن تم تجاوز مرحلة النباح...
واذا لم يفعل شيئا، يكون قد كسر معنويات الحزب وساهم في تحطيم مصداقية قيادة المقاومة...
أيلول هذه المرة بحرب الإرادات مبلول، سواء امطرت الدنيا ام لم تمطر...
اليد على الزناد...
هوكشتاين يلعب بالنار هذه المرة...
لا خيار امام المقاومة غير القتال لأن نفس الذي فجر الحرب في أوروبا، لن يتأخر في تفجيرها في لبنان...
انها ليست نظرية المؤامرة...
انها المؤامرة نفسها بأمها وأبيها قد حطت رحالها عندنا هذا المرة...