اشكالية منظمة التحرير الفلسطينية وشرعية التمثيل\ عصام سكيرجي.
مقالات
اشكالية منظمة التحرير الفلسطينية وشرعية التمثيل\ عصام سكيرجي.
9 أيلول 2022 , 12:10 م


 ,لا يمكن قراءة هذه الاشكالية قراءة موضوعية الا بالرجوع الى نكبة 48 والاحداث التى تلت النكبة, بعد النكبة ذهب الحج امين الحسيني الى قطاع غزة , وهناك اعلن عن حكومة عموم فلسطين , وهذه الخطوة من الحج امين في ذلك الوقت تعتبر خطوة ذكية ولها ابعادها السياسية , واول هذه الابعاد الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية , اما ثاني هذه الابعاد فهو وضع المنظمات الدولية امام شرعية الاعتراف بالهوية الوطنية الفلسطينية , عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية لتحقيق الشق الثاني من قرار التقسيم دون الاعتراف الفلسطيني بهذا القرار , ولاحظوا هنا ان حكومة عموم فلسطين لم تحدد حدود هذه الدولة ,

الا ان النظام العربي الذي كان محكوما بالسياسة البريطانية في ذلك الوقت كانت له اهدافه المغايرة , فلم يتم الاعتراف بحكومة عموم فلسطين لا عربيا ولا دوليا , وتم الحاق الضفة بالاردن في مؤتمر اريحا , ووضع القطاع تحت الادارة المصرية , وانتهى الحج امين الحسيني منفيا في بيروت , وبهذا تم تغيب الهوية الوطنية الفلسطينية الى عام 64 وتاسيس منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة أحمد الشقيري وبدعم من الرئيس خالد الذكر ,جمال عبد الناصر . بقيت الهوية الوطنية الفلسطينية منقوصة الى ان تم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني

بعد ظهور الفصائل الفلسطينية المسلحة , كان لا بد من تشكيل الجبهة الوطنية العريضة كاطار جامع لهذه الفصائل , لكن وللاسف بدلا من تشكيل مثل هذه الجبهة الوطنية العريضة تم الذهاب الى الاطار الجاهز اي منظمة التحرير الفلسطينية دون العمل على ماسسة المنظمة على اسس جبهاوية , مما سمح لاحقا بهيمنة فصيل على مقاليد القرار في المنظمة وانتشار ظاهرة الهيمنة والتفرد , ولطبيعة المرحلة في تلك الفترة تم القبول بالمنظمة على علاتها كاطار توافق الحد الادنى , الى ان جائت اوسلو فانتهى التوافق , ولكن مع انتهاء التوافق ظهرت اشكالية منظمة التحرير الفلسطينية وشرعية التمثيل,

وهنا جائت مقولة الحكيم جورج حبش ( القيادات التى جائت باوسلو وتلك التى اعقبت اوسلو لا تمثل ولا يمكن ان تمثل شعبنا الفلسطيني ) , ومقولة قمر الشهداء ابو علي مصطفى ( لا قدسية لمنظمة التحرير الفلسطينية الا بقدر ما تقربنا من هدف التحرير) . منذ عام 94 دخلنا في الساحة الفلسطينية في مرحلة التيه , مع المنظمة وضد المنظمة , منظمة التحرير الفلسطينية تمثلنا ومنظمة التحرير الفلسطينية لا تمثلنا , التمسك بالمنظمة والبحث عن البديل , ومع هذه التساؤلات , ظهر وبشكل واضح القصور الفكري السياسي عند قيادات الفصائل الفلسطينية , فلا هي مع ولا هي ضد , الاقوال في واد والافعال في واد اخر , وتمضي الاعوام على هذا المنوال , وها نحن اليوم بعد ثلاثين عاما من اوسلو نكرر ذات المقولات , وذات الاسطوانة المشروخة عن الوحدة الوطنية , لدرجة اننا اصبنا بالتخمة من الاقوال والتنظير دون افعال . من الطبيعي ان تكون هناك مخاوف وتساؤلات ماذا بعد منظمة التحرير الفلسطينية , مخاوف من تعدد الشرعيات ومخاوف من محاولات اعادة الوصاية , وكل هذه التساؤلات تقودنا الى سؤال , ايهما اخطر على قضيتنا الوطنية , تعدد الشرعيات ام شرعية واحدة مستسلمة ومتنازلة ومفرطة بالحقوق الوطنية , والجواب على هذا السؤال نجده في مقولة قمر الشهداء ابو علي مصطفى ( لا قدسية لمنظمة التحرير الفلسطينية الا بقدر ما تقربنا من هدف التحرير ) , فماذا يعني ذلك ,

بكل اختصار , منظمة التحرير الفلسطينية كمؤسسة بميثاقها التاسيسي وليس كاشخاص هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني , ولكن ولكي تكون ممثل شرعي ووحيد فان المنظمة بحاجة اولا لاعادة بناء على اسس جبهاوية تنهي عهود الهيمنة والتفرد وتؤسس للقيادة الجماعية , واعادة البناء لا يمكن ان تتم بنفس الاشخاص , فمعاول الهدم لا تصلح للبناء , وهذا يقودنا الى ضرورة تشكيل الجبهة الوطنية العريضة كقيادة مؤقتة للشعب الفلسطيني , ووفق شعار ( نعم لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني , والقيادة الحالية هي قيادة غير شرعية ولا تمثل المنظمة او الشعب الفلسطيني ) , وهذه الجبهة الوطنية العريضة تقوم بالدعوة لمؤتمر وطني فلسطيني يعيد تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها على اسس جبهاوية , ويننتخب القيادة الجماعية للمنظمة وعلى اساس التمسك بالمشروع الوطني الفلسطيني كما اقر في مؤتمر 64 التاسيسي . وعلى المثقفين الثوريين الفلسطينيين والمؤسسات الشعبية الفلسطينية الدفع في هذا الاتجاه

المصدر: موقع إضاءات الإخباري