كشفت صحيفة تركية عن مخطط أمريكي جديد يهدف لإنشاء جبهة عسكرية جديدة تضم القنيطرة والسويداء ودرعا وتكون موالية لواشنطن التي تتمركز في قاعدة التنف على الحدود السورية العراقية الأردنية.. الخطة الامريكية بحسب الصحيفة تهدف لإنشاء جيش من التنظيمات التكفيرية قوامه ثلاثين الف مقاتل بهدف اعادة فتح الجبهة الجنوبية ضد الجيش السوري في حين أن الخطة المسربة تفتح الباب امام تساؤلات جلها حول لماذا الجنوب السوري ؟ ولماذا في هذا التوقيت ؟
وعلى هذه التساؤلات يجيب الكاتب والباحث السوري في الشؤون السياسية حسام طالب لإضاءات بالقول إن المخطط الامريكي ليس بالجديد نظرا للأهمية الكبرى للجنوب السوري كونه على الحدود مع كيان العدو الصهيوني أي فلسطين المحتلة وهو البوابة الرئيسية للتمدد الصهيوني استخباراتيا وعسكريا واقتصاديا وبوابة للتآمر على سوريا وكل محور المقاومة فخلال السنوات الاحدى عشر الماضية كانت العناصر الارهابية تنسق مباشرة مع العدو الصهيوني وتدخل وتخرج أمام مرأى هذا الكيان وتحت اشرافه من خلال الدعم اللوجستي والمادي والعسكري ما يجعل من الجنوب ذو اهمية للأطراف المعادية للدولة السورية وايضا هو امتداد لقاعدة التنف اذا ما تحدثنا عن وصل الشرق المحتل من قبل الامريكي مع الجنوب وجعل هذا الشريط الممتد من الحدود السورية العراقية الأردنية وصولا إلى الحدود مع فلسطين المحتلة جعلها بالكامل خارج سيطرة الدولة السورية .
أما فيما يتعلق بالتوقيت يقول الباحث والكاتب السياسي السوري إن الأطراف المعادية لسورية تأخذ دائما في حساباتها عامل التوقيت سيما وأنه توقيت توتر وتصعيد في المنطقة سواء الخلاف على الملف النووي والتوتر في حقل كاريش وتهديد المقاومة بالرد على أي اعتداء على الثروة اللبنانية وكذلك حالة الارتياح في الداخل السوري وحالة التعافي التي بدأت تشهدها الساحة السوري بعد استعادة السيطرة على ما يقارب ال70 بالمئة من الاراضي والمناطق من أيدي الارهاب الذي فشل في تحقيق مشروعه في سوريا كلها معطيات تدفع الاسرائيلي والامريكي للعبث بالداخل السوري عن طريق الجنوب.
وفي التفاصيل الإضافية التي كشفتها الصحيفة التركية أن قوات التحالف الأمريكي ترسل أسلحة ثقيلة وذخائر ومقاتلين إلى مدن درعا والسويداء والقنيطرة.. كما تقوم باستخدام التنف على الحدود الأردنية كقاعدة لها لإنشاء جيش جديد قوامه 30 ألف جلهم من تنظيم ما يعرف بمغاوير الثورة بهدف فتح الجبهة في الجنوب السوري والذريعة هي منع التمركز الإيراني كهدف يتقاطع وفق المؤشرات مع الذرائع التي يسوق لها كيان العدو الصهيوني لتبرير اعتداءاته على سوريا...فأي فرص لنجاح مثل هذه الخطة؟ الأمريكية ؟ يجيب على التساؤل الباحث السياسي حسام طالب ويقول إننا اليوم تخطينا مرحلة تحقيق المكاسب والإنجازات بالنسبة للأمريكي على أي ساحة ليس فقط في الساحة السورية في حين ان الوقائع تشير الى أن كل التأثير الأمريكي ينحصر في الإرباك وليس تأثير لجهة احداث تغيير في خارطة السيطرة او تحقيق المشروع الأمريكي بشكل كامل مشيرا الى أن هنالك ارباك وعمليات ارهابية في الجنوب لا سيما درعا وهنالك عمليات دعم لبعض عصابات التهريب والفوضى في السويداء لكن هذا لا يؤثر على البنية الاساسية للدولة السورية او لبنية الجنوب وانما هي حالات إرباك ومحاولات لتوسيع نطاق الفوضى والإرهاب في الجنوب السوري.