نقل جيش الاحتلال الإسرائيلي، رسالة إلى السلطة الفلسطينية، مفادها: ” انه في حال لم تتصرف الأجهزة الأمنية في نابلس فإن الجيش سيدخل هناك كل ليلة كما هو الحال في جنين، جاء ذلك وفق ما أوردت قناة كان العبرية مساء اليوم الأربعاء.
وقالت القناة: ” أن جيش الاحتلال أبلغ الأجهزة الأمنية الفلسطينيّة بضرورة العمل في مدينة نابلس لتفكيك أي تهديدات، بما يسهم في “تفادي عملية عسكرية واسعة النطاق”.
وبحسب روعي شارون المراسل العسكري للقناة العبرية فإن جيش الاحتلال أبلغ السلطة الفلسطينية أنه في حال رغبت بعدم تكرار ما جرى صباح اليوم في جنين، فإن عليها العمل ضدّ المسلحين، واعتقالهم.
وقال “هيلل بيتون روزين” من القناة 14 العبرية، إن “قلق كبير لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تحول مدينة نابلس إلى “جنين 2″، والتي تصنف حاليًا أنها المدينة التي تعتبر معقل المسلحين الفلسطينيين ومنها تنطلق العمليات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية.”
وحسب القناة 14 ، هناك عشرات التحذيرات لدى المؤسسة الأمنية من تنفيذ عمليات فلسطينية في المستقبل القريب.
وفي سياق متصل ذكرت القناة الـ12 العبرية: “أن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي صادق على مخطط لتنفيذ عمليات اغتيال من الجو في الضفة الغربية”.
وبحسب القناة 13 العبرية، فإن القرار اتخذ في حال لا توجد طريقة أخرى للتعامل مع المسلحين الفلسطينيين، مؤكدًا كوخافي خلال جلسة تقييم عقدت هذا المساء أن هذا الأمر ليس متعلقًا بالانتخابات أو الأعياد، ولكنه مهتم بما يصل من معلومات استخباراتية والتعامل معها وفق المطلوب، وبغض النظر عن توقيت العملية.
وفي سياق آخر حاول ديوان الرئاسة الفلسطينية، تنسيق مكالمة هاتفية بين الرئيس محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، لتهنئته بمناسبة “رأس السنة العبرية”، وسط مماطلة من مكتب الأخير، الذي أشار إلى أن المكالمة ستتم في نهاية المطاف.
جاء ذلك بحسب ما أورد موقع “واللا” مساء اليوم، الأربعاء، مشيرا إلى أن ديوان الرئاسة الفلسطينية، بادر لتنسيق المكالمة على غرار تلك التي أجرها عباس خلال اليومين الماضيين، مع كل من وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس (الإثنين)، والرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ (الثلاثاء).
وذكر المصدر أن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أفاد بأن “المكالمة (التي لم تتم بعد) ستجري كما هو مقرر لها”.
وفي أعقاب المكالمتين اللتين أجراهما عباس مع غانتس وهرتسوغ، اكتفى الجانب الفلسطيني بالإعلان عن المكالمة، وبالإشارة إلى أنها جاءت في إطار “تهنئة” عباس للمسؤولين الإسرائيليين بمناسبة “رأس السنة العبرية” الذي صادف يوم الإثنين الماضي.
في المقابل، أشارت المسؤولان الإسرائيليان، سواء غانتس أو هرتسوغ، إلى أن المحادثة مع عباس تطرقت إلى “الأوضاع الميدانية والأمنية” في الضفة الغربية المحتلة، وشددا على التفاهم مع الرئيس الفلسطيني على ضرورة “مواصلة وتعزيز التنسيق الأمني”.
وكان مسؤول إسرائيلي قد صرّح بأن غانتس شدد خلال المكالمة مع عباس، على ضرورة انتشار أجهزة الأمن الفلسطينية في أنحاء الضفة، لـ”كبح التصعيد في يهودا والسامرة (الضفة المحتلة)”، ولفت المسؤول الإسرائيلي إلى أن المكالمة بين الجانبين كانت “قصيرة نسبيا”.
وكان الرئيس الفلسطيني قد تعرض إلى موجة انتقادات واسعة من قبل مسؤولين إسرائيليين، في أعقاب تصريحاته في آب/ أغسطس الماضي، التي شبّه فيها ما تقوم به إسرائيل تجاه الفلسطينيين بالمحرقة النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
وردًا على عاصفة الانتقادات، أصدر الرئيس الفلسطيني “توضيحًا” حول التصريحات التي أدلى بها خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، في برلين، ووصف في “توضيحه” المحرقة النازية في ألمانيا بأنها “أبشع الجرائم في تاريخ البشرية الحديث”.
ورغم التوضيح الذي نشره عباس، ونفى فيه بشدة أنه ينكر المحرقة، كرر غانتس المزاعم الإسرائيلية بأن الرئيس الفلسطيني أنكر المحرقة، وادعى أن أقوال عباس هي “حدث خطير جدا. مجرد إنكار المحرقة، وخاصة في ألمانيا. هذه أقوال مثيرة للغضب، مهووسة وكاذبة، ولا مكان لها أبدا”.
ويوم الجمعة الماضي، قال عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77 المنعقدة في نيويورك، إن إسرائيل “دمرت اتفاقية أوسلو”، و”تسعى إلى تدمير حل الدولتين”. واعتبر الرئيس الفلسطيني أنه “لم يعد هناك شريك إسرائيلي يمكن الحديث معه”.
وتابع أن “إسرائيل لم تبق لنا شيئا من الأرض لنقيم دولتنا”، مطالبا المجتمع الدولي بالتعامل معها على أنها “دولة احتلال”؛ وفي تعليقه على خطاب عباس، اعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، أن الرئيس الفلسطيني أثبت “مرة أخرى أن وقته قد ولى، خطابه كان مليئا بالأكاذيب وبعيدا عن الواقع”.