كَتَبَ د. إسماعيل النجار: لو كانت ظروف كاريش وقانا الحالية قبل الحرب الروسية الأوكرانية ماذا كانت لتفعَل أميركا وإسرائيل؟.
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: لو كانت ظروف كاريش وقانا الحالية قبل الحرب الروسية الأوكرانية ماذا كانت لتفعَل أميركا وإسرائيل؟.
4 تشرين الأول 2022 , 20:10 م


هل ستسَلِّم للبنان بسهولة وتَقِر له بحقوقهُ؟

أَم أن ثمن ذلك كانَ سيكون باهظاً جداً؟ لكل شيء بداية وأفضل ما أبدء بهِ شرح بسيط عن علاقة أوروبا الإقتصادية بروسيا لجهة إستيراد الغاز المُسال،

اليوم القارَّة العجوز بأكملها تحتاجُ إلى الغاز، وأثبتت هذه المادة نفسها بأنها الذهب الأبيض اللامع، نِسبَةً بمادَتَي الديزُل والبنزين أو النفط الخام،

فتبيَّن بأَنَّ إقتصاد أوروبا بكاملها مُرتَكِز على الغاز لتشغيل المصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية والتدفئة والخدمة المنزلية،

روسيا تمُد أوروبا بالغاز منذ ثلاث عقود بعد تأسيس شركة غازبروم،

وبلغَ حَد الإمدادات الروسية أل 160 مليار متر مكَعَب من الغاز سنوياً بما يوازي 70٪ من حاجة أوروبا،

الصادرات الروسية إنخفضت وثمَ توقفت في الأشهر ألتي تَلَت الحرب )الأوكرانية على روسيا( وخَطَّي نورد1... ونورد2 أصبحا جافَّين تماماً وخصوصاً بعد التفجير الذي حصل للأنبوب الثاني في بحر الشمال،

أوروبا التي تبحث عن البديل إستطاعت تأمين 3،5 مليار متر مكعَب من الغاز من دوَل الإتحاد السوفياتي السابق يمر عبر أنابيب تستفاد منها دُوَل أوروبا الشرقية أولاً،

الكميات المُخزنة لا تفي بالغرض والعين على بحر الأبيض المتوسط وما يختزن بباطنهِ من ثروة هائلة لو كُتِبَ لواشنطن السيطرة عليها جميعها لأنتصرت في الحرب الإقتصادية على روسيا،

لبنان وفلسطين أحد تلك المناطق التي العين عليها لما فيها من ثروات غازية سائلة من أجوَد أنواع الغاز المُسال في العالم،

لبنان أدرَك حاجة أوروبا للغاز وأميركا رفضت السماح لشركة توتال بإستكمال التنقيب،

لكن الحاجة الأوروبية للغاز بعد الحرب فرضت واقعاً بين لبنان وإسرائيل وحتى الآن نستطيع القول بأن الكيان الصهيوني المؤقت رضَخ لتهديدات حزب الله لكن هناك سؤال:

ماذا لو لم تكُن الحرب الأوكرانية على روسيا موجودة والأمور بألف خير وقام لبنان بتهديد إسرائيل وأبلغها بأنهُ لَن يُسمَح لها بإستخراج الغاز من بحر فلسطين إذا لم يستخرج لبنان نفطهُ وغازهُ؟

ماذا كانَ سيحصل لو إن الأمر حصل قبل الحرب الأوكرانية؟

الجواب واضح وجَلي..

بكل بساطة إسرائيل ستركب رأسها وتستخرِج، حزبُ الله سيقصف المنصات ويدمرها، نشوب حرب بين الكيان الغاصب والمقاومة ستنتهي بهزيمة الجيش الصهيوني وفرض شروط حزب الله على إسرائيل،

وأميركا لن تستطيع أن تفعل شيئاً، الأمر كانَ سيكون شبيه الوضع القائم اليوم، إسرائيل لن تستطيع أن تستخرج نقطة نفط واحدة من دون أن يسمح لها حزب الله، لأن معادلة الردع موجودة لا تغيرها ظروف الحرب مع روسيا أو عدمها أو وجود نتانياهو على رأس السلطة في تل أبيب أو غيره، لأن المقاومة اليوم هي أقوى من الكيان الصهيوني بعشرات المرات،

بيروت في...

4/10/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري