كتب الأستاذ حليبم خاتون: من جبهة الصمود والتصدي إلى محور الممانعة
مقالات
كتب الأستاذ حليبم خاتون: من جبهة الصمود والتصدي إلى محور الممانعة
6 تشرين الأول 2022 , 14:55 م


من يذكر جبهة الصمود والتصدي؟

من يذكر جبهة الرفض الفلسطينية؟

لم يبق من الصمود ذاك، غير صمت السلاح؛ كما لم يبق من التصدي سوى الصدأ الذي ركب الكفاح المسلح عند معظم أعضاء هذه الجبهة...

جبهة الرفض اللفظي الفلسطينية انتهت بانتهاء من تخضع له من داخل منظمة التحرير...

حتى شعار رفض الهزيمة سنة ٨٢، وتحويل بيروت الى ستالينغراد العرب، لم تستطع فصائل الرفض تلك المضي فيه بحجة أن منظمة فتح لا تقبل...

كانت الجبهتان ردا على كامب ديفيد، فانتهى الأمر بنا إلى اسوأ من كامب ديفيد...

باعت منظمة التحرير الفلسطينية القضية في أوسلو؛ وتدافع العربان لإظهار كل معالم الطاعة أمام الأميركي الذي أشار عليهم الركوع أمام الإسرائيلي...

فعلوها دون خجل ولا تردد، والدموع تنهمر شوقا لاولاد العم من جدنا إبراهيم الذي تقول الاساطير إنه وكما بعض الرجال، خضع لأوامر زوجته سارة، وقاد هاجر وابنها اسماعيل إلى صحراء جعل الله لها فيه منبتا لأمة المفروض أن تكون عظيمة، وإن تكون "خير أمة أخرجت على الناس"، لكنها، بكل أسف، لا تزال تتخبط في مآسيها الذاتية إلى يومنا هذا، فما بالك بمآسي بقية خلق الله...

أخيرا، خرجت جملة من النائب محمد رعد ردا على ما يقال عن الترسيم والتخلي عن الخط ٢٩...

قال الأستاذ محمد رعد إن حزب الله سوف يطالب بالحقوق إذا ما تبين أن هناك حقوقا...

على الاقل هذا ما يفهمه المرء من تصريح رئيس كتلة المقاومة في البرلمان اللبناني "الزفت"...

جملة بسيطة قالها الكاتب وليد شرارة ربما تكون افضل رد لامرىء على كل تكتيكات محور الممانعة المحتار في ممانعته...

يقول الأستاذ شرارة،

"نهاية مرعبة، أفضل من رعب بلا نهاية."

لم يقصد الاستاذ وليد المؤيد بحرارة منقطعة النظير لهذا المحور، أن تكون هذه العبارة ضد المحور...

لكن هذا القول ينطبق على كل التجارب الإنسانية سواء مع دولة مثل روسيا العظمى التي تحاول تغيير وجه الكوكب هذه الأيام، أو مع فصائل في غزة وضواحي غزة، تجمعهم قضية ظلم انساني ووطني وقومي هي ربما الاكثر إيلاماً في القرن العشرين، وتفرقهم نوازع بشرية هي من احط ما خلق الله في البشر...

كما انتهى الرفض الفلسطيني في أوسلو؛ الخوف، كل الخوف أن ينتهي المحور إلى نفس النتيجة...

يتابع المرء الجبهة في أوكرانيا وهو يصلي كي تنكسر اميركا وبريطانيا وبقية الغنم الأوروبي، لأن المستقبل سوف يكون أسودا في الحالة المعاكسة...

شئنا أم أبينا، نجد أنفسنا داخل هذا الجبهة ليس فقط لأن أوكرانيا كانت داخل التحالف الأميركي الذي غزا ودمر العراق؛ بل أيضاً لأن حلف الناتو وعلى رأسه الإمبريالية الأميركية وذيلها البريطاني هما رأس الحربة في منع النهضة والتطور في الكثير من بقاع الأرض ومن هذه البقاع عالمنا العربي المشتت، والذي ينتظر كسر هذا الحلف حتى يتنفس قليلا وينهي اسطورة أرض الميعاد التي وهبها إله مزعوم لشعب مزعوم ما هو سوى مجموعات من سفالات مجتمع الربى والجشع والاحتكار الغربي لخيرات كوكب يزداد سواد العيش فيه كلما عطست اميركا أو أصاب الزكام ذيلها البريطاني...

اليوم صباحا خرج علينا رجل الغرب في لبنان هذه الأيام، نجيب ميقاتي ليقول إن هذا الترسيم السىء الذكر ساهم في منع اندلاع حرب كان الأفضل أن تندلع على أن يخسر هذا الوطن الصغير جزءًا مهما من مستقبل الأجيال بعد أن قام ميقاتي والعصابة الحاكمة في لبنان على سرقة حاضره...

أوقعنا هذا النظام، كما اوقعتنا المنظومة الحاكمة في وضع جعل الناس تقبل بالخسارة والهزيمة لأن النظام قد استطاع تصوير أن لا مخرج من الأزمة والانهيار غير عبر القبول بالتخلي عن هذه الحقوق...

نعود إلى الاستاذ محمد رعد لنقول أن حزب الله لا يستطيع نفي تهمة التخلي عن الحقوق فقط لأنه أعطى توكيلا إلى سلطة ساقطة عاهرة أن تحدد هي ماهية هذه الحقوق...

إذا كان حزب الله عاجزا، وهو ليس كذلك...

فما عليه سوى النزول إلى صفوف الناس والعمل لمستقبل أفضل تستطيع فيه الأجيال المقبلة تحرير الحقوق التي عجز جيلنا عن تحريرها...

الوطن ليس للبيع...

الوطن ليس للإيجار...

كل شبر في هذا الوطن يستحق أن ندافع عنه؛ فإن عجزنا، نترك قضية الدفاع لمن يأتي من بعدنا...

هذا ما فعله آباؤنا يوم لم يستسلموا في الجنوب والبقاع الغربي، وتركوا الأمر للزمن حتى اتت مقاومة إسلامية استطاعت عمل ما لك يُعمل قبلا...

نحن أيضاً، إذا كنا عاجزين أقل الإيمان، إن نترك الأمر للأجيال القادمة...

وإن لا نقبل أن يتحول محور الممانعة إلى منديل يخفي عورة أهل هذه السلطة...

كي لا تصبح الممانعة قناع لأوسلو لبنانية، يجب رفض مشروع الترسيم والإصرار منذ اليوم على كل الحقوق القطرية ومنع العمل على الشاطئ الفلسطيني إلى أن تقدر الأجيال القادمة على انتزاع هذه الحقوق...

أما الإنهيار والوضع الاقتصادي، فدواء هذا في المحاسبة ثم المحاسبة ثم المحاسبة...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري