برنامج "في كل الأحوال" للإعلامي بيار ابي صعب على شاشة الميادين هو نوع من تويتر وطني قومي انساني يتناول في كل حلقة بضعة مواضيع بشكل مختصر ولكن هادف...
البرنامج يحاول اختصار التوك شو السياسي تماشياً مع مبدأ المختصر المفيد...
بالمختصر المفيد، طرح الاستاذ بيار على الدكتور جمال واكيم سؤالاً بسيطا مباشراً وطلب إجابة بسيطة مباشرة واضحة...
هل اتفاق الترسيم المطروح جيد ام سيء...
"هيك على بلاطة"...
سؤال مباشر أجاب عنه الدكتور واكيم بأفضل وصف يمكن أن يكون...
قال الدكتور واكيم، السلطة في لبنان هي مثل الولد الذي قضى سنة كاملة في اللهو واللعب ولم يفتح كتابا؛ المفروض أن تكون نتيجة امتحانات آخر السنة كارثية...
يتدخل والد (الصبي الأجدب)، ويجبر الولد العاق على دروس مكثفة في آخر كم يوم قبل الامتحانات... تخرج النتيجة وقد نجح الصبي بعلامة ١١/٢٠...
السلطة في لبنان هي صورة مطابقة لهذا الولد الأجدب؛
قضت هذه السلطة أكثر من عشر سنوات تفاوض من أجل حقوق لبنان تحت هيمنة أميركية مطلقة كانت تحفر لهذه السلطة الفاسدة حفرة الإنهيار...
أوصلت اميركا هذه السلطة إلى الحائط المسدود...
إما التنازل عن كل شيء والتخلي عن حوالي ٢٢٩٠ كلم٢ من المياه الاقتصادية الإقليمية،
وإما سقوط الدولة والتحول إلى دولة فاشلة كما فعلت اميركا في الصومال والعراق وحاولت فعله في سوريا...
هنا، تدخل بي الصبي (المقاومة) وحاول استلحاق المسألة...
النتيجة كانت أن رفع التلميذ الأجدب علامته من ١/٢٠ إلى ١١/٢٠...
هكذا استعادت السلطة مساحة ٨٦٠كلم٢ + حقل قانا الذي لا نعرف عن محتواه شيئا...
ولكنها خسرت ١٤٣٠كلم٢ فيها غاز مؤكد، ونفط مؤكد، وثروات لا تعد ولا تحصى...
هل أخطأ الوالد حين "طنش" طيلة السنة كما طنشت المقاومة عن هذه السلطة منذ ٢٠٠٥!!؟؟
هل يجب إدانة هذا الوالد أم شكره لأنه تدخل قبل وقوع المصيبة واستطاع إنقاذ مستقبل هذا الولد الأجدب الذي عليه الآن أن لا يعود إلى سيرة اللهو واللعب السابقة...
هل يمكن الوثوق بهذا الولد الأجدب وتاليا الوثوق بهذه السلطة التي تخطت كل الغباء المعهود ووصلت إلى حدود الخيانة العظمى...
جماعة "المجتمع المدني" يصرخون منذ فترة، وقد زاد "الدوز" منذ أيام في اتهام ميشال عون بالخيانة العظمى لأنه لم يوقع تعديل المرسوم ٦٤٣٣ الذي يعطي لبنان جزءًا من حقل كاريش...
نفس هذا المجتمع المدني لا يتناول نجيب ميقاتي الذي أخفى الدراسة التي تعطي لبنان ٢٢٩٠كلم٢، وأسرعت حكومته في سنة ٢٠١١ في ارسال المرسوم ٦٤٣٣ غير المعدل والذي يتخلى فيه لبنان عن ١٤٣٠ كلم٢...
لا يتناول المجتمع المدني حكومة ميقاتي التي تضم وزراء نائمين في أقل وصف قد يطال "الأوادم" في هذه الحكومة "الطشمة"...
نفس هذا المجتمع المدني لا يقول كلمة واحدة عن فعل الخيانة الأساسي الذي ارتكبه فؤاد السنيورة صاحب التوقيع على النقطة رقم واحد مع قبرص...
نفس جماعة هذا المجتمع المدني الذين يصرخون مطالبين بالخط ٢٩، يطالبون في نفس الوقت بمنع الوالد من تربية ابنه عبر كسر يديه ورجليه وإصابته بالشلل... هذا بالفعل ما يفعلونه حين يقفون مع الأميركي والاسرائيلي في المطالبة بنزع سلاح المقاومة...
كيف يمكن جمع الأضداد بهذا الشكل... "ربك وحده، بيعرف"!!!
سلاح المقاومة الذي أعاد إلى لبنان ٨٦٠كلم٢، مطلوب سحبه وفي نفس الوقت يريد هؤلاء الخط ٢٩...
لو نزل هؤلاء إلى الشارع يطالبون حزب الله استعمال السلاح لاستعادة الخط ٢٩, لكان هذا مفهوماً... أما المطالبة بنزع اسنان المقاومة والمطالبة بحقوق لبنان، فهو من أكثر ما ظهر من كوميديا سوداء...
يقف هؤلاء في نفس موقع من يقول إن الذي ارجع ال ٨٦٠ كلم٢ هي المفاوضات التي كان الاميركيون يلهون لبنان بها بينما هم يحفرون حفرة الإنهيار تحت ارجلنا...
تماما كما يقول بعض السفهاء أن القرار ٤٢٥ هو الذي أعاد الأراضي المحررة سنة ٢٠٠٠...
لو كانت كل هذه الأطراف وطنية بحق، لكانت المطالبة هي أن تقوم المقاومة فورا باستعمال السلاح من أجل الحقوق وليس نزع هذا السلاح...
يتبين في النهاية أن لهذا الولد الأجدب مجموعة كبيرة من الاصدقاء الأولاد "الجدب"، منتشرين في المجتمع المدني عبر "البلعطة" دون منطق، وفي ١٤ آذار عبر أفعال الخيانة التي لا تعد ولا تحصى، وفي ٨ آذار عبر الذين شاركوا في الفساد، والذين غطوا الفساد، والذين لا يزالون يغطون الفساد وأكثر هؤلاء جدبا، هم أولئك الذي لا يؤمنون بقدرات شعبهم العقلية فلا يخطون الخطوة الأهم للخروج من الحفرة الإنهيار... يجب تحطيم هذا النظام...
الجمهوريتان الأولى والثانية صارتا في خبر كان...
الطائف الذي تطبل له السعودية يحتاج إلى تعديلات تنسف معظم أساسياته...
لقد آن الأوان للجمهورية الثالثة...
خذوا الحكمة من أفواه المجانين...
للأسف، المجانين العقلاء في لبنان قلة...
ولكن لا حل إلا بتغيير النظام...
أما التوافق الذي تريده المقاومة ويدعو له بعض اركان النظام، فهذا سوف يؤدي إلى هدنة سوف تزيد عمق حفرة الإنهيار مع إعطائنا حبلا نتشبث به فوق هذه الحفرة......
إلى أن نتعب ونقع...
حليم خاتون


