اَلْمَنَاصِب لَا تَصْنَعُ اَلرِّجَالَ ؟\ مُحَمَّدْ سَعْدْ عَبْدِ اَللَّطِيفْ؛-مصر.
مقالات
اَلْمَنَاصِب لَا تَصْنَعُ اَلرِّجَالَ ؟\ مُحَمَّدْ سَعْدْ عَبْدِ اَللَّطِيفْ؛-مصر.
10 تشرين الأول 2022 , 18:39 م


فِي اَلْمُجْتَمَعَاتِ اَلْبُدَائِيَّةِ وَالدُّوَلِ اَلنَّامِيَةِ ، وَخَاضَتَا فِي اَلرِّيفِ اَلْمِصْرِيِّ يَنْظُرُ اَلْكَثِيرُ إِلَى اَلتَّرَشُّحِ فِي اَلِانْتِخَابَاتِ أَيْ كَانَتْ هَذِهِ اَلِانْتِخَابَاتِ مَحَلِّيَّةً أَوْ جَمْعِيَّاتِ أَوْ نَوَادِي مِنْ اَلْقَاعِدَةِ إِلَى اَلْمَجَالِسِ اَلنِّيَابِيَّةِ عَلَى أَنَّهَا مَنْصِبٌ وَحَصَانَةٌ وَهِيَ وَجَاهَةٌ اِجْتِمَاعِيَّةٌ وَسُلْطَةٌ وَتَعَالٍ ، وَيَغِيبَ عَنْ تَفْكِيرِهِ اَلضِّيقِ أَنَّهَا أَمَانَةٌ سَوْفَ يَسْأَلُ عَنْهَا يَوْمُ اَلْحِسَابِ اَلْأَكْبَرِ وَعِنْدَمَا تَفُوزُ بِالْمَقْعَدِ فَلَا تَفْرَحُ فَأَصْبَحَتْ اَلْمَسْؤُولِيَّةُ كَبِيرَةً إِلَّا لِخِدْمَةِ اَلنَّاسِ ، وَلِقَضَاءَ حَوَائِجِهِمْ فِيمَا يَخُصُّ دَائِرَتَكَ وَمُحِيطَكَ اَلْجُغْرَافِيَّ وَأَحْيَانًا تَتَّسِع إِلَى إِقْلِيمِكَ . وَإِنَّ هَذِهِ اَلْمَنَاصِبِ تَكْلِيفَ أَكْثَرَ مِمَّا هِيَ تَشْرِيفٌ ، وَالتَّشْرِيفُ لَنْ يَنَالَهُ إِلَّا مِنْ أَدَّى اَلْأَمَانَةَ ، وَقَضَى حَاجَاتِ اَلنَّاسِ اَلْمُرْتَبِطَةِ بِمَسْؤُولِيَّتِهِ . وَعَلَيْهِ أَنْ يَتَقَبَّلَ اَلنَّقْضُ وَوُجُهَاتُ نَظَرِ اَلْآخَرِينَ ، وَأَنْ يَتَعَامَلَ بِنَفْسِ عُقُولِ اَلْبِيئَةِ وَحَاجَاتِهِمْ بِأَحْسَنِهَا ، وَتَكُون نَظْرَتُهُ لِلْمَصْلَحَةِ اَلْعَامَّةِ ، وَأَنْ يَتَحَلَّى بِالصَّبْرِ وَالْحِكْمَةِ ؛ حَتَّى يَنَالَ شَرَفُ اَلْمَنْصِبِ أَوْ اَلْعُضْوِيَّةِ ، وَيَضَعَ مَخَافَةَ اَللَّهِ نُصْبَ عَيْنَيْهِ ؛ حَتَّى يَقْبَلَ عَمَلُهُ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . هُنَاكَ شُرُوطٌ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَتَوَفَّرَ فِي اَلشَّخْصِ . هَلْ لَدَيْهِ عِلْمٌ مُسْبَقٌ بِسِيَاسَاتِ اَلْجِهَةِ اَلْمُرَشَّحُ لَهَا وَإِمْكَانِيَّتِهِ اَلْعِلْمِيَّةِ وَالْمِهْنِيَّةِ وَالْمَعْرِفِيَّةِ حَتَّى يَطْرَحَ بَرْنَامَجُهُ اَلِانْتِخَابِيُّ وَوُعُودُهُ . لِلْإِصْلَاحِ لِخَلَلِ مَا . وَيَجِبَ أَنْ تَكُونَ مُلِمًّا بِكُلِّ شَيْءٍ فِي اَلْجِهَةِ اَلَّتِي تَقَدَّمَ فِيهَا تَرَشُّحَكَ فَكَثِيرَ مِنْ اَلْمُؤَهِّلَاتِ اَلْعِلْمِيَّةِ تَتَرَاجَعُ عَنْ اَلْخَوْضِ فِي اَلْمَعَارِكِ اَلِانْتِخَابِيَّةِ لَيْسَ لِضَعْفِهِمْ وَلَكِنَّ عَدَمَ اِسْتِطَاعَتِهِمْ فِي تَغْيِيرِ سِيَاسَةٍ مُتَّبَعَةٍ لَا يَسْتَطِيعُ إِضَافَةَ شَيْءٍ . أَوْ عَدَمِ إِضَافَتِهِ شَيْءً لِلْمُوَاطِنِ . فَكَثِيرُ يَطْرَح أَسْمَاءً لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ عَنْهُمْ فِي مَجَالِ اَلْعَمَلِ اَلْعَامِّ وَكَانَ يُطْلَقُ عَلَيْهِمْ نُوَّابُ اَلْبَرَاشُوتَاتِ . فَالْكَثِيرُ يَقَعُ فِي خَطَأِ كَبِيرٍ أَنَّ اَلتَّرَشُّحَ يُعَوِّضُهُ عَنْ فَرَاغِ أَوْ عَنْ مَنْصِبٍ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ وَانْ اَلْحُصُولِ اَلشَّخْصِ عَلَى نَيْلِ اَلْمَقْعَدِ يَنْقُلُهُ مِنْ دَائِرَةِ اَلْمُهَمَّشِينَ إِلَى سَادَةِ اَلْقَوْمِ . كَذَلِكَ مَنْ يَعْتَقِدُ أَنَّ اَلْفَوْزَ بِالْمَقْعَدِ هُوَ مَنْصِبٌ وَظِيفِيٌّ مُقَارَنَةٍ بِتَوَلِّي شَخْصِ مَنْصِبٍ رَفِيعٍ اَلْمُسْتَوَى فِي جِهَةٍ حُكُومِيَّةٍ أَوْ قِطَاعٍ خَاصٍّ وَانْ اَلْمَسْؤُولِيَّةِ تُعْطِي لَهُ اَلسُّلْطَةُ وَالنُّفُوذُ وَيُصْبِح مِنْ طَبَقَةِ اَلنُّبَلَاءِ . وَيَقْتَصِرَ تَفْكِيرُهُ اَلضِّيقُ عَلَى اِسْتِغْلَالِ هَذَا اَلْمَنْصِبِ فِي تَسْخِيرِ كُلِّ مَا تَمْلِكُهُ اَلْهَيْئَةُ أَوْ اَلْوِزَارَةِ فِي خِدْمَتِهِ مِنْ سَيَّارَاتِ أَوْ حَوَافِزَ مَالِيَّةٍ ، أَوْ وَظَائِفَ لِأَبْنَائِهِ فِي أَمَاكِنَ سِيَادِيَّةٍ . وَكَّلَ اَلْخِدْمَاتِ اَلْمَوْجُودَةَ فِي خِدْمَتِهِ اَلْخَاصَّةِ ، وَتُعَلِّمَنَا مِنْ أُسْتَاذِنَا اَلْعَالَمِ اَلشَّهِيدِ اَلدُّكْتُورِ / جَمَالْ حَمْدَانْ أَنَّ اَلْمَنَاصِبَ لَا تَصْنَعُ اَلرِّجَالَ وَلَكِنَّ اَلرِّجَالَ تُصَنَّعُ وَتَزْدَنْ اَلْمَنَاصِب ، رَفَضَ أَنْ يَتَوَلَّى أَعْلَى اَلْمَنَاصِبِ وَزِيرًا لِلتَّعْلِيمِ اَلْعَالِي فِي دَوْلَةِ لِيبْيَا وَرَفَضَ اَلْجَوَائِزَ وَاكْتُفِيَ أَنْ يَكُونَ رَاهِبٌ لِلْعِلْمِ فَقَطْ فَالْعَبَاقِرَةَ لَا يَبْحَثُونَ وَلَكِنْ يَجْعَلُونَ اَلْعَلَمُ وَالْعَطَاءُ مَنَاصِبَ لِأَنَّ اَلْمَنْصِبَ فَتْرَةً زَمَنِيَّةً وَتَنْتَهِي وَتَبْدَأُ اَلنُّفُوسُ اَلضَّعِيفَةُ وَالْمَرِيضَةُ اَلْمُحِيطَةُ بِهِ فِي تَكْوِينِ حَاشِيَةِ وَسِيَاجِ حَوْلَهُ وَتَصْنَعُ مِنْهُ إِلَهٍ وَتَبْدَأُ فِي عَمَلِيَّةِ اَلنَّفْخِ أَنَّهُ اَلْأَقْدَرُ وَالْأَحْسَنُ لِلتَّرَشُّحِ أَوْ تَوَلِّي مَنْصِبٍ فِي وَظِيفَتِهِ مِنْ وَظَائِفَ شَاغِرَةٍ لِتَوَلِّي مَنَاصِبَ قِيَادِيَّةٍ بِهَا . وَمِنْ اَلْأَشْيَاءِ اَلْغَرِيبَةِ مِنْ اَلْكُومِيدْيَا اَلسَّاخِرَةِ . فَبَعْدَ فَوْزِ اَلْمُرَشَّحِ لِلْمَقْعَدِ أَوْ صُعُودِ مُوَظَّفٍ لِمَنْصِبٍ رَفِيعٍ فِي عَائِلَةٍ . يُغَيِّرَ اَلْبَعْضُ أَسْمَاءَ اَلْآبَاءِ وَالْأَجْدَادِ وَالْبَحْثِ عَنْ اِسْمِ اَلْعَائِلَةِ لَلْاَصَقَا اَللَّقَبِ بِأَسْمَى وَحَذْفِ اِسْمِ اَلْأَبِ وَالْجِدِّ تَبَارَكَا بِالْمَسْئُولِ . أَوْ اَلْعُضْوِ . فَيَبْدَأُ بِتَغَيُّرِ نَبَرَاتِ صَوْتِهِ وَيَرْتَدِي ثِيَابَ آخِرٍ وَيَنْظُر لِلنَّاسِ عَلَى أَنَّهُمْ أَقَلُّ مِنْ مَكَانَتِهِ وَيَبْحَثُ لَهُ عَنْ أُنَاسًا لَهُمْ مُوَاصَفَاتٌ خَاصَّةٌ مُعَيَّنِينَ يَحْكِي لَهُمْ حِكَايَاتُ كِفَاحِهِ وَبُطُولَاتِهِ اَلْيَوْمِيَّةِ وَيَسْتَمِعُونَ لَهُ دُونَ نِقَاشِ أُمِّيِّينَ . وَلَا يَعْلَمُ اَلْمِسْكِينُ أَنَّ هَذَا اَلْكُرْسِيِّ لَا يَدُومُ ، وَانْ اَلْأَيَّامَ دُوَلٌ " وَلَوْ كَانَ هَذَا اَلْكُرْسِيِّ يَدُومُ لِمَا وَصَلَ هُوَ إِلَيْهِ . فَلِيَتَذَكَّر مَنْ كَانَ قِبَلِهِ ، وَأَنَّ رِيَاحَ اَلتَّغْيِيرِ عَصَفَتْ بِهُمْ اَلرِّيَاحُ اَلْعَاتِيَةُ ، فَلَمْ تُبْقِهُمْ ، فِي قُصُورِهِمْ فَمِنْهُمْ مِنْ سَكَنِ اَلْقَصْرِ وَدَخَلَ اَلسِّجْنُ وَمِنْ اَلسِّجْنِ إِلَى اَلْقَبْرِ أَوْ اَلْمَنْفَى ، وَلَا يَدُومُ إِلَّا وَجْهُ اَللَّهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - . ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَخَافَ اَللَّهُ اَلَّذِي لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةً فِي مَا أَوْكَلَ إِلَيْهِ مِنْ عَمَلٍ أَوْ مَنْصِبٍ ، وَمَا عَلَّقَ عَلَى رَقَبَتِهِ مِنْ مَسْؤُولِيَّةٍ وَأَمَانَةٍ يَسْأَلُ عَنْهَا يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ . وَلْيَعْلَمْ اَلْكَثِيرُ أَنَّ اَلْعَمَلَ اَلتَّطَوُّعِيَّ لَهُ مُوَاصَفَاتٌ ذَكَرَهَا اَللَّهُ فِي كِتَابَةِ اَلْحَكِيمِ ، " أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا اِخْتَصَّهُمْ بِقَضَاءِ حَوَائِجِ اَلنَّاسِ ، حَبَّبَهُمْ إِلَى اَلْخَيْرِ ، وَحَبَّبَ اَلْخَيْرُ إِلَيْهِمْ ، أُولَئِكَ اَلْآمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اَللَّهِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ ! ! لَا يَعْرِفُونَ اَلْمَنَاصِبُ فَالرِّجَال تَصْنَع اَلْمَنَاصِبُ بِأَعْمَالِهِمْ فِي صَمْتٍ ، كَثِيرُ يَشْعُرُ بِالْفَرَاغِ اَلْقَاتِلِ بَعْدَ فَقَدَالْكَرْسِي . فَأَصْبَحَ اَلْهَاتِفُ صَامِتٌ وَلِأُيسْأَل عَنْهُ أَحَدٌ وَيَتَمَنَّى أَنْ يَعِيشَ وَسَطَ اَلنَّاسِ وَلَكِنَّ اَلْكُلَّ اُنْفُضُوا مِنْ حَوْلِهِ فَالنِّفَاقَ اِرْتَبَطَ فِي عَصْرِنَا بِمَوْسِمِ اَلِانْتِخَابَاتِ وَحَوْلَ شَخْصِيَّاتٍ قِيَادِيَّةٍ دَاخِلَ اَلْعَمَلِ اَلْوَظِيفِيِّ . نَامُوسُ اَلْحَيَاةِ سَنَةَ اَلتَّغْيِيرِ كَمَا قَالَهَا اَلْفَيْلَسُوفُ اَلْيُونَانِيُّ ( اَلْبَاكِي ) مُنْذُ 5000 عَامٍ قَبْلَ اَلْمِيلَادِ " لَا يَسْتَطِيعُ اَلْمَرِيءُ أَنْ يُعَبِّرَ اَلنَّهْرُ مَرَّتَيْنِ " ! ! " مُحَمَّدْ سَعْدْ عَبْدِ اَللَّطِيفْ " كَاتِبٌ مِصْرِيٌّ وَبَاحِثٌ فِي اَلْجُغْرَافْيَا اَلسِّيَاسِيَّةِ " 

المصدر: موقبع إضاءات الإخباري