أعلن المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض “جون كيربي John Kirby”، أن بايدن يعيد تقييم علاقة أمريكا بالسعودية، عقب إعلان “أوبك+” الأسبوع الماضي عن خفض إنتاج النفط، وأنه مستعد للعمل مع الكونجرس بشأن مستقبل العلاقات مع الرياض.
وبحسب وكالة “رويترز” فقد أشار “كيربي” إلى أن بايدن مستعد للعمل مع الكونجرس بشأن مستقبل العلاقات مع المملكة، وذلك بعد أن دعا السناتور الديمقراطي “Robert Menendez” إلى تجميد التعاون مع السعودية، بما في ذلك معظم مبيعات الأسلحة.
وكانت مجموعة “أوبك بلس” التي تقودها السعودية، وافقت على خفض الإنتاج بما يقرب من 2 % من الإمدادات العالمية، في وقت تواجه فيه السوق ظروفا حرجة وسط تكهنات بارتفاع أسعار الوقود وتزامنا مع سعي أمريكا لتقييد عائدات الطاقة الروسية بعد غزوها لأوكرانيا.
وردا على هذه الخطوة، دعا أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي إلى خفض حاد في المبيعات العسكرية للسعودية.
السيناتور الديمقراطي، بوب ميننديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي دعا، الاثنين، إلى تجميد التعاون مع السعودية.
بما في ذلك معظم مبيعات الأسلحة، واتهم المملكة بالمساعدة في تمويل الحرب الروسية على أوكرانيا بعد إعلان مجموعة أوبك بلس الأسبوع الماضي.
ومن ناحيته قال وزير الإعلام المكلف، الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، عقب جلسة مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، إن المجلس نوه “إلى الدور المحوري الذي تقوم به مجموعة “أوبك بلاس” في تحقيق التوازن والاستقرار في أسواق البترول العالمية، وبالتالي دعم الاقتصاد العالمي”، وفقا لبيان نقلته وكالة الأنباء السعودية.
وتتحدث تقارير عن وقوف ولي العهد محمد بن سلمان، في صف بوتين ضمن حربه في أوكرانيا، نكاية في أمريكا والرئيس جو بايدن الذي كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بمحاسبة السعودية وولي العهد على جريمة اغتيال الكاتب السعودي جمال خاشقجي.
ويتخذ ابن سلمان ـ بحسب هذه التقارير ـ من النفط الذي باتت السعودية المنتج الأول له بالمنطقة، سلاحا حيويا للضغط على خصومها الغربيين.
بينما ذهبت تحليلات أخرى إلى أن سياسات محمد بن سلمان، بخصوص النفط، وتخفيض الإنتاج لرفع سعر الوقود ليس حبا لروسيا أو ضد أمريكا، وإنما لإسقاط بايدن وإرجاع ترامب حليف ابن سلمان التاريخي.
وكان فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بمثابة الدرع الواقي لابن سلمان من عدة صدمات، كان أبرزها قضية اغتيال خاشقجي التي تسببت بأسوء أزمة لولي العهد في تاريخه.
ويرى البعض أن ولي العهد السعودي يسعى “لتأديب بايدن بالانتخابات التي ستجري عبر تخفيض إنتاج النفط”، والذي سيحدث ـ بحسبهم ـ بلبلة ضده في الشارع الأمريكي بسبب ارتفاع الأسعار.
جدير بالذكر أن ارتفاع سعر النفط مؤخرا تسبب بانتعاش كبير لخزائن وميزانيات دول الخليج، التي عانت خلال الفترة الماضية من عجز في ميزانياتها بسبب أزمة جائحة كورونا والأزمات العالمية الأخرى.