لا تدفعوا الدب الروسي، إلى ما لا يرغب، لأنه سيحول أوكرانيا، إلى أرض محروقة\ محمد محسن
مقالات
لا تدفعوا الدب الروسي، إلى ما لا يرغب، لأنه سيحول أوكرانيا، إلى أرض محروقة\ محمد محسن
13 تشرين الأول 2022 , 15:25 م

كتب الأستاذ محمد محسن,,

لا تدفعوا الدب الروسي، إلى ما لا يرغب، لأنه سيحول أوكرانيا، إلى أرض محروقة

الاعلام الغربي، والاعلام التابع، كان همهما الفبركة، والتضليل، وكادا أن يجزما بهزيمة روسيا

ستدفع أوروبا وحدها ثمن هذه الحرب، من اقتصادها، ومن أمن مجتمعاتها، والكلمة للشتاء القادم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أقامَ الاعلام الغربي، والاعلام التابع، الأسبوع الفائت عرساً، استخدموا فيه الطبول، والمزامير، وملأوا الدنيا فبركة، وتضليلاً، وكذباً، حتى تخيل للبعض أن روسيا قد دُحرت، وبخاصة بعد الهجوم الإرهابي على جسر القرم الاستراتيجي.

ولكن ذاك العرس لم يدم طويلاً، بعد أن أطلق بوتن، مئات الصواريخ الدقيقة، ليومين متتالين، راحت تجوس سماء، وأرض أوكرانيا، من غربها إلى شرقها ومن شمالها إلى جنوبها، أصابت أهدافها بكل دقة، لدرجة أن 30% من سكان (كييف) تعيش الآن بدون كهرباء.

ولكن زيلنسكي رئيس أوكرانيا المنتفخ الأوداج، أطفأ عرس الاعلام الغربي، بقوله، ينوي بوتن (محي) أوكرانيا من الخارطة.

هنا بدأ ذاك الاعلام بالبحث عن (قشة) للتمسك بها، فكان اعلان(الناتو)الاستمرار في مد أوكرانيا بالسلاح.

ما جرى ويجري الآن في الحرب الأوكرانية، يدلنا على أن بوتن لم يكن ينوي (استخدام الأرض المحروقة) في حربه على أوكرانيا، وإلا لفعل هذا من الأيام الأولى لعملياته العسكرية، ودفع أوكرانيا للاستسلام خلال أسبوع أو أسبوعين.

ولكن وخلافاً لغالبية المحللين العسكريين، الذين قادهم تفكيرهم ونواياهم، إلى التأكيد على أن روسيا ضعيفة وغير قادرة على المواجهة، وإلا لما تراجعت عن خطتها العسكرية الأولى، التي وصل بها الجيش الروسي، إلى تخوم كييف عاصمة أوكرانيا.

ولكن النتيجة التي حققها بوتن، سَفَّهَتْ آراء أولئك المحللين، وأظهرت أن خطة بوتن لم تكن تهدف إلى تدمير أوكرانيا، وإلا لفعل، والكل يعلم أنه قادر على ذلك.

بل كانت تهدف إلى ضم الأقاليم الأربعة، الهامة والاستراتيجية.

وإن تابع الجيش الأوكراني اعتداءاته، وتابع الغرب تزويد أوكرانيا بالسلاح، سيكون الرد مزلزلاً.

دمارٌ شاملٌ، وقطعٌ للغاز، والكهرباء، وحتى للماء، واغلاق باب الأمان، والأمل، أمام الشعب الأوكراني، ودفعه للاستسلام.

ولكن ما هو المنتظر، من الدول الأوروبية، بعد التأكد من قدرة روسيا على سحق أوكرانيا، فهل ستتابع أوروبا مسار غيها، وتستمر في دعمها لأوكرانيا، فذلك لن يؤدي إلا إلى زيادة الدمار في جميع الأراضي الأوكرانية، أم ستؤوب إلى رشدها؟

المنطق الذي يسعفه العقل يرشدنا إلى:

أن تشققات حتمية ستبدأ بالتوسع بين الدول الأوروبية، لأن الضربات الصاعقة لكل الأراضي الأوكرانية، قالت لكل ذي عقل، (روسيا لن تخسر)، بل ستخرج منتصرة.

وأن الاستمرار في دعم أوكرانيا، سيؤدي إلى دمارها بشكل شامل، مما سيدفع أوكرانيا إلى الاستسلام لروسيا، فتخسر أوروبا مرتين:

ـــ تخسر أوكرانيا، والسلاح الذي أمدتها به.

ـــ كما أنها ستواجه شتاءً قارساً، نتيجة شح المحروقات البديلة الغالية الثمن، والتي كانت تمدها بها روسيا بأرخص الأسعار.

أما أمريكا فعليها أن تعترف: أن خسارة أوكرانيا للحرب، تكون قد خسرت مرتين أيضاً:

ـــ انتصار روسيا سيدفع الكثير من الدول الأوربية، إلى إدراك خطئها الذي سيدفعها لإعادة النظر في تبعيتها المطلقة للأوامر الأمريكية.

ـــ أنها دفعت روسيا دفعاً للتحالف مع الصين وهذا التحالف هو المخول بإنهاء الزمن الأمريكي، زمن الحروب المتنقلة زمن استعباد الشعوب.

والعالم كله يمسك أنفاسه منتظراً ومترقباً الخلاص.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري