كتب الأستاذ حليم خاتون:
توقع الناس سيناريو يشبه العدوان الثلاثي على مصر سنة ٥٦، تقوم به اسرائيل وأمريكا، فأثبت قادة إيران حتى الساعة على الأقل، إنهم في وضع أسوأ بأضعاف المرات عما كان يُعتقد...
في ضربات تشبه ما حدث مع حزب الله في لبنان تم اغتيال قادة مهمين جدا في الحرس الثوري بالإضافة إلى الكثيرين من علماء الذرة الموجودين في بيوتهم يعيشون حياة طبيعية كأن الأمور على خير ما يرام...
ثم...
ثم خرجت أبواق محور المقاومة بنفس السيمفونية الدائمة المملة التي تتحدث عن خداع الأميركي...
السؤال:
هل الأميركي مخادع، أم أنتم حمير؟
صح النوم!
أي نوم؟
حتى أهل الكهف، كانوا أكثر يقظة من إيران...
حتى الآن، كل ما فعلته إيران هو الغوص أكثر في التخبط...
تتحدث أبواق المحور عن بدء إعداد الخطط في طهران للرد...
يعني العالم كله كان يعرف ماذا سوف يحصل، وهم بدأوا تحضير الخطط بعد تلقي الضربات...
كنا نظن أن هذا البلاء احتكار خاص عند العرب...
فتبين أن الإيرانيين مثلهم مثل العرب... يعيشون على هامش الدنيا...
كنا نظن أن أهل السُنّة مجاذيب،
الآن نعرف ان الشيعة مثلهم تماما...
تبرر أبواق محور المقاومة هذا التخبط والعجز بثقل الضربة التي أودت بقيادات من الصف الأول في الحرس الثوري بينهم قائد الحرس نفسه الجنرال سلامي الذي كان يردد كل يوم التهديدات تجاه إسرائيل فإذا باسرائيل تقتله مع بدء الهجوم...
الفرق بين الاسرائيلي ومحور المقاومة أن الاسرائيلي يقتل، بينما الناس عندنا تنبح...
مع عبد الناصر سنة ٦٧، كان الرجل تلقى تطمينات من الدول العظمى أن الحرب لن تقوم؛ مع الإيرانيين كانت طبول الحرب تدق في كل مكان...
حتى الأطفال في أحضان أمهاتهم كانوا يعرفون ان إسرائيل سوف تضرب...
حتى دونالد ترامب كان يردد عن إمكانيات عالية للحرب...
رغم هذا، فاجأت إسرائيل القادة الإيرانيين نائمين في بيوتهم...
ثم خرج نظام الصبر الاستراتيجي يتحدث عن خداع!!
بدل رد صاعق بآلاف الصواريخ حتى لو تدخلت أميركا، وبعد أقل من ساعتين من الغارات والصواريخ الإسرائيلية التي طالت مفاعل ناتانز إضافة إلى مواقع وقادة، أطلقت إيران على ما يبدو مئة مسيرة متخلفة من جيل القرون الوسطى سوف يتم اسقاطها على الطريق من قبل العرب والأميركيين...
كما توقعنا أمس، تم مهاجمة ناتانز بالإضافة إلى عشرات وربما مئات المواقع ثم بدأ الأوروبيون والأميركيون يدعون إلى ضبط النفس الذي إذا حصل الآن يكون نظام طهران قد ارتكب الخطيئة الكبرى...
خطيئة عبد الناصر سنة ٦٧ كانت القبول بوقف النار...
إذا فعل الإيرانيون نفس الأمر، نكون هُزمنا وحققنا رقما قياسيا في أكل الخرا...
التكرار يعلم الحمار...
بعد ما حدث مع حزب الله،
بعد ما حدث مع روسيا باستهداف جزء مهم من قوتها النووية الضاربة، لم يتعلم الحمار ويتخذ إجراءات، فوقعنا في الحيص بيص...
ثم لماذا يحق لإسرائيل القيام بحرب استباقية، ولا يجرؤ إبن (مرا) في كل المحور بفعل ذلك...
بعد البحث والتمحيص،
تبين أن أكثر قادة يستحقون رفع القبعة هما الشهيدان يحي السنوار ومحمد الضيف...
على الأقل كانت عندهم جرأة الهجوم، بينما بقية المحور يغط في الحكي الفارغ...
في العلوم العسكرية أهم المبادئ تقول أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم...
هذا الدرس طبقه السنوار والضيف بينما نام قادة حزب الله وإيران على حرير انتظار مجيء المهدي ليحارب عنهم...
الغارات الإسرائيلية لم تتوقف...
اذا لم تقم إيران بإرسال آلاف الصواريخ إلى الكيان وتدمير كل القواعد والمنشآت كما هددوا يوم نشروا صو جبالهم كما فعل قبلهم حزب الله؛ العوض بسلامتكم...
لو كان أغبياء إيران قاموا بصنع السلاح النووي طيلة هذه السنوات التي اضاعوها وهم يقرؤون علينا مزامير داوود في الإنسانية ورفض أسلحة الدمار الشامل، لما حصلت هذه المأساة...
إذا لم تقم إيران بالانسحاب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقوم بتفجير تجريبي لقنبلة نووية، يكون صانع السجاد قد أكل خرا وشبع...
وهكذا...
يكون القوميون قد هزموا...
ثم اليسار الذي أضاع الفرص طيلة عقود،
وها هو الإسلام السياسي بفرعيه السُنّي والشيعي قد غطس في الخرا...



