كتب البروفيسّور الدكتور محمّد كاظم المهاجر: "مخاطبة مقتضبة في المفهومية".

١- من يفهم العمق الِاستراتيجي الأبعد للمقاومة في حركتها التحررية، عليه أن يفهم معنى المرحلية بتدرجها، حيث كل مرحلة تضع عِلِّيَّةَ الوجود للمرحلة الأعلى، وهكذا بالتدرُّج، وصولا إلى الهدف الِاستراتيجي.

وخير مثال نسوقه على ذلك أنَّ مرحلة، التحرير عام ٢٠٠٠ أوجدت العِلِّيَّةَ للنصر عام ٢٠٠٦، والتي بدورها وضعت العلية، والاقتدار لانتزاع ثروات لبنان النفطية.

إن ّ أي مرحلة لاتفي بغرض وضع أسس المرحلة اللّاحقة ستتحول إلى نفي التدرج، وبالتالي عدم الوصول إلى الهدف الاستراتيجي الأبعد.

٢- الوصول إلى الهدف الاستراتيجي الأبعد متدرج وليس دفعياً بسبب، معطيات الواقع في حركته المتصارعة .

٣- التناقض الوجودي صراع تناحري لايُحسم إلّا بزوال طرف الصراع، وهو تاريخيٌّ بسياقٍ زمنيٍّ متناسبٍ مع الهدف الِاستراتيجيّ، ويُمكن أن يتزامن مع هذا التناقض التناحري تناقضاتٌ أدنى حِدّةً بكثير،لاتناحريةٌ كامنةٌ داخل مجتمع حركةِ المقاومةِ التحرُّرية، وقد تخدم الطرف المتناحَرَمعه، أو قل: هي تحاول إضعاف اقتدار حركة المقاومة التحررية.ونحن نعرف جيداً أنّ وحدةَالمتناقضات استحالة.

فإذا توفر الاقتدار لحركة المقاومة على حسم هذا التناقضِ المُجتمعيّ الداخلي الآخذ بمعطيات الواقع القائم، دون أي حرفٍ باتجاهاتٍ مُضِرَّةٍ، فهذا مشروع ، وإلّا فإنَّ الذهاب للحد من هذا التناقض، أو تحييدِه، أو تأجيلِه أوتطويعِه، فهذا منهج مشروع أيضاً .

٤- إن ّكل عقل نَيِّرٍ يستوعب هذا المنهج، هو بالضرورة سيضع معنى انتزاع الحق لثروات لبنان في موقعه الصحيح، خاصة في هذه المرحلةللمخاض العالمي.

٥-الأصوات الناشزة الباحثة عن نقاطِ إدانةٍ لنهجِ المقاومة، لا يمكننا تصنيفها إلّا مشبوهةً، ذاتَ سبعةِ

أهدافٍ معينة، سواء كانت ذاتيةً أو ذاتَ ارتباطات خارجية، مع التمييز طبعاً عن الأصوات الوطنية المخلصة الناقضة، بدافع الحرص، ولأصحابها كان مبرر مخاطبتي هذه من أجل رؤية ثاقبة في العمق.