كتب الأستاذ حليم خاتون: حتى لا يظهر غورباتشوف في إيران
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: حتى لا يظهر غورباتشوف في إيران
20 تشرين الأول 2022 , 06:45 ص


بعد حوالي ثلاث عقود من انهيار الاتحاد السوفياتي، يكرر الغرب التجربة في إيران...

كردستان تلعب دور بولندا وليش فاليسا؛ البلوش والعرب وبقية الأقليات يلعبون على ما يبدو دور منظومة حلف وارسو...

في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، اخترق الغرب الاتحاد السوفياتي عن طريق نشر الاضطرابات في دول منظومة حلف وارسو...

نشر الفوضى في الأطراف، قبل أن يضرب في المركز...

يحاول الغرب اليوم إعادة نفس السيناريو... لكن في إيران...

لأسباب كثيرة، تمثل الأقليات خاصرة إيران الرخوة...

لا شك أن هناك أسبابا كثيرة للاحتجاجات الشعبية...

لا شك أن هناك ظلما وقع ويقع كل يوم بسبب ترهل رجال النظام واعتماد هؤلاء على الاعتقاد بديمومة الروح الثورية داخل المجتمع...

بعد أربعة عقود من قيام الثورة، انتقل الثقل البشري من جيل الثوار الأوائل إلى اجيال لم تعرف نظام الشاه...

أجيال لم تعاني من ظلم الديكتاتورية والمخابرات...

من المؤكد أن النظام، كما في كل المجتمعات التي تنتصر فيها الثورات عاش على الشعارات الثورية الأولى، ولا يزال يعيش...

جزء من هذا النظام لا يزال يؤمن بهذه الشعارات ويؤمن بأن الأجيال الشابة لا تزال على نفس حماسة آباء الثورة الاوائل..

لكن جزءًا آخر من هذا النظام استفاد من الثورة للبقاء في السلطة والاستفادة من هذه السلطة في التحول الى طبقة حاكمة شبيهة بالنظام الشاهنشاهي القديم...

كل هذا فيه الكثير من الصحة...

هل تحتاج السلطة في إيران إلى القيام بإصلاحات لتجديد شبابها...

هذا أيضاً لا شك فيه...

لكن الديمقراطية شيء، ونشر الفوضى شيء آخر تماماً...

من حسن حظ إيران أنه تم القضاء على غورباتشوف الإيراني منذ الأحداث الماضية...

كما أنه من حسن حظ إيران أن التيار الإصلاحي في البلاد يؤمن هو أيضاً بالثورة الإسلامية ولا يشبه في شيء أولئك الانتهازيين الذين انضموا إلى الحزب الشيوعي السوفياتي فقط من أجل المنفعة الشخصية...

تماما كما أن من حسن حظ إيران أن الرئيس رئيسي من الملتزمين بالثورة الإسلامية ولا يمكن أن يلعب الدور الذي لعبه بوريس يلتسين حين لفظ الأطراف كي يتخلص من عبء الاتحاد مع من هم أقل تطورا من المركز...

لا يمكن للفرس أن يتخلوا عن مسؤوليتهم التاريخية تجاه بقية الأقليات في إيران ورفاهية عيش هؤلاء...

هل يمكن لسيناريو الاتحاد السوفياتي أن يتكرر في إيران؟

رغم كل النواقص... ورغم كل المشاكل... يرتفع منسوب الوعي عند كافة الشعوب الإيرانية إلى أن جذور كل المشاكل في البلد ناتج عن عدم توقف الغرب الإمبريالي عن محاولاته في تدمير البلد عبر اختراق الأقليات واللعب على وتر حقوق هذه الأقليات...

من المؤكد أن على السلطة في إيران أن تسعى لتأمين مستقبل مستقر لجيل الشباب سواء كان هناك مظاهرات ام لم يكن...

هل هناك خطر على الجمهورية الإسلامية..؟

أجل... ولا، في الوقت نفسه...

أجل هناك خطر لأن في بعض المطالب بعض الحق...

ولا، لأن نسبة الوعي عند الأجيال الشابة لا تزال عالية، ولأن الشعب الإيراني بمعظمه يعرف أن كل ما يسعى إليه الغرب هو تدمير الدولة وليس إصلاحها...

لكن كيف السبيل لحل الأزمة؟

اولا يجب الاعتراف بوجوب إدخال إصلاحات على النظام... لكن مع وجوب أن يرافق ذلك ضربات شديدة لكل عملاء الغرب...

النظام في إيران لا يزال قوياً جداً وعليه استعمال عنصر القوة ذاك وضرب كل مراكز الدعاية الغربية داخل البلد...

الحرب في أوكرانيا تفرض تعاملا أكثر شدة مع الغرب، خاصة في موضوع الاتفاق النووي... وأيضاً فيما يخص التعامل الغربي الفوقي مع الجمهورية الإسلامية...

يجب الانطلاق وبسرعة اكبر في البرنامج النووي وعدم إعطاء الغرب أي انطباع بأن إيران تحتاج إلى هذا الإتفاق، حتى لو وصل الأمر إلى إنتاج هذه القنبلة النووية فعلاً...

ثانياً، على إيران أن تستعمل القوة في كل الأماكن التي تستطيع عبرها إيلام الغرب...

في العراق... وخاصة في العراق...

في سوريا...

في لبنان...

في اليمن...

في أوكرانيا...

وحتى في منطقة الخليج...

مقابل كل عقوبة، يجب توجيه صفعة علنية...

يجب عدم ترك الغرب يعيش بسلام... حتى لو وصل الأمر إلى تخريب خطوط إمداد الطاقة...

على الغرب أن يفهم أنه إذا لم تعش الجمهورية بسلام وأمان، فإن منطقة الشرق الأوسط بأكملها لن تنعم بالأمان...

كفى هروبا من المواجهة...

روسيا أمس... إيران اليوم... الصين غداً...

آن الأوان لدرس قاس يجعل الغرب يصحو من العنجهية والكبرياء الكاذبة...

هذا لن يحدث بالديبلوماسية؛ بل بضرب الغرب على رأسه كي يصحو...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري