بعدما انخرطت حركة حماس بقضها وقضيضها في عشرية الارهاب الدولي الدموي ضد الدولة السورية ، وزجت بعشرات الالاف من المقاتلين ليقاتلوا جنبا الى جنب مع عتاة الارهابيين الذين ضخهم حلف الاطلسي الى سورية عبر دول الجوار ، وقامت قيادتها السياسية بالمشاركة الواسعة فيما سمي بذلك الوقت (( اصدقاء سورية)) بقيادة هيلاري كلينتون وبرنارد ليفي الصهيوني، حيث سلطت الكامرات عدساتها على خالد مشعل وهو مطوقا عنقه بعلم الانتداب الفرنسي على سورية ، والذي دلالته واضحة بجلاء- الهدف اسقاط الدولة -
وليس النظام كما حصل في ليبيا حيث استحضروا العلم الليبي ايام الملكية واسقطوا العلم الليبي الذي يمثل الدولة في الجماهيرية الليبية. لاحظنا ان الدول التي ارادت امريكا اسقاط انظمتها رفعت الجماهير الشعبية العلم الوطني وطالبت باسقاط النظام وليس الدولة ؛في تونس ومصر لم تبدل الاعلام.
من هنا دلالة استبدال علم الجمهورية العربية السورية بعلم الانتداب الذي يعني اسقاط الدولة ولبننة سورية وتفتيتها. ان حركة حماس كانت على وعي كامل بدورها في اسقاط الدولة وليس النظام، وهذه خطيئة لا تغتفر وليس خطا يمكن التغاضي عنه.
لم يعد مفبولا الان من القيادة السورية ان تستقبل وفدا فلسطينيا يضم اي قيادي من حركة حماس ليس على راسه خالد مشعل شريطة ان ياتي مع الوفد الفلسطيني (( وعقاله في رقبته)) وان يكون في اخر الصف وان يكون كرسيه اقل ارتفاعا عن بقية الكراسي وعلى الطرف ان لم يكن في الخلف .بصرف النظر عن مكانة فلسطين في ضمير الشعب السوري وقيادته واحتراما واجلالا للدماء السورية التي شاركت حماس في سفكها. في القصير وحمص وحماة وغيرها. وعليه نتمنى على القيادة السورية ان تنتدب مسؤولا من الصف الرابع وان يكون اللقاء بروتوكوليا ومقتضبا. وان لا يبحث فيما يسمى اعادة ترميم اطراف محور المقاومة ، ان الجناح الاخواني في حركة حماس غير قابل لاعادة التدوير والاستخدام في محور المقاومة ، وسيبقى ملتصقا سياميا ظهرا لظهر وبعمود فقري واحد مشترك مع حركة الاخوان العالمية وليس حبلا سريا يمكن قطعه.
ان الدولة السورية التي هزمت مشروع اسقاطها بمساعدة شركاء الدم والمصير هي الان في ربع الساعة الاخير وما بقي الا هزيمة القوات الاجنبية المتواجدة على ارضها حيث اقترب موعد كنسها وطردها من الارض السورية.
ان محصلة الصراع الدائر في وعلى اوكرانيا بين روسيا من جهة والناتو واعوانه من جهة اخرى بدأ يعطي النتائج والتداعيات التي ستترجم جدليا ارتخاء القبضة الامريكية الممسكة بخناق دول الاقليم العربي وستكون سورية المنتصرة بدولتها وجيشها القوة الاقليمية الرئيسية في المشرق العربي وستحرر ماتم اقتطاعه من جغرافيتها من سايكس بيكو او سلخ الاسكندرون واحتلال الجولان. ان هذا ما يخيف الكيان الصهيوني(( الذي اصبح وجوده في مهب الريح)) وقوى التخلف والتبعية .سيترتب على انتصار سورية التي تمتلك المقدرات والقدرات المادية والبشرية لان تلعب الدور التاريخ الذي انيط بها منذ ان وحد الاسلام العرب وانجبت الجيش الاموي ، القوة الضاربة.
لا تستقبلهم يا سيد قاسيون
ولا تتخذهم شركاء في نصرك ، لانه ينطبق عليهم قول الشاعر
ما زاد حنون في الاسلام خردلة
ولا ضار المسيحية اسلام حنون.
م/ زياد ابو الرجا.