دقوا جدران الخزان وليس ابواب الكنيست\ محمد محفوظ جابر
مقالات
دقوا جدران الخزان وليس ابواب الكنيست\ محمد محفوظ جابر
22 تشرين الأول 2022 , 13:53 م


كتب محمد محفوظ جابر

سجل التاريخ للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948، انجازات كبيرة لا يستطيع احد نكرانها، في دق جدران الخزان ضد ممارسات الاحتلال لخنق الشعب الفلسطيني، ونسجل هنا عدد منها للتذكير كما يلي:

1- الأدب المقاوم والشعر المقاوم:

"حتى سنة 1958 لم تكن هناك كتب عربية تباع على الإطلاق في إسرائيل" حسب الشاعر فوزي الاسمر، وقد ظهر عدد كبير من الادباء والشعراء الذين كتبوا موادا تحريضية ضد الاحتلال، وانتشر بين جماهير الداخل الفلسطيني 1948، الى أن تلقفه الكاتب الأديب والسياسي القائد غسان كنفاني ونشره تحت عنوانين هما:

- أدب المقاومة في فلسطين المحتلة 1948- 1966

- الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 1948- 1968

فانتشر صدى صوت المقاومة الأدبية في أنحاء الوطن العربي، وخاصة الشعر.

2- أدى ظهور القائد العربي جمال عبد الناصر في الخمسينات من القرن الماضي وعلاقته مع الاتحاد السوفياتي سابقا، الى زيادة التقارب بين العرب هناك وبين الحزب الشيوعي، وتشكيل الجبهة الشعبية التي انشقت عام 1958، ليصبح التيار القومي العربي "حركة الأرض" في عام 1959، ودقت جدران الأمم المتحدة عندما رفعت مذكرة عام 1964 الى الامين العام للأمم المتحدة والسفارات الاجنبية وشخصيات عالمية وعدد كبير من الصحف، شرحت فيها ما يمارسه الاحتلال الصهيوني يوميا ضد الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال من اضطهاد قومي وتمييز عنصري، وطالبت بالحماية الدولية. وقد تم الغاء الحكم العسكري عام 1966.

3- بعد حرب 1967 ارتفعت وتيرة دق جدران الخزان بالتحاق أبناء الأرض المحتلة 1948 بفصائل المقاومة الفلسطينية، ونفذوا وما زالوا ينفذون عمليات بطولية، ولم يفرج عن ابطال المقاومة هؤلاء، بعمليات التبادل التي تمت حتى الآن، بما فيها اتفاق أوسلو، بسبب التعنت الصهيوني، ولازالوا صامدين في سجون الاحتلال نسمعهم يدقون جدران زنازينهم.

4- وجاء يوم الأرض ليدك الشعب جدران الكيان الصهيوني، وأكد الشعب رغم الاحتلال، وفي يوم تاريخي عظيم، شاركت فيه الجماهير في كل ارض فلسطين المحتلة عام 1948، ارتباطه بالأرض التي هي الوطن، وارتوت الارض الفلسطينية بدماء ستة شهداء، وانتصرت ارادة الشعب بوقف مصادرة الاراضي في حينها.

وانتشر صدى صوت دق الجدران الى انحاء العالم، لتصبح ذكرى هذا اليوم 30 آذار 1976 مناسبة لإحياء صوت حق الشعب الفلسطيني في كل مكان.

5- وعندما انطلقت الانتفاضة سنة 1987 في الضفة وقطاع غزة، انتقلت الى الداخل الفلسطيني المحتل 1948 اخذوا يدقون الجدران ويشاركون بالتضامن، والنشاط الاعلامي وتشكيل اللجان الشعبية للدعم، وشارك مندوبون عنهم مع الشخصيات العربية والدولية في سفينة العودة للتضامن مع المبعدين الفلسطينيين عام 1988، حيث خططت منظمة التحرير لإعادة 200 مبعد فلسطيني عبر نقلهم بسفينة إلى ميناء حيفا بمرافقة مئات الصحفيين وشخصيات عالمية، انتهت المبادرة بتفجير الاستخبارات الإسرائيلية السفينة «سول فرين» المعدة لنقل المبعدين وهي راسية في ميناء ليماسول القبرصي في 15 شباط 1988، وقد جهزوا لاستقبال المبعدين في ميناء حيفا.

6- بينما في الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) عام 2000 كان دق الجدران اقوى وشكل نقطة تحول في العلاقة بين الاحتلال وفلسطينيي 48، حين قدموا في هذه المواجهة 13 شهيدا منهم برصاص الشرطة الإسرائيلية، مؤكدين ان نضالهم هو للحفاظ على هويتهم ووحدة الشعب الفلسطيني.

7- دقوا جدران خزان القدس وكانوا السند الأول لأهل القدس في الحرم القدسي وسلوان والشيخ جراح......... وانخرطوا في "هبة الكرامة" في أيار 2021، وشاركوا في المواجهة مع الاحتلال في انتفاضة شعبية وحّدت ساحات فلسطين التاريخية نصرة للقدس والمسجد الأقصى وتحدّيا لسياسات الاحتلال العنصري.

وهناك سجل تاريخي يومي من النضال واشكال تنظيمية جماعية توحد الجماهير.

نعم، هم دقوا جدران الخزان ولكن :

تشن قوات الاحتلال يوميا عمليات اعتقال وتفرض الإقامة الجبرية وتشتبك مع الذين يدقون جدران الخزان، وتطلق المستوطنين للاعتداء عليهم. كما تقوم بعمليات هدم لبيوت العرب يوميا وأكبر مثال على ذلك هدم قرية العراقيب، كلما أعاد العرب بنائها، حيث تجاوزت عمليات الهدم 200 مرة.

لكن الجانب السلبي هو أن هناك أحزاب عربية تأسرلت وهناك من تصهين، ولم يأخذوا لدق الجدران وانجازاته أهمية بل اختاروا المشاركة في سن قوانين الدولة التي تفرض على أهلنا في المحتلة 1948 وذلك عبر المشاركة في الكنيست وتضليل الجماهير للتصويت لهم من أجل مصالحهم هم وليس مصالح الجماهير.

يا جماهير الارض المحتلة، يا من صنعتم المجد بصمودكم، لا تلتحقوا بمن يدقون على ابواب الكنيست الصهيوني، بل استمروا في دق جدران الخزان من اجل الحرية وتحرير فلسطين من النهر الى البحر.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري