كتب د. عادل سماره:
مقالات
كتب د. عادل سماره: "يُحلِّق دمنا فيهبط مثقفون بالمال".
22 تشرين الأول 2022 , 19:18 م


كنت أقف على حافة الشارع قي قريتنا الصغيرة التي يمر بها الطريق القديم من رام الله إلى الرملة و منها إلى يافا و تل الربيع. كان ذلك و انتفاضة 1987 في أوج عزها. أوقف سيارته الجديدة و الفارهة ليقول: "ضربوني حجرا في بير نبالا". قلت إلى اين انت ذاهب؟ قال إلى "تل ابيب الربيع" . قلت لماذا ؟ . قال نزور أسراً يهودية و نشرح لهم القضية.

تركته لشأنه، صار لاحقاً مفكراً و رجل اعمال و مفاوضات ...الخ.

بعدها بشهرين جاء السيد عودة شحاده و معه موظف من سي أن أن طلب منه أن يأخذه لبيتي. .

قال الأمريكي نرتب لمناظرة Panel بين "إسرائيليين" و فلسطينيين عن السلام و ندعوك للمشاركة! و سيشارك في اللقاء د. حيدر عبد الشافي من غزة مع آخرين.

قلت، و لماذا أتيت تدعوني؟

قال: قالت لنا ح.م.ع انا لا استطيع المشاركة إلا إذا شارك عادل سماره لأنه بغير هذا سيفضحنا.

قلت، أخبرها أن سلاح عادل سماره صار مثلوماً فلتأخذ راحتها.

ذهبت من عودة إلى الراحل بشير البرغوثي أمين عام الحزب الشيوعي الفلسطيني طبعاً تلك الفترة و طلبنا منه إقناع عبد الشافي بعدم المشاركة، فالناس تملأ الأرض المحتلة في حراك شعبي شامل و الشهداء يرتقون. قال نعم أتعهد بأن لا يشترك. .... لكنه اشترك مع إلياهو بن إليسار و فلسطينيين و صهاينة آخرين. بعدها كان د. عبد الشافي من مؤسسي "المبادرة الوطنية"!

هل هو توقيت صهيوني محكم أم جاهزية بعضنا! أم تطابق كليهما.

و حينما تقرر مؤتمر مدريد 1991 الذي شارك فيه ممثلين عن أنظمة عربية اختار ملك إسبانيا قاعة بها تمثال لإسباني يقطع راس فارس عربي!

و اليوم، و دمنا يصل السماء و الأبطال تزدحم بهم البنادق يتزاحم مثقفوا الطابور السادس على ابواب مؤسسات التطبيع الثقافي الصهيوني لنشر أعمالهم!

و هذه لعبة اتخذت عدة اشكال من "التملُّص" حيث يقولون:

1- لم يتصل بي أحد لترجمة كتابي و/أو نشره.

2- لم أتعاقد مع أحد لترجمة كتابي و/أو نشره.

و كما يتم عدم نشر اسماء سماسرة بيع الأرض و البيوت إلا ربما بعد عشرات السنين، يجري اليوم التعاقد هاتفياً مع هذا الكاتب أو ذاك. و هو يعلم بالطبع أنه إذا ما أنكر و كتب أو تحدث نافياً سيقولوا له:"كل شيء مسجل" و مع ذلك ربما لا يواجهونه. فيكفيهم أن كتابه يقطر من دماء النابلسي و التميمي وأجدادهما.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري