كتب الدكتور الصيدلي عبد الإلٰه الحكيم, لبنان: تحيّة من القَلب.
فلسطين
كتب الدكتور الصيدلي عبد الإلٰه الحكيم, لبنان: تحيّة من القَلب.
23 تشرين الأول 2022 , 20:49 م


مشاهِدُ واقعيّةٌ جميلة ، قد لا تُرى إلّا في فلسطين ،هي لا تُشبهُ أرزةً هنا، أو هرماً هناك.

ليست من العجائب السَبع، لكِنّهاأعجَبُ منها بَل تتفوّق عليها.

لِلحِجارة في فلسطين صوتٌ ولِسان، ولِلأزِقّة هناك سواعِدُ وآذان.

هُنا يُقاتِل الأطفال بِقلوب الرِجال، وتُزغرِد النِساءُ في أعراس الشهداء، وتُقدِّمن أبناءَهُن مثنَىً وثُلاثَ ورُباع، باسِماتٍ شاكِراتٍ ومُستبشِرات.

صُوَرةُ عُديّ التميميّ رُباعِيّةُ الأبعاد، تجاوزَت حدودَ الزمان والمكان، جمعت الماضي إلى الحاضر والمستقبل، ربَطت مأساةَ النكبة بِاعتِزاز الِانتفاضة اليَوم، باعتِزازٍ بِالنصر الحتميِّ القادِم ، مَشهدٌ فاق بِإبداعِهِ كُلَّ الخُدَعِ البصريّةِ والتِقنيّاتِ التصويرية، وأوسكارات التمثيل والإخراج، إنّها غريزةُ الوفاء، وفِطرةُ العشق لِلتراب، وبساطةُ البَذل والعطاء بِلا مُقابِل، كَنَبعٍ صافٍ أو نهرٍ جارٍ، أو نَسمةِ هواءٍ.

بِشجاعةٍ قَلّ نظيرُها قاتلَهُم، مُستَبسِلاً مُعافىً واجههُم وأَرْدَاهُم، ومُطارَداً مُتخفّياً أذلّهُم، ثُم جريحاً نازِفاً برصاصِ الغَدرِ، قهرهُم وأخافَهُم ، كأنّي بِاختِراقِ تلك الرّصاصات الغادرة لِجَسدِه الشَريف،قَد أيقظَت كُلَّ الغَضبِ الكامِن في قَلبِه، فَصوّب بِتركيزٍ وحُسبان،وسَكِينةٍ واطمئنان ،كأنّه يَنظُر بعينٍ إلى العدُو، وبعينه الثانية إلى الرحمَن، أو كأنّه في مِنطقةٍ وُسطى، بين الأرض والسماء، أورُبّما في حالةٍ هي أشبهُ بِنِعمة الإسراء، لقد رسَم لوحةً بدِيعةًعنوانُها: أنا فلسطين، عقلي و قلبي و نبضي فلسطين، روحي ودمي فلسطين.

هنيئاً لك يا أجملَ الشهداء، كُنتَ اسماً على مُسمّى ، عَدَوت إلى الشهادةِ مُجاهداً وجريحاً، وأتمَمت مكارِمَ العِزّة والكرامة والعطاء، وكُنتَ عُديَّ التميميّ، فألفُ رحمةٍ عليك، وهنيئاً لك ولِوالِديك بك. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري