المفكّر د. حسن حمادة: حكام اوروبا دُمى في ايدي الأميركيين واللّوبي الصهيوني، الحرب الروسية الأطلسيّة ستُعيد اوروبا عشرات السّنوات الى الوراء؟!

اهم النقاط الأساسية التي اثارها في هذه المقابلة:
أخبار وتقارير
المفكّر د. حسن حمادة: حكام اوروبا دُمى في ايدي الأميركيين واللّوبي الصهيوني، الحرب الروسية الأطلسيّة ستُعيد اوروبا عشرات السّنوات الى الوراء؟! اهم النقاط الأساسية التي اثارها في هذه المقابلة:
25 تشرين الأول 2022 , 10:40 ص

المفكر المتميز, هو من خيرة المثقفين العرب, يعيش في فرنسا وهو الخبير في الشأن الأوروبي, يُجري مقابلة مع الإعلامية المتميزة, بثينة علق, يخدد فيها مآلات سياسة التبعية الأوروبية على أوروبا, للإفادة, رغبنا بنقلها لقراء موقعنا الكرام تعميماً للفائدة.

حكام اوروبا دُمى في ايدي الأميركيين واللّوبي الصهيوني، الحرب الروسية الأطلسيّة ستُعيد اوروبا عشرات السّنوات الى الوراء، وشعوبها تعيش في غابة الحقد والعنصرية لا في حديقة الرفاهية والإزدهار كما أسرّ بوريل منذ ايام؟! تأييد ودعم نضال شعب فلسطين هو معيارنا في تقييم مواقف الآخرين والتواصل معم!؟

إليكم أهم ما ورد في المقابلة المُهمة جداً مع المفكر والكاتب والإعلامي الدكتور حسن حمادة والتي أجرتها معه الإعلامية المتألّقة بثينة عليق، عبر أثير إذاعة النور بتاريخ ٢١-١٠-٢٠٢٢ ضمن برنامج "السياسة اليوم"، ولأهمية وخطورة ما ورد فيها من مواقف ومعلومات اعتبرها مفصلية لفهم الواقع الذي نعيش في ظل ما يسمّونه "صراع الحضارات" والذي هو في الحقيقة "صراع على النفوذ الدولي"، فقد قمت بتلخيص اهم ما ورد فيها، واضفت الى الحديث الأساسي من عنديّاتي وبنات افكاري بعض المعلومات الهامة التي تندرج في ذات السياق والتي حصلت عليها من مصادر اخرى.

‏وإذا ما أردنا أن نعطي عنوان لهذه المقابلة المهمة فمن المُمكن أن نقول أن أوروبا قادمة بما لا شكّ فيه في السنوات القادمة إلى التفكّك والتشرذم (وقد بدأ ذلك بشكلٍ جلي من خلال حروب الطاقة والصراع عليها، فرنسا والمانيا مثالاً!؟) وإلى معاودة الحروب في ما بين شعوبها لأن من "شبّ على شيء شاب عليه" وهذه هي عاداتهم وتقاليدهم وديدنهم وتراثهم، فهم أساس كل ارهاب وقد ارتكبوا ابشع المجازر بحق بعضهم وبحق كلّ الشعوب التي استعمروها وكانوا اساس كل الحروب العالمية، التي بدأت دائماً بحروب اوروبية وعلى الأراضي الاوروبية، ثم تطوّرت فيما بعد لتصبح حروباً عالمية.

يبدأ الدكتور حمادة مداخلته بالإشارة إلى الحديث الأخير المُتعصّب والعنصري لل"منافق الكبير" جوزيف بوريل، وهو مُنسّق الشؤون الخارجية والدّفاع في الإتحاد الاوروبي، الذي قاله في الأيام الأخيرة خلال القاء محاضرة في "الأكاديمية الاوروبية للديبلوماسية" من اجل تخريج ديبلوماسيين اوروربيين وأمام كل وسائل الإعلام وبلا اي خوف او خجل او استحياء: إنّ أوروبا تُشكّل الحديقة التي بناها العالم المتحضر والإنسان الاوروبي الأبيض والتي يوجد فيها كل قيم الحرية والعدالة والديمقراطية والتماسك الاجتماعي والرقي والازدهار وما إلى ذلك،

‏أمّا كل العالم المُتبقّي في آسيا وأفريقيا وغيرها من الدول فهو يُشكّل ادغالاً وغاباتٍ مُتوّحشةً فيها الكثير من الذئاب (والحيوانات لم يقلها إنّما هو يفكر كذلك؟!) التي لن تتورّع عن غزونا عاجلاً ام آجلاً ؟!. وقد أشار بوريل للدبلوماسيين الذين يتخرّجون على يديه انه على "البستانيين" (المواطنين) الذين بنوا هذه الحديقة أن يقوموا بغزو هذه الغابات الموجودة من حولهم والتمدّد فيها والسعي للسيطرة عليها لكي يضمنوا تفوّقهم وتقدّمهم وازدهار حديقتهم!؟ (وهذا هو تاريخهم المشرّف الذي يتغنّى به البعض عندنا؟!).

وقد شكّلت تصريحات بوريل صدمة كبيرة للكثير من الاعلاميين والدبلوماسيين والمسؤولين في الاتحاد الأوروبي وفي كلّ أنحاء العالم، إذْ أنها تخرج ‏ على لسان "اكبر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي" و تدلّ على "عنصرية فائقة" وعلى تطرّف أعمى وعلى الخلفية التي أتى منها ويتخرّج عليها قادة اوروبا بشكلٍ عام، علماً ان بوريل كان يَسارياً ومسؤولاً في الحزب الاشتراكي الإسباني.

‏وهي تدلّ على القيم الموجودة في اللا -وعي الأوروبي، والخلفية العنصرية البربرية، الوحشية والحقيرة التي تتحكّم بعقول وتصرّفات كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي وزعماء معظم دوله، وقد حاول في نهاية حديثه شدّ العصب الأوروبي عبر الإشارة إلى أنه على أوروبا أن لا تمشي بشكلٍ أعمى وراء أمريكا ‏لكي تُشكّل قوتها السياسية والدفاعية والاقتصادية الخاصة بها (وهذا ما قد يتسبب لاحقاً بطرده قريباً من موقعه كما اعتقد!؟). ولذلك فقد أثارت هذه التصريحات جملة من ردّات الفعل العنيفة اوروبياً اولاً وعالمياً وعربياً ايضاً، لدرجة أن الإمارات العربية المتحدة استدعت سفير الاتحاد الأوروبي لديها وأبلغته الإدانة الكاملة لمثل هذا الكلام العنصري.

‏واكمل حديثه بأنه لديه قناعة بأن بوريل يتحدث عن قناعات زعماء الحكومات الإستعمارية الأساسية في كل من فرنسا، بريطانيا وألمانيا التي تعتبر بحسب رأيه قوة الدفع الأساسية للإتحاد الأوروبي، ولو أنّ بريطانيا خرجت مؤخّرا من هذا الاتحاد.

‏واكمل حمادة أن هذه الدول معروفة انها تتحكّم فيها عنصرية مُتجذرة للعرق الأبيض المُميّز بحسب بوريل.

واضاف حمادة ان أوروبا أصبحت اليوم "فاقدة للسيادة" لأن الأمريكي ومن خلفه اليهودي- الصهيوني دخل في كل مفاصل هذه الدول واصبح يتحكّم ومنذ فترة طويلة بكل مؤسّساتها وقطاعاتها وفي كل قراراتها السياسية والإقتصادية وفي كل تفاصيل توجيهاتها الإجتماعية والثقافية والفكرية وفي كل شيء فيها.

و‏أعطى مثالاً على ذلك رئيسة وزراء بريطانيا "ليز تراس" التي استقالت من منصبها منذ ايام والتي إعلنت بصراحة كاملة ودون اي تردد "إنني أنا صهيونية كبيرة"... على أمل أن تنال الحماية من اللوبي الأميركي-الصهيوني الذي أوصلها إلى الحكم، ولكنّها سقطت في النهاية، لأنها فشلت فشلاً ذريعاً في محاولات الإنقاذ والخلاص من الأزمة الإقتصادية الخطيرة التي تتخبط بها بريطانيا وبالتّالي تخلّى عنها هذا اللٍوبي وشكرها بايدن على خدماتها الكبيرة ولدعمها له في حرب روسيا-اوكرانيا.

أعطى مثالاً على بلاهة بعض حكّام الغرب اذ قال إنّ رئيسة وزراء بريطانيا "ليز تراس" كانت قد صرّحت وببلاهة وغباء قلّ مثيلهما انها من المُمكن أن تضغط على الزر النووي إذا ما احتاج الأمر للدّفاع عن بريطانيا اذا ما تطوّرت الخرب في اوكرانيا ونسيت كلياً ان هذه الحرب هي حرب تحصل على الأراضي الأوروبية و أنها سوف تدمّر أولا وأخيراً كل اوروبا وستكون تداعياتها كارثية على كل القارة بما فيها بريطانيا العظمى؟!.‏ كما اعطى مثالاً آخر على بلاهة هؤلاء، اذ قال بأنّ وزيرة الخارجية الألمانية التي لا تعرف ابداً شيء عن جفرافيا هذا العالم وهي جاهلة بالكامل وزوّرت شهادة الدكتوراة ... وصلت إلى الحكم عبر انتمائها إلى "حزب الخضر" بالرغم انها مُلاحقة وعليها الكثير من الدعاوى القضائية والمحاكمات الكثيرة لأنها زوّرت في اطروحة الدكتوراه ونقلت معلومات من إحدى الصديقات لها، لكنّها و بسحر ساحر وصلت إلى أعلى سلّم "حزب الخضر" وإلى ان تصبح احد الأمناء العامين له، و أن تصل فيما بعد إلى تولّي منصب وزيرة الخارجية في المانيا، وهم يعدّون العدّة-أي اللوبي الأمريكي الصهيوني- لإيصالها لكي تكون "مستشارة" في ألمانيا في السنوات القادمة. ‏

‏واكمل حمادة بأنه بعد التحرّر الأول (لدول العالم الذي كان مُستعمراً) من الإستعمار الفرنسي، البريطاني، الهولندي، الأسباني والإيطالي وإنحسار هيمنة تلك الدول الإستعمارية على خيرات دول العالم المُستعمَر ومقدّراته وثرواته، فإن حكّام هذه الدول لم يتغيروا ولم يتقبّلوا هذا التغيير، واستمرّت عندهم هذه النزعة الإستعلائية، الإستعمارية والتوسّعية ولو بأشكال مختلفة.. وأنهم حاولوا ونجحوا بذلك عن طريق السيطرة على انظمة الحكم في معظم الدول التي كانوا يستعمرونها في افريقيا واسيا وغيرها من القارات ومنها لبنان بكل تأكيد.

وانّ فقط المارشال شارل ديغول كان لديه نزعة مُخالفة لذلك ومحاولة للتخلّص من هذا التأثير الأمريكي فخرج من حلف الناتو وتحاور مع عبد الناصر وتواصل معه سرّاً وقال له انت قدوتي وانا فخور بصداقتي معك بحسب بعض الوثائق السرّية التي تحدّث عنها حمادة... لكن ديغول دفع بسرعة الثمن ودُفِع الى الخروج من المشهد السياسي الفرنسي وحصلت من بعده الثورة التي دمّرت القيم والاخلاق والأسرة والمجتمع في فرنسا بحسب حمادة.

واكمل حمادة : لكن اميركا وبطُرق مُتعدّدة نجحت لجعل "كل زعماء اوروبا دُمى طيّعة في ايديها" تلعب بها كما تشاء وساعة تشاء، وهذا صحيح في مختلف الدول الأوروبية وخاصة في الدول الثلاثة التي ذكرها في بداية حديثه. ‏واكمل حمادة بأن اليمين المُتطرف وبعض الأحزاب القومية كانت ممنوعة ان تصل الى السلطة ومُحاربه الغرب حتى وقتٍ قريب، لأنها ضد السيطرة الأميركية واللوبي اليهودي، ولديها موقف نقدي رافض للممارسات الإسرائيلية ولسياساتها ولكل الإضطهاد الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني ولممارسات الغرب في سوريا وليبيا واليمن والعراق او غيرها من الدول، ولديها موقف ايضاً ضد الهيمنة الأميركية والحلف الأطلسي، ومُؤخراً ضد توريط اوروبا في حرب طاحنة مع روسيا هي تحصل على اراضي اوروبية وسوف تدمّر كل اوروبا وإقتصادها ومدنها والمستفيد الوحيد منها هو اميركا التي عرفت كيف تكسر الإتحاد الأوروبي وتدّمر إقتصاده وتعيده عشرات السنوات الى الوراء من خلال هذه المؤامرة التي تضرب من خلالها روسيا ايضاً لكي تتفرّغ للصين لاحقاً.

‏واكمل نحن في لبنان والعالم العربي نمشي مع لعبة الإعلام الغربي الوقح والمنحاز ونشيطن هؤلاء، ولكن علينا مراجعة حساباتنا في هذا السياق، وعلينا كنخب وكمثقفين في العالم العربي أن نوطّد علاقاتنا مع هذه الأحزاب وان نتحاور معها لأنها مضطهدة في اوروبا واسباب ذلك معروفة وفي اوّلها لأنها تفضح السيطرة الأميركية الصهيونية.

واكمل أن هناك قوى حيّة ونشيطه ومقاومة في كل الدول الغربية في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وهي قوى موثوقة ومستقيمة يجب علينا أن نقيم علاقات مهمه معها.

وسخر حمادة من إعلامنا في لبنان الذي يطبّل ويزمّر لبعض الكُتّاب والفلاسفة الغربيين المشبوهين والذين يدّعون أنهم من روّاد حوار الحضارات والدفاع عن قيم التحرّر والحرية والازدهار وغيرها مثل "برنار هنري ليفي" واسف لذلك واتهمه وامثاله بالتافه والحقير؟!.

‏وبخصوص الحرب الروسية-الاوكرانية، قال حمادة أنا ارفض قطعياً أن يُصوّر الإعلام هذه الحرب الدائرة حالياً في أوروبا بأنها حرب روسية-أوكرانية، بل هي حرب روسية- أطلسية بإمتياز. وسوف تظهر قريبا الآثار الكارثية لهذه الحرب على القارة الأوروبية التي ستزيد فقراً وسوف تعود اوروبا قريباً إلى عصور الفقر والجوع والبؤس والإنحطاط وستستعر فيها الصراعات والخلافات بين مختلف شعوبها وستتحقّق مقولة الرئيس ماكرون ان عصر الرخاء والإزدهار قد انتهى وان علينا ان نتقبّل الأسوء في الأيام القادمة.‏

وآسف ايضاً حمادة للتعاطي الإعلامي المُنحطّ عندنا في لبنان وفي معظم الدول العربية وفي مختلف دول العالم، وأشار إلى أن الشرطة الفرنسية مثلاً سحقت منذ سنوات بقوة قلّ نظيرها كل من نظٍموا او قاموا بتظاهرات "السُّتر الصفراء" في فرنسا. فقد تعاملت معهم الشرطة الفرنسية بهمجية ووحشية واستعملت كل انواع القوة وقُتل الكثير منهم وتمّت إبادتهم دون ان يتكلّم احد عن قيم الحرية والعدالة والمساواة وما الى ذلك، ولم تشهد بيروت وغيرها من الدول مظاهرات إحتاجاجية على ذلك او للتضامن مع هؤلاء المتظاهرين. واكمل ان الشرطة الألمانية أو البريطانية او الأمريكية تتعامل بشدة وبقوه وشراسة كبيرة مع كل من يقوم بأعمال الشغب في تلك البلاد-لكن الإعلام عندنا وفي كل دول العالم وخاصةً جريدة النهار مثلاً ؟!-استيقظ وقامت قيامته ولم تقعد عندما حصل ما حصل من الوفاة المؤسفة للفتاة من الأصول الكردية في ايران والتي توفيت بشكلٍ طبيعي كما رأينا على الفيديوهات التي شاهدناها جميعاً اثر ذبحة قلبية أو أزمة قلبية... وحصلت المظاهرات في كل انحاء العالم لنصرة قضيتها؟!

‏واستطرد حمادة بالقول بأن النظام اللبناني هو نظام حقير عميل للخارج لأنّ السياسيين عندنا بمعظمهم حقيرين وعملاء للخارج و لأوروبا وأمريكا (وبالتالي للوبي الصهيوني بشكل غير مباشر؟!) وهم يتآمرون على شعب هذا الوطن وأوصلوه الى هذه الحالة المزرية في قعر جهنم...ونلاحظ ذلك يومياً عبر ممارساتهم وتعاطيهم مع مسؤولي اوروبا واميركا..فوزيرة الخارجية الفرنسية التي أتت إلى لبنان مؤخّرا أدلت بتصريحات وبّختهم فيها بشكلٍ علني وأمام كل وسائل الإعلام دون أن يتحرّك احد‏ منهم ودون ان نسمع صوت احد منهم يعترض على ذلك، وكان مسؤولين اوروبيين وفرنسيين قد قاموا قبلها بذات الممارسات، دون ان يفتح احد من الزعماء فمه؟! ونحن نلاحظ كيف ان السفراء الأمريكيين او الاوروبيين يستدعون هذا وذاك وهم يتدخّلون في كل شاردة وواردة في لبنان دون أن يتكلم احد عن هذه الممارسات الغريبة العجيبة التي لا تحصل إلّا في لبنان.‏

وقال حمادة كيف يقبل حكّامنا أن يكونوا دُمىً في إيدي الأوروبيين والأمريكيين علماً أن الأوروبيين أنفسهم يعترفون بأن تاريخهم قائم على المجازر. وهنا ذكر حمادة كتاب لكاتب إنجليزي اسمه Keith Lowe تحت عنوان "اوروبا البربرية" او "l'europe barbare"، وقال ان هذا الكاتب الغربي يقول في كتابه ان تاريخ اوروبا قائم اصلاً على ثلاث صفات متأصّلة في شخصية كل اوروبي وهي : "قاتل سارق وكاذب". والسرقه هنا لا تعني فقط سرقة خيرات وثروات الشعوب والبلاد التي استعمروها واستمروا بسرقتها بعد زوال الإستعمار بطرق اخرى، كما في لبنان وغيره من الدول عبر دعم انظمة حكم فاسدة فاشلة هدفها الولاء للغرب من اجل البقاء ، إنّما أيضاً وهذا الأخطر سرقة الأدمغة وهجرة العقول، بحيث أنهم يدفعون لإشعال الفتن والحروب والازمات هنا وهناك في دول العالم الثالث من أجل استقطاب الأدمغة وجلبها لبلادهم. ‏وقال انظروا إلى مراكز الأبحاث في أوروبا وأمريكا، فهل هي تقوم دون وجود اللبنانيين والسوريين والمغاربة والجزائريين والعراقيين والهنود والصينيين والباكستانين وغيرهم وغيرهم؟! وهل كانت هذه المراكز لتقوم لولا التعب والجهد الهائل والأبحاث التي يقوم بها هؤلاء؟

‏واكمل حمادة بأن الغباء والبلاهة عند حكام ألمانيا حالياً جعلهم يقومون بحماقة كبيرة، فكيف لألمانيا وهي الدولة الصناعية الكبرى التي تتّكل بشكل شبه كامل على الإمدادات الهائلة من الطاقة من روسيا، أن تأخذ هكذا خطوات وخاصه خطوة مقاطعة روسيا مع بداية الحرب الروسية-الأوكرانية. فهم فعلوا ما قام اهل الغباء ايضاً عندنا في لبنان عندما بادروا لقطع العلاقات مع سوريا، وهل يمكن ل لبنان ان يعيش من دون سوريا ولألمانيا ان تعيش من دون روسيا لأسباب واسباب واسباب؟!؟!

واضاف حمادة ان الأمريكي يريد تدمير أوروبا وروسيا في ذات الوقت وهناك من خلال الإعلام حالياً حالة اغتصاب عقلي بشكلٍ لا حدود له.‏فالحقيقة هو يجب القول بأن الأوروبي هو حالياً في حالة حصار ويعيش وكما اسرّ بوريل في داخل "ستار حديدي" وهذا "الحصار" والستار الحديدي هو في الحقيقة عكس "الحديقة الغنّاء" التي تكلم عنها بوريل فهو مجنون مهووس ولا يعيش في عالم الواقع. وهذا الستار الحديدي هو صناعة مؤامرة تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الصهيونية، واضاف انه عندنا في الشرق نعيش حالياً حالة الرفاهية والازدهار والتقدّم (إيران نموذجاً في تقدّمها في كل المجالات الصناعية والطبية والأبحاث وغيرها..) رغم كل محاولات التضليل الإعلامي الذي يقومون به ورغم كل ما يحاول أن يصوره الإعلام لكي يؤثّر على الرأي العام لكي يبقى مشدود لحضارة الغرب وقيمه؟!. وانتقد مرّة اخرى الدور المشؤوم والمشبوه الذي يقوم به الإعلام في لبنان ووصفه بأنه يلعب حكماً دور "الطابور الرابع" نسبة إلى مصطلح "الطابور او الصف الخامس" الذي يلعب دور خبيث لزيادة التشرذم والتوتر والنزاعات بين الأفراد والشعوب. وإشار ايضاً إلى ان هناك ايضاً "الطابور السادس" وهو طابور المنظمات الإنسانية الدولية ال NGOs، التي اتت الى لبنان تحت ستار العمل الإنساني والمساعدة على الحوكمة الرشيدة والتسويق لقيم الحرية والديمقراطية وغيرها... بحيث انه اصبح من السهل على شبابنا حالياً قبول تلقّي الأموال من هذه المؤسسات الدولية التي تأتي إلى لبنان من أجل-كما يدّعون الأعمال الإنسانية ومساعدة النازحين وغيرهم ولترسيخ قيم الحرية والديمقراطية وغيرها- لكنهم في الواقع يأتون للقيام بأعمال مشبوهه في اغلب الأحيان ( دعوة النواب التغييرين لتبنّي المثلية مثالاً!؟). وقد رأينا ما حصل عبر ثورة 17 تشرين 2019 والتي دخلت فيها هذه المنظمات الدولية المشبوهة حتى العظم ونخرتها نخراً، بحيث أوصل ذلك إلى الندوة البرلمانية نواب كُثر لا طعم لهم ولا رائحة من أمثال مارك ضو كما قال حمادة، وهو رجل‏ اعمال يملك العديد من المؤسسات وشركة للنفط والمحروقات، والذي وصل بفضل دعم هذه المؤسسات ويقوم اليوم بدور تخريبي لا مثيل له.

وهناك مثال آخر على الكذب والنفاق والتضليل الإعلامي الأميركي والغربي وعلى استغبائهم للشعوب، فقد مَنحت الأكاديمية الملكية السويدية في هذا العام (٢٠٢٢)، جائزة نوبل للاقتصاد الى "بن برنانكي"، الحاكم السابق للإحتياطي الفدرالي الأميركي، ومواطنيه دوغلاس دايموند وفيليب ديبفيغ؛ تقديرا لأعمالهم على صعيد الأزمات المالية والمصارف. وعندما ننظر في تاريخ هذا الرجل فنجد ان هناك في السابق بحقّه دعاوى إختلاس واختفاء لمبالغ تصل ال ١٦ الف مليار دولار اميركي؟! وعندما تمّ استجوابه في السابق من طرف القضاء الأميركي كيف اختفت هذه الأموال قال بكل بساطه لا أعرف؟! وعندما سألوه لا تتذكر اسم اي مصرف اميركي او عالمي إستفاد من هذه الأموال؟! قال بكل برودة لقد نسيت؟! وبعد شهرين تحديداً من ذلك تم التجديد له مرة‏‏ ثانية كحاكم للإحتياطي الفدرالي في أمريكا؟! فما هذا الكذب وما هذا النفاق؟! وهل اميركا هي مثالنا الأعلى واين العدالة والمساواة فيها حيث انه على سبيل المثال لا الحصر فقط يعيش فيها حوالي ٤٠ مليون إنسان في الشوارع بلا سكن وبلا طعام وبلا دواء ولا حمامات ولا بنى تحتية؟!

وختم حمادة المقابلة بقوله ان الحصار الحديدي هو هناك والعالم الحرّ هو هنا؟! الحصار الحديدي هو الحصار الإسرائيلي الأمريكي الذي يقمع ويقتل ويسجن كل من يجرؤ على التفوّه بكلمة ضد اللوبي اليهودي تحت عنوان "قوانين معاداة السامية" فهل يجرؤ اي فرنسي او الماني او بريطاني على انتقاد شناعات وممارسات اسرائيل وإجرامها منذ قيام هذا الكيان الغاصب، وما هو مصير من يقوم بذلك ونعرف انهم يكمّون افواه كل هؤلاء ...واعلامنا يلعب الدور المشبوه في تشويه الحقائق ولا يكشف جيداً دور ال NGOs التي دخلت إلى لبنان تحت عباءة العمل الإنساني والإجتماعي ومحاربة الفساد.. لكنها اتت في الحقيقة لضرب المجتمعات والشعب اللبناني بحجّة أن الدولة اللبنانية تسرق وهي فاسدة وناهبة لكل شيء، مستطرداً نعم النظام و أركان النظام هم من يسرقون وينهبون بلا شك، ولكن هذه المنظّمات استُعملت لشراء الذّمم ولتغيير الرأي العام وخرق المجتمع وحرفه عن القضايا الأساسية وخاصة قضية فلسطين وغيرها من القضايا العادلة...

فكفى تهبّل وخداع ! وقد صدّق الناس أن هناك ثورة؟! لكن كان هناك عملية استغلال كبير للناس ومحاولة التفاف على القوى المقاومة والحية عندنا ولو ان المطالب الإصلاحية التي خرج الناس لأجلها كلها مُحقّة ولكن ذلك كان ستار للأنقضاض على شريحة واسعة من الشرفاء في لبنان؟!

واضاف حمادة ان أوروبا سوف تخرج خاسرة ومدمّرة كلياً من هذه الحرب... واما أمريكا فالشعب الأمريكي سيخسر أيضاً ولا يظنن احد انه إذا حققت الشركات الكبرى العابرة للحدود او تلك المسجلة في الولايات المتحدة والبنوك والمؤسّسات المالية وشركات الأسلحة أرباحاً هائلة فإن ذلك سيعود بالرخاء والنعيم والازدهار على الشعب الأمريكي ؟!

وختم حمادة بتوجيه التحية الى روح الشهيد البطل "عُدّي التميني" الذي سطّر اروع مشاهد البطولة والعزّة والكرامة والفداء لأرض فلسطين وقال انه في النهاية من لا ينتصر لفلسطين لا يجب أن نقيم أية علاقة معه، ومن يقيم قيمة لنضالات أهل فلسطين ولتضحيات شعب فلسطين نحن معه ومن مؤيديه ويجب علينا القيام بهذا التنسيق مع كل القوى التي تتبنّى ذلك؟!

نحن مع فلسطين وهي المعيار الأساس في علاقتنا، ويجب علينا أن نقيم علاقاتنا مع الأحزاب والحركات والمنتديات السياسية والثقافية وحركات النضال في كل انحاء العالم من خلال مقياس فلسطين فقط؟!


المصدر: موقع إضاءات الإخباري