بعد أكثر من أربع مائة عام من الِاحتلال التركي وأربعة عقودمن الِاحتلال الإنكليزي الفرنسي لبلادنا،وبعد أربعةٍ وسبعينَ عاماً من الِاحتلال الصهيوني لفلسطين،نحنُ الآن، في العام 2022، بألف ألف خيرٍ، عمَّا كُنا عليه قبل عقود، حتى لو لم نتحرر جميعنا، وبالرغم من بقاء أغلبية أنظمتنا العربية عبيداًللأمريكان والأوروبيين إلَّا أننا حقاً بألف خير.
إن المتغيرات التي حصلت على مستوى إنتفاضةبعض الشعوب العربية مثل انتفاضة الشعب الفلسطيني البطل، من غزة حتى الضفة، وانتفاضةِ الشعبِ اليمني الحُرِّ الأبيِّ الجريءِ الشجاع، وانتفاضة جزءٍ من اللبنانيين الشرفاء، بوجه إسرائيل، وقيامة الشعب العراقي الأبيّ من جديد، والأهمُّ من كلِّ ذلك إنتصارُ ثورة الإمام الخميني العظيمة التي دعمت كافّة قضايانا، وساندتها، ولقّنت الأعداء دروساً كثيرة لم يكونوا يسمعون بها من قبل؛ وبعدما كانت الأُمَّة العربية مستثناةً من الِاحترام لدى الغرب، وعندما كنا عبارة عن عبيد وعمال وجنود لدى المستعمرين،أصبحنا اليوم ورقة الضغط القاتلة على الأعداء، وعلى رأسهم الكيانُ الصهيونيُّ الغاصب،
أصبحنا عندما نتحدث يُستَمَع إلينا، و يُصغي أعداؤنا بِاهتمامٍ لِما نقول؟ أصبحنا نقلقهم، بإشارة واحدة من إصبعِ الأمين العام لحزب الله تقوم الدنيا ولا تقعُد في إسرائيل والغرب،أصبحنا عندما نُهَدِّد يؤخذ بتهديدنا، وعندما نضرِب نؤلمهم وبعدما كنا نهاب مواجهتهم أصبحنا نشتاقُ إليها، إيران صعقت أميركا في قاعدة عين الأسد في العراق بثلاثة عشر صاروخاً ولم تتجرَّأْ على الردّ، وحزبُ الله حطَّمَ أُسطورة الجيش الذي كان لا يُقهَر فقهرهُ،
وأنصارُ اللهِ مرَّغوا أنف ثماني عشرة دولةً برمال الصحراء الملتهبة،والحشدُ الشعبيُّ العراقيُّ حطّمَ أُسطورة السعودية وقطر والإمارات وأميركا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل بسحقهِ لداعش.
في سورية، أسدُ الشام إنتصرَ على أكثرَ من ثمانين دولةً بجيشهِ وشجاعتهِ، وحطَّمَ أحلام السلطان التركي بالصلاة في المسجد الأموي بدمشق،
مِحوَرٌ عظيم قائم، من طهران حتى فلسطين، قَلَبَ موازين القوة في الشرق، وأصبحَ صاحب الكلمة العُليا، فكيف بعد كل هذه التحوُّلات سوف نهابُ أحدا؟
وليس من المعقول أن يحصُلَ ذلك.
لا يا سادتي، نحنُ بألفِ ألفِ خير، فالقادة العِظام الّذين يقودون سفينةَ مقاومتِنا ليسوا عبيداً للأمريكان، ولا هم عملاءُ ولا طُلَّابُ سلطةٍ أو مالٍ أو جاه،بَل هم طُلَّابَ شهادةٍ وانتصار.
من بيروتَ سماحةُ السيد حسن نصر الله؛ حفظه الله، من دمشقَ الرئيسُ بشارُ حافظ الأسد؛ من اليمن السيد عبد الملك الحوثي؛ من العراق صاحبُ الفتوى الكفائية، السيدالسيستاني حماه الله؛ وفي إيران الطود العظيم ... الجمهورية الإسلامية العظيمة، إمامُنا المُفَدَّى الخامنائيُّ العظيم وفي فلسطين رجالٌ عاهدوا صدقوا، وقادةٌ ومجاهدون أبطال، كيفما مدوا أيديهم ينالون الثريَّا.
فتحيةً لكل مجاهدي الحق في الأرض، وإلى شعوبنا نقول: لا تقنطوا من رحمة الله، إنّهاواسعةٌ،وأنتم بألف خير.



