كتب الأستاذ محمد محسن عن فشل أمريكا في حربها الأوكرانية وعن أفول نجمها.
مقالات
كتب الأستاذ محمد محسن عن فشل أمريكا في حربها الأوكرانية وعن أفول نجمها.
7 تشرين الثاني 2022 , 17:41 م


كتب الأستاذ محمد محسن.

حرب عالمية ثالثة، بدأت على الميــدان السوري، ولن يكون الميدان الأوكراني ميدانها الأخير

كيف ستكون عليه العـــــلاقات الأوروبية ــ الأوروبية، والأوروبية الأمريكية بعد الحرب الأوكرانية؟

كيف ستتلقى أمريكا، نتائج الحرب الأوكرانية المخيبة، وهل ستتابع حربها ضد الصين؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثلاثة أسئلة تُشغل بال كل مهتم، وكل انسان يتابع مسار الحرب العالمية، التي تعتبر الأرض الأوكرانية أرض المواجهة الرئيسية، الدائرة الآن بين أوروبا كلها وأمريكا من جهة، وروسيا من جهة أخرى، ولكن لكل دول العالم دور فيها بل وموقف.

ولكن على التاريخ وهو يسجل أن الميدان الأوكراني هو ميدان الاشتباك الأكبر بين القطبين، أن لا يغفل دور الميدان السوري الذي هو أرض المواجهة الأولى، وأن الصمود السوري، هو الذي جرح ونال من الهيبة الأمريكية، كما أغنى التجربة الروسية العسكرية، وهيأ جميع المناخات لمواجهة الحلف الأمريكي ــ الأوروبي.

وهذا يعني أن الحرب العالمية تتفاعل في كل بقاع الأرض، وأي انتصار لأي حركة من حركات التمرد ضد الوصاية الغربية، في أي بقعة من بقاع الأرض هو دعم كمي، يضاف إلى جهود القطب الشرقي، الذي تُشَكِّلُ روسيا رأس الحربة فيه.

وسيمثل الانتصار الروسي المؤكد في أوكرانيا، وقع الصاعقة التي ستقصم ظهر القطب الأمريكي، ولكن ليس من المعقول، أن تستسلم أمريكا للخسران المهين، بل قد يدفعها لارتكاب حماقات، واشعال حروبٍ في مناطق أخرى من العالم.

ولكن هذا الخسران سيدفع أمريكا للتفكير الجدي، بالكيفية التي ستواجه بها الصين العدو الأول والأهم لأمريكا، والتي كانت تُعِدُّ العدة لتلك الحرب، قبل تفجر الحرب الأوكرانية مع الروس، معتقدة أن الحرب في بحر الصين هي الحرب الأساس، لأنها الحرب الفصل، التي ستضع حداً للصعود الصيني بصفتها المنافس الجدي لهيمنتها القطبية.

ولكن من البداهة أن تشكل الحرب الأوكرانية، التي قدمت فيها أمريكا مع محورها الأوروبي، كل طاقاتهما المادية، والعسكرية، درساً مخيباً لهما من جهة، ودافعاً لهما من جهة أخرى، لسد الثغرات، وأخذ الدروس، من هذه الهجمة الخاسرة مع روسيا.

وستسأل أمريكا نفسها قبل القيام بأي استفزازات للصين، ما هو الموقف الأوروبي من حربها المتوقعة مع الصين، وهل ستقف أوروبا معها ومن خلفها، كما كان واقع الحال في الحرب الأوكرانية؟

أم أن هناك بعد التباينات في المواقف؟

مما لا شك فيه أن التجربة المخيبة، التي أقدمت عليها أوروبا، في اندفاعاتها غير العقلانية وراء أمريكا، في انخراطها الكلي في حرب ليست حربها، بل وكأنها تحارب نفسها، لأنها أضرت كثيراً بمصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، من خلال إقامة عداوة مع شريك اقتصادي هامٍ وأساسي، كان يجب أن يكون صديقاً.

كل هذا سيجعل التضامن الأوروبي ــ الأمريكي في أي حرب قادمة مع الصين أمراً مشكوكاً فيه، بل ستظهر مواقف معارضة للحرب، وغير متضامنة مع أمريكا، وقد تكون ألمانيا ومن ورائها فرنسا على رأس تلك الدول المعترضة، والمتمردة.

وهذا سيقود حتماً إلى تهتك وحدة الصف الأوروبي، وخروج متدحرج من حلف الناتو، لثبوت عدم جدواه، بل وتحميل أمريكا جميع الويلات التي ألمت في المجتمعات الأوروبية، من ارتفاع في الأسعار، ومن تظاهرات على جميع الأراضي الأوروبية تلعن هذا التحالف، وترفع شعارات معادية لأمريكا، ومطالبة بالتصالح مع روسيا.

وستبقى بريطانيا الدولة الأوروبية الوحيدة، الحليف التاريخي مع أمريكا، وستخرج على الاجماع الأوروبي، كما خرجت من الاتحاد الأوروبي. عندها ستحاول أمريكيا تعويض خسارتها التحالفية، من خلال تمتين العلاقات مع الدول المتعادية مع الصين، والظهور بمظهر الحامي لتايوان الصينية.

ولكن ومهما كان الاشتباك بين أمريكا والصين تصادمياً، أم سيبقى في إطار التهديد وعرض العضلات، المنطق يقول:

انه زمن السقوط الأمريكي، أو لنسميه تبسيطاً، زمن الانكفاء الواسع للهيمنة الأمريكية، زمن التوازن القطبي.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري