كتب الأستاذ موسى عباس:
الجائزة الكبرى للكيان الصهيوني التي لم يكن يحلُم بها تدمير سوريا بتواطؤ مكشوف أمريكي تركي صهيوني أعرابي، يتحمّل المسؤولية الكبرى النظام السابق الذي رفض الردّ منذ أوّل اعتداء وخضع كما قيل للإملاءات الروسية بعدم فتح جبهة مع الكيان الصهيوني وأسقط قاعدة :
" أنّ أفضل وسيلة للدّفاع هو الهجوم"
ومن المؤكد أنّ الرّوس يتحملون جزءاً من المسؤولية لأنّهم في علاقة استرتيجية مع سوريا من خلال المعاهدات الموقّعة بينهم ، ولكن يبدو أنّ الرّوس باعوا سوريا علّ الرئيس الأمريكي ترامب يببيعهم "أوكرانيا" بالمقابل.
وكانت النتيجة سقوطاً مدوّياً وإعادة سوريا مائة عام إلى الوراء بعد قيام الكيان الصهيوني باحتلال مئات الكيلومترات المربّعة من الأراضي السوريّة بما فيها قمّة جبل حرمون وبعد تدمير مختلف أصناف القوّات العسكرية السوريّة البرّة والبحريّة والجوّية ومراكز الأبحاث العسكري والمدنية ومراكز التصنيع العسكري واغتيال العلماء.
سقطت سوريّا وقبلها النظام ومعها المعارضة العلمانية والدينيّة.
والكارثة الأعظم قادمة إن لم تتدارك القيادة العراقية وقيادة ما تبقى من محور المقاومة ،من الواضح أنّ ثاني مدماك (قطع وبتر حلقة أساسية من حلقات سلسلة محور المقاومة عبر تدمير سوريّا الأمر المُمهِد لقيام(اسرائيل الكبرى) وقد نجح الصهاينة في توطيده.
كان الأوّل نجاح الإستخبارات العالمية في اغتيال قائد المقاومة وعقلها المُدبّر سماحة السيّد حسن نصرالله رضوان الله تعالى عليه والذي شاركت فيه عشرون دولة منها أربعة عربيّة وباعتراف خبراء أمريكيين وبريطانيين
وبمشاركة عشرات الأقمار الصناعية وأحدث بوارج تكنولوجيا الإتصالات والذكاء الإصطناعي.
ربّما بعد سنوات عدّة سيتم كشف حقيقة المُخطّط الذي تديره غرفة عمليّات استخباراتية مشتركة صهيونية (أمريكية أوروبية تركيّة عربية)سقط في حبائلهم عدداً من ضعاف النفوس في لبنان ممّن كان لهم الدور الأساس في نجاح عمليّات الإغتيال الفردية لقيادات المقاومة وعلى رأسهم السيّد نصرالله والجماعية (البيجر) وأجهزة اللاسلكي.
من الواضح والمؤكد ايضاً أن الصهاينة من خلال سيطرتهم على ( القمم الأربعة لجبل الشيخ "جبل حرمون " التي يتراوح ارتفاعها بين اعلى قمّة 2814 متراً إلى 2154 متراً ومن المعلوم أنّ ذلك سيمكنهم من رصد أي تحرك في دمشق و كامل سوريا وصولاً إلى الحدود التركية والعراقية، ووصولهم إلى مسافة قريبة من الطريق الدولي الذي يربط دمشق ببيروت ) يسعون إلى إحكام محاصرة المقاومة في لبنان من جميع الجهّات في الوقت الذي تحاصرها بحرياً بمشاركة البحرية الإلمانية والأمريكية والبريطانية
وسيتحيَّن الصهاينة فرصة مناسبة لمعاودة الهجوم على لبنان، وهم استغلوا وقف إطلاق النار للدخول إلى مناطق كانت المقاومة قد منعتهم من الدخول إليها أثناء القتال ويقومون بتفجير وتهديم المنازل والمساجد وبتجريف البساتين والغابات تحت مرأى قوات الأمم المتحدة واللجنة الأمريكية الأوروبية التي كّلّفت بتنفيذ وقف إطلاق النار . والإحتمال كبير بأن الكيان الغاصب سيعاود الهجوم على لبنان قبل مهاجمة إيران التي سيشغلونها بدايةً باضطرابات داخلية ومن على حدودها مع جيرانها (تحريك الجماعات التكفيرية في تلك الدول وإدخالها عبر الحدود لمهاجمة المواقع الإيرانية) بالتزامن مع العمل على تدمير الحشد الشعبي العراقي بالتعاون مع المنظمات التكفيرية التي يعمل الأمريكان على إعدادها لمباشرة الهجوم من داخل العراق وخارجه من الحدود السوريّة وبمشاركة الأكراد في شمال العراق الذي اصبح من أهم قواعد الموساد الصهيوني والمخابرات الأمريكية والبريطانية .
والخطوة اللاحقة ستكون العمل بجميع الوسائل وبالتنسيق مع الرئيس الأميركي "ترامب" لإسقاط النظام في إيران ولن يتورعوا عن القيام بأي عمل لجرّ الولايات المتحدة إلى حرب ضدّها بالتزامن مع الأحداث في طهران وغالبية المدن الإيرانية وعلى الحدود،
ويبدو أن التناقض قائم بعد انتخاب الرئيس الإيراني الجديد بينه وبين الحرس الثوري بخصوص السياسات الخارجية لإيران كم يظهر للمراقبين لا سيّما حول الصراع مع الصهاينة والملف النووي الأمر الذي يُشجِع ويُسهِل حشد القوى المعادية لتنفيذ خططهم أو هكذا يعتقدون.
أمّا اليمن فإنّهم يعِدّون له إعداداً خاصّاً للقضاء على أنصار الله عبر تجييش قوّات المرتزقة في الجنوب المدعومة من الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى جماعة حزب الإصلاح وانصار الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وبقايا القاعدة والأحزاب التكفيرية المدعومة من المملكة السعوديّة وبدعم بحري وجوّي من القوّات الأمريكية والبريطانية .
وإذا تحقّق لهم إسقاط إيران الثورة وتحجيم أنصار الله ،ستتاح لهم السيطرة على شبه الجزيرة العربية وتحقيق حلم الصهاينة العودة إلى المدينة المنوّرة وهذه المرّة ستكون بدعم وتمويل من الأنظمة العربية الحاكمة نفسها التي خاضت الحرب لسنوات مع التحالف ضد اليمن الذين يعتقدون أنّهم بذلك يرسون دعائم حكمهم،لكن في الواقع يعملون على حفر قبورهم بأنفسهم.
لكن هذا السيناريو الصهيوني لن ينجح طالما هناك من يقف في وجهه وعلى استعداد للقتال حتى آخر رمق ومهما بلغت التضحيات.