وطَن الأرز الذي نتغَنَّىَ بهِ كل شيء فيهِ مُزَوَّر، إبدأ من التاريخ وأسماء رجال الإستقلال وصولاً إلى عصر الفينيقيين الذي بدء من 2500 عام قبل الميلاد.
دائماً ما يحاول فريق لبناني طمس هوية لبنان العربية من خلال تسويقهم بأننا فينيقيين ولسنا عرب وأستمر الأمر لغاية توقيع إتفاق الطائف عام 1989 الذي أعترف بلبنان عربي الهوية والإنتماء في أول ضربة لرأس الأفعى الإنعزالية،
وعندما نآلَ لبنان إستقلاله عام 1946 وبدءَ اللبنانيون كتابة تاريخهم إستعان هؤلاء بمؤرخين من لون واحد أو لونين ذات إتجاه واحد فصنفوا البشر وزجوا بأسماء أشخاص تاريخهم حافل بالعمالة على أنهم كانوا من رجالات الإستقلال ومنهم بيار الجمَيِّل مؤسس حزب الكتائب اللبنانية وصنعوا تماثيل لبعض الشخصيات التاريخية كانت عميلة للإحتلالين التركي والفرنسي،
وغَيَّبوا بشكلٍ مقصود أسماء أشخاصٍ وشخصيات كانَ لها دور فاعل في محاربة المستعمر التركي والفرنسي مثل السيد عبدالحسين شرف الدين من جبل عامل، وأدهم خنجر وصادق حمزة وملحم قاسم المصري من بعلبك ويوسف حسن حميه من بعلبك أيضاً وتطول اللائحة، وهؤلاء جميعهم قاتلوا المحتل الفرنسي وناضلوا ضده لعقود من الزمن وتمت مطاردتهم وإعدام بعضهم وزج بعضهم الآخر في السجون، هؤلاء لم تذكرهم كُتُب التاريخ ولم يتحدث عنهم المؤرخون العملاء في محاولة مقصودة لطمس الدور الشيعي اللبناني في محاربة الإستعمار والإقطاع،
فإن كل مَن يحمل لقب شيخ وبيك ومير في لبنان ليسَ إلَّا واحداِ من وجوه الإستعمار المتبقبة فيه وتشارك في السلطة بقوة إرثها السياسي، فإن ألقابهم جميعاً منحهم إياها المستعمر التركي وأبقى عليها المستعمر الفرنسي بموجب إتفاق مع الحفاظ على مكتسباتهم المالية والسلطوية في مقابل خدمة المحتلين،
وإذا كانَ هؤلاء وطنيون كما يقولون فليرفضوا مناداتهم بألقابهن بدءََ من بيت جنبلاط البيك. إرسلان المير. الجميل الشيخ. فرنجيه البيك. حرفوش المير. وغيرهم من أصحاب الألقاب الشهيرة،
وهؤلاء بعضهم ينقل البندقية من كَتِف إلى كَتف بإستثناء آل الجميل الذين كانوا مع الصهاينة ولا زالوا معهم قلباً وقالب،
لبنان لن يتغيَّر إلَّا بقوة قاهرة وظروف مؤاتية حتى لو أصبح عدد مواطنين مليوني نسمة.
بيروت في...
8/11/2022