كتب الكاتب ابراهيم سكيكي :
مقالات
كتب الكاتب ابراهيم سكيكي : "آلامنا بسببكم..."
10 تشرين الثاني 2022 , 16:14 م


هل يمرّ مرور الكرام كلام مساعدة وزير الخارجية الأمريكية باربرا ليف؟

حيثُ قالت: لبنان مفتوح أمام كل السيناريوهات، بما فيها تفكك الدولة، وسيتحمل الشعب اللبناني مزيداً من الألم…

للأمريكيين نقول:

هل تركتم عضواً، في جسد الشعب اللبناني لم يصبه الألم؟

كلام باربراأعلاه،جاء في مركز ويلسون عن السياسة الأمريكية في لبنان، حيثُ بشَّرتنا هذه المسؤولة في مركز رفيع المستوى، بالدبلوماسية المُسْتَبِدَّة، بأنّ لبنان أمام سِناريوهات عدة، أحدها التفكك وهو الأسوء بينها، وقد تفقد قوى الأمن والجيش السيطرة، وتكون هنالك هجرة جماعية…

وحسب زعمها تخيّلت بأن البرلمانيين سيحزمون حقائبهم، ويسافرون إلى حيثُ أموالُهم وممتلكاتُهم في أوروبا.

وأضافت:بأن لبنان ستُمكِنُ بطريقةٍ مَّا، إعادةُ بنائه ونهوضُه من تحت الرماد!!

فهل هذا ما يُخطِّطُ له الأمريكيونَ لهذا اللبنانَ المنهكِ ... الوصولُ لِتَحْتِ الرماد؟

وحسْبَ قولِها سيُحرَّر لبنانُ من اللعنةِ التي يُمثلها حزب الله.

واعتبرت باربرا أنّ حزب الله يُشكل تهديداً (لنا) يعني للأمريكيين، ولجيران لبنان ("إسرائيل"أي فلسطين المحتلّة) وللبنانيين أنفسهم.

وهنا نسأل، كما يسأل الكثير من اللبنانيين: هل يمرّ هذا الكلام على رئيس الحكومة ووزيرالخارجية مرور الكرام، ولاتُسأل الدبلوماسية الأمريكية، سواء باستدعاءٍ أو بطلبِ توضيحٍ حول هذا الكلام الخطير؟

أم أنكم لا تجرؤون على ذلك؟

لايخفى على عاقل في هذا العالم أنّ حزب الله حزب لبناني يملك قوة كبيرة جداً، ولكنّه يعمل بضوابطِ دولة.

وهو أمر نادر في العالم، ما يلتزم به حزبٌ يُواجه غطرسة غربية ويُوضع على لائحةِ الإرهابِ الأمريكيّةِ الظالمةِ، في وقتٍ تصنع فيه أمريكا وأعوانها أمثال داعش وأخواتها، من المنظمات الإرهابية.

أما حزب الله فينال أعلى نسبةأصوات في انتخابات لبنان النيابية، إذا كنتم، كما تدَّعون، تُؤمنون بالتمثيل الحقيقي للشعوب، وهو لا يُشكل خطراً سوى على الكيان الصهيونيِّ، غير الشرعيّ وغير القانونيّ،وفي حال اعتدى على لبنان..

لبنان الذي تُريدونه ضعيفاً هزيلاً مقابل استراتيجيتكم بتفوق الكيان الصهيوني وإراحته من القلق الذي يعيشه، كيانُهُ المُصطنع، من تنامي قوةلبنان، من خلال المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة.

وهنا، نسأل القوى السياسية اللبنانية المُغرمةُ بأمريكا ودبلوماسيتها:

ما هو موقفكم من هذا الكلام الصادر من موقعٍ رسميٍ وليس صحفيّ؟

كمانقول لأمريكا والغرب: هل بهذه العقلية والخطط ترسمون سياستكم وصداقتكم، وتحفظون مصالحكم ومصالح الشعوب والبلدان التي لا يأتيها الخراب إلاّ بسبب أدائكم وسياساتكم ومشاريعكم الهدامة؟

وما تصنعونه في أوكرانيا وأوروبا المعرّضة شعوبها للموت، برداً وصقيعاً، بفعل هذه السياسات والخطط، إلاّ نموذجاً؟

فهل تعقلون، وتذهبون إلى تفاهمات وتسويات تريح لبنان والبلدان المتوترة والمشتعلة بنيران الصهيونيةالأمريكيةالغربية فهل تعقلون؟


المصدر: موقع إضاءات الإخباري