كتب الأستاذ محمد محسن عن الحرب الأطلسية الروسية ومآلاتها
مقالات
كتب الأستاذ محمد محسن عن الحرب الأطلسية الروسية ومآلاتها
10 تشرين الثاني 2022 , 16:50 م


كتب الأستاذ محمد محسن,, 

لن يخرج بوتن وريث الامبراطوريتين: القيصرية، والاشتراكية، إلا منتصراً، وسيرضخ الغرب

الشعوب الأوروبية ــ الأمريكية، بدأت بالتذمر، نتيجة الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي

بايدن الذي أشعل الحرب العالمية، ستُغَلُّ يده، بعد فوز الجمهوريين، في الانتخابات النصفية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع الإقرار أن الحرب ليست هينة على روسيا، لأنها تحارب القطب الأمريكي ــ الأوروبي، الذي يزيد على الخمسين دولة، مع مرتزقتها، وبكل أسلحتها، ومالها، واعلامها، بما فيها الأقمار الصناعية، والأجهزة الاستخبارية.

ولكن على القطب الغربي، أن يعرف أنه يواجه روسيا، الدولة المترامية الأطراف، والتي تعتبر أغنى دولة في العالم بمواردها الطبيعية، والتي لها ارث امبراطوري، وارث قطبي اشتراكي، وهذان الإرثان لا يسمحان لها بالخسران.

ولكن ان استمر الغرب في تسعير الحرب، سيدفعها لما لم تكن ترغب القيام به، بل ولم يكن من ضمن أهدافها، ألا وهو تدمير كل المرافق التي تتطلبها الحياة في أوكرانيا حتى اعتقال (زيلنسكي).

وعلى القطب الغربي أن يدرك، وهو يدرك، أن الصين هي الهدف المقصود من حيث النتيجة، وأن الحرب في أوكرانيا ليست إلا (بروفا) للحرب القادمة في بحر الصين، لذلك لن تقف الصين مكتوفة الأيدي عندما تصبح المعركة سجالاً، وستدخلُ الحربَ، لأنها بذلك تدافع عن نفسها، ولأن النجاح فيها، قد يمنع أمريكا من مواجهتها.

ليس هذا فحسب، بل بات السياسيون، والعسكريون الاستراتيجيون في أمريكا، يدركون أن الهيبة الأمريكية قد تم النيل منها، وأنها لم تعد البعبع الذي يخيف كل دول العالم، بل بدأت تشهد تنمراً عليها، وخروجاً عن طاعتها، في أكثر من قارة.

فإذا ما أضفنا لكل هذا، التململ الذي بدأ يظهر جلياً في جميع الدول الأوروبية، نتيجة الانخراط غير المدروس، في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، بل دخلت في حرب تتعارض مع مصالحها الاستراتيجية، وبخاصة بعد أن بدأت آثار الحرب تعصف في المجتمعات الأوروبية، والتي بدأت تهدد الأنظمة الأوروبية ذاتها.

كل هذه العوامل الأربعة وإذا ما أضفنا لها الدمار الهائل، الذي حدث في أوكرانيا، والذي سيحدث منه المزيد، كلما طال أمد الحرب، كل هذه العوامل ستقول (لزيلنسك)، استسلم وإلا...!!!

وبخاصة بعد أن تتخلى عنه الدول الأوروبية، بما فيهم الشعب الأوكراني ذاته، الذي لم يعد يستطيع تحمل ويلات الحرب، وبخاصة في الشتاء القادم، بدون كهرباء، ولا ماء، ولا تدفئة، ولا مأوى.

وعلى (زيلنسكي) ومن ناصره من الدول الغربية، وغيرها، أن يعلم علم اليقين، أن المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا لوطنها الأم، باتت أرضاً روسية، لا يمكن التخلي عنها، ولو أدى ذلك إلى استخدام أسلحة غير تقليدية، لأن تراجع روسيا، ليس خسراناً لها، بل خسران لقطب بات يتشكل، وخيانة للمجتمعات المستعبدة، التي تنتظر الخلاص من الهيمنة الغربية، وتخلٍ عن شعوب المقاطعات الأربع، التي تنتسب لروسيا، ثقافة، وتاريخاً، ولغة، وتركها تحت رحمة النازية الأوكرانية.

لذلك يمكن لكل متابع موضوعي، ومنصف أن يصل إلى قناعة، أن روسيا ستربح الحرب، وستعيد مجدها القطبي، وسيتعزز تحالفها مع الصين، وستتسارع الكثير من الدول لتقديم طلبات الانتساب إلى مجموعة البركس، وإلى منظمة شنغهاي.

في الوقت الذي ستدمر فيه غالبية البنى التحتية الأوكرانية، كما سيصيب الحكومات الأوروبية ليس بخيبات أمل، بل بشعور بالهزيمة مرتين: أمام روسيا، وأمام مجتمعاتها، التي ستحملها كامل المسؤولية، عن ما أصابها من عناء في هذا الشتاء القارس.

وهذا الخسران لابد وأن يؤدي إلى التشكيك بأهمية الاتحاد الأوروبي، وحتى بجدوى الحلف الأطلسي، كما ستصاب العلاقة التاريخية بين أوروبا وأمريكا بشرخ واسع، سيؤدي حتماً إلى تحميل أمريكا كل الويلات التي اصابت المجتمعات الأوروبية، جراء هذه الحرب.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري