كتَبَ د. إسماعيل النجار: هل يُلدغ حزبُ الله من الجُحرِ نفسِهِ مَرَّتَين؟
مقالات
كتَبَ د. إسماعيل النجار: هل يُلدغ حزبُ الله من الجُحرِ نفسِهِ مَرَّتَين؟"
د. إسماعيل النجار
12 تشرين الثاني 2022 , 19:04 م

لا زالت أزمَةُ انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهوريةِ اللبنانيةِ تَتَمَدَّدُ في الداخلِ اللبنانيّ، في ظِل إنقسامٍ عامودي وأفقي حآد في البلاد، حيث لا يجتمع أكثر من قُوَّتَين، أو جماعتين، على رأيٍ سياسيٍ واحد، ولم تجتمع كافةُ القِوَى من الطرفين حول طاولةٍ، لِاتِّخاذِ قرارٍ حاسمٍ ونهائيٍّ، بالنسبة لأيِّ مُرَشَحٍ حقيقيٍّ لرئاسةِ الجمهورية.

فالقوَّات (اللبنانية) والحزب التقدميّ الِاشتراكيّ يقذفان بطابتهما نحو شِباك المجلسِ النيابيّ، والِاسمُ المتداولُ، خلال عملياتِ التصويتِ المهزَلَةِ، يُحرَق في كل مَرَّةٍ، بنار البيعَةِ والتسليةِ الجنبلاطيةِ الجعجعية، بينما فريق 8 آذار يضعُ الورقةَ البيضاءَ، وينسحبُ من الجلسةِ الثانيةِ لِفُقدانِ النِصاب، بهدفِ تنبيهِ خصومهم إلى ضرورة الجلوس حول الطاولة والتفاهم،

لكن عناد سمير جعجع المُوَجَه سعودياً وأميركياً، لا يرى لزومَ لازِمٍ لكي يجلسَ ويتحدثَ مع الآخرين، بعدما حسموا الأمر بأن كل طرف باقٍ على مواقفهِ فلا فائدة من الحوار!

وحتَّى الآن لَم يُدلي حزبُ الله بدَلوِهِ فيما يخص إسم مُرَشَحِهِ الحقيقي لحساباتٍ سياسية وتكتيكية تعنيه مباشرةً.

الحزب الذي تتهمه أطرافٌ يمينيةٌ بالتَّسَبًّبب بالأزمة الِاقتصاديةِ وبِإيصالِ البلادِ إلى الفراغ، يتعرض في الواقع لهجمةٍ أميركيةٍ صهيونيةٍ ممنهجةٍ مِنَ ألداخلِ اللبناني تهدف إلى تأليبِ الرأيِ العامِّ عليه، وتحميلهِ المسؤوليةَ الكاملةَ عنِ الِانهيارِ والفوضى ، حآل حدوثها.

لكنهُ كَحِزْبٍ كبيرٍ وقويٍّ،واعٍ لكلِّ مايدورُحولَهُ، ولايسمحُ بمرورِالماءِمن تحتِ أقدامِه ِولَدَيْهِ خِياراتٌ كثيرةٌ مُتاحةٌ للقيامِ بها، وهوَ غيرُ مأزومٍ داخلياً، بسبب قوتهِ وإمكانياته، والتفاف كامل بيئتهِ حولَهُ بشَكلٍ مُقفَل.

قرارُ الطائفةِ السُّنِّيَة في لبنانَ مُصادَر سعودياً، والرئيسُ نجيب ميقاتي مُصادَرٌ أمريكياً، والأغلبيةُ النيابيةُغيرُمؤَمَّنَةأومتوفرةٍ لأي طرفٍ من الأطرافِ لحسم الأمر، وبيضةُ القَبّانِ الِانتخابيةُأصبحَتً(بيضات)، ولم يَعُد وليد جنبلاط وكتلتُه يشكلان رافعةً لأيِّ تتطرفٍ من الأطراف، بعدما فقدا وزنهما الشعبيَّ والنيابيَّ، وبعدانبثاقِ كتلةٍ وسطيةٍ إلى جانبهِ تناصبهُ العِداء، ولا تؤمن بهِ، وهي تمثل التغيريين،وتتكَوَّنُ من سِتَةَ عشَرَ نائباً متشرذمَة ومختلفة فيما بينها.

إذاً، لا ضوءَ في آخرِ النَّفَقِ ، في ظِلِّ احتِباسٍ سياسيٍّ، وعلى وقع التلاعبِ الكبيرِ بِسعرِصرفِ الليرة، وتجاوزِ الدولارِ عتبةَ الأربعينَ ألفَ ليرةٍ،في غضونِ ساعات،

وسيبقى الفراغُ سيدَ الموقف.

إنَّ حزبَ اللهِ لم يُفصِحْ عن اِسمِ مُرشَّحِهِ صراحَةً، وهو يفاوضُ عليه،واتِّباعُ الحزبِ سياسةً، والذهابُ نحوَدَعْمِ مرشحٍ وليسَ ترشيحه أو تبنيه نابعٌ من حرصِهِ على أمرين:

أولاً: عدم حرقُ الِاسمِ المُرَشَح.

وثانياً : عدمُ الوقوعِ في نفسِ التجربةِ الماضيةِ، مع الرئيس عون، والتي بسبب دعمه المطلق له، تَمَّ تحميله مسؤوليةَ الِانهيارِ والفشلِ الذريعِ للعهدِ، من من دونِ الِالتفاتِ إلى حجم العِداءِ الذي مُورِسَ ضدَّهُ، منذ انتخابه رئيساً للجمهورية.

إذاً سنبقى "مطرَحَك يا واقف"، أو ستكون الفوضى العارمةُ سبباً لِلذَّهابِ نحو انِتخاباتٍ نيابيةٍ مُبكرَةً، على غِرارِ ما حصلَ في الكيان الصهيوني، أو 7 أيار جديد لا نتمناه، يطيحُ بالطائف ويأخذُنا إلى مؤتمرٍ تأسيسيٍّ يُغَيِّر الموازينَ ويقلب الطاولةَ على رؤوس ِالجميع يكون المسيحيون فيهِ"أكبر الخاسرين.

وإنَّ غداََ لناظِرِهِ قريب.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري