انستغرام وتويتر.. أذرع الفوضى\ قاسم شجاع
مقالات
انستغرام وتويتر.. أذرع الفوضى\ قاسم شجاع
22 تشرين الثاني 2022 , 13:22 م

في ضوء محاولات تأجيج العنف والفوضى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الأشهر الأخيرة، لم تأل أي من مواقع التواصل الغربية وعلى رأسهم إنستغرام وتويتر جهدا لأن يكونوا كآلات حرب للعدو؛ شبكات كانت أذرع الفوضى، المجال الرئيسي لأعمال الشغب والقتل وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة.

ولكن قبل إعتماد آلات الحرب السيبيرية منذ سنوات أو قبل ذلك، كان لغزو وحصار واستعمار البلدان والأمم أساليب مختلفة، لم يكن من الممكن الهيمنة على الشعوب وإستعمارها وقهر جغرافيتها الإقليمية إلا عن طريق شن الحرب والهجوم العسكري؛ كان بالمختصر المُفيد يقوم النظام الاستعماري بإستدعاء قواته العسكرية ومن ثم بدء العملية باختلاق الأعذار، ولم تكن الحرب المباشرة أو الكلاسيكية كما يُعرف عنها معقدة للغاية. من جانب، كانت هناك جبهة العدو وعلى الجانب الآخر من الصراع كانت الجبهة الداخلية؛ كان الرابح والخاسر والصديق والعدو واضحين، لكن طريقة الحرب هذه تغيرت لسنوات مع غزو التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية ووسائل التواصل الاجتماعي لحياة البشر.

لم تعد المعدات العسكرية والأسلحة والصواريخ محور الصراع وحدها، إنما الأفكار والعقول هي المعترك الذي تدور بداخله المعارك، وبدلاً من نشر الجنود والآلات، باتت الشبكات والمراسلين اللاعبين الرئيسيين في الحرب. وفي ضوء النجاح والفشل الذي واجه الاحتلال لا سيما في مجال التدخل في شؤون الدول الأخرى، التي نظمتها الأنظمة الاستعمارية في السنوات الأخيرة، وفي ظل الفوضى التي حدثت في ايران عقب وفاة مهسا أميني، تحوّل كل من موقعي إنستغرام وتويتر الى أسلحة بيد الدول المعادية لإيران. لطالما كانت الشبكات التي تهدف إلى التسلل إلى الدول المستقلة هي المجال الرئيسي لإحداث الشغب وتغيير الأنظمة باعتبارها أذرعا للفوضى. في الوقت الحالي، دق طبول الفوضى! في وقت واحد تقريبًا مع وفاة مهسا أميني، وربما قبل ذلك بقليل ، اصطف انستغرام وتويتر، جنبا إلى جنب مع وسائل الإعلام الداعية للتقسيم والإنفصال، وذلك بهدف اللعب بعقول الرأي العام في الداخل الإيراني، وتحريضهم على إثارة الفوضى والإضطرابات من خلال إنتاج سيل من المحتوى في مختلف الصيغ.

خلال الشهر الماضي، باتت "هذه الشبكات" ميدان المعركة الرئيسي للحرب الإعلامية من أجل تأجيج الرأي العام في ايران. ففي موقع انستغرام تركّزت منشورات هذا الموقع في الأسابيع القليلة الماضية عل أنباء مفبركة مغرضة لإستفزاز المواطنين في الجمهورية الإسلامية، وتمحورت حول العناوين التالية: حاصرت قوات الأمن الطلاب في الكلية التقنية بجامعة طهران، والكمامة المحترقة في الجامعة، وحرق اللافتات... الحكومة الإيرانية تتخذ إجراءات ضد شعبها، وغيرها من الشعارات والعناوين المفبركة.

في السياق يقول قال محمد أصولي كبير خبراء الفضاء الإلكتروني ومعلم محو الأمية الإعلامية في ايران، عن دور إنستغرام وتويتر في الاضطرابات الأخيرة: لقد تم استخدام انستغرام وتيوتر على نطاق واسع بين المواطنين في السنوات الأخيرة ، لا سيما المراهقين والشباب، حيث يلجأون لهذه المنصات الإجتماعية للحصول على الأخبار والمعلومات حول القضايا الراهنة. وأضاف أصولي: في الواقع، في ظل القدرة المتاحة في هذه الشبكات، بدأ العديد من الأشخاص أعمالهم في هذه الشبكات ويقضون ساعات طويلة يوميًا لقضاء وقتهم في تطوير أعمالهم أو الحصول على الأخبار في مجالات مختلفة على هذه الشبكات، وبالتالي فإن حياة العديد من الأشخاص في مختلف مناحي الحياة مرتبطة بهذه الشبكات. وأضاف: حسنًا ، تخيل المساحة التي أوجدتها هذه الشبكات والمراسلين. وهم إحاطة الجمهور بالكثير من الرسائل، وفي هذا الجانب، نرى أن الجمهور المحلي لديه أقل معرفة إعلامية. وأضاف: إن معظم المراهقين والشباب لدينا هم جمهور سلبي عند مواجهة هذه الشبكات، وخاصة إنستغرام، ولديهم أدنى مستوى من الثقافة الإعلامية، لذلك يمكن القول أن هذه الفئة من الجمهور معرضة لهذا المستوى من الثقافة الإعلامية. وأكمل: إن استخدام الإمكانات الداخلية وإدخال بديل مناسب لهذه الشبكات وتطوير البنية التحتية المطلوبة إلى جانب تحسين الثقافة الإعلامية للجمهور يمكن أن يكون حلاً لتقليل فعالية هذه الشبكات في الساحتين الحالية والمستقبلية. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري