قد يكون ما حققه منتخب أرض الجزيرة العربية (السعودية) شيئا جميلاً في أعين الأمة العربية...
قد يكون ما حققه منتخب أرض المغرب العربي الإفريقي ضد منتخب بلجيكا الأوروبي صفعة على وجه السيد الابيض الذي لم يتوقف عن التدمير المنهجي لأي حضارة تتنافى مع القشور الديمقراطية التي تغلف فوقية هذا الرجل الأبيض تجاه الآخر...
قد يتمادى محمد بن سلمان للوصول يوما إلى ما دفع مليك البحرين إليه من الدونية تجاه كلب حراسة الإمبريالية في فلسطين...
قد يغرد محمد بن زايد غدا باسم السلام الزائف الذي لا يدع يوماً يمر دون مزيد من القتل والتشريد والمصادرة لأبسط حقوق الإنسانية في ارض الاغتصاب الفلسطيني...
قد ينجح نتنياهو في تغطية الهولوكوست الفلسطيني بشعارات الديانة الإبراهيمية المزيفة الجديدة...
قد يستمر السيسي في حصار الشعب الفلسطيني في غيتو غزة بالشراكة والتضامن مع الكذب والرياء العربي والغربي... والتركي طبعاً...
قد يتعامى الإعلام العربي والغربي عن صورة بن غافير الذي يريد ذبح اطفال فلسطين قبل أن يكبروا ويعرفوا ما ارتكب قوم بن غافير بحق البشر والحجر والشجر في أقدس بقاع الأرض حيث اجتمعت قداسة الأديان السماوية وأجمعت على طهارة تلك الأرض ونبل الشجر الذي لم ينج من القطع...
قد يتحفنا جو بايدن غداً بتصنيف كل من يتناول جرائم الاستعمار وجرائم الامبريالية، عدوا للديمقراطية...
كل هذا قد يجري اليوم وغداً...
لكن فلسطين ذهبت إلى مهرجان الكرة في قطر وأخرجت جميع هؤلاء من البطولة حتى قبل أن تبدأ...
فلسطين كانت داخل عقل سائق التاكسي الذي أوقف سيارته في وسط الشارع، وطرد الراكب الصهيوني حين اكتشف هويته الحقيقية...
فلسطين كانت في عقل صاحب المطعم الذي رفض دخول الصهاينة إلى مطعمه، وذكرنا بذلك الشهم الشامي الذي طرد السفير الاميركي قبل سنين عديدة، ورفض بيعه البوظة الشامية التي لا يجب أن يتذوقها إلا المطهرون....
فلسطين كانت حاضرة في عقول المشجعين اللبنانيين والتونسيين الذين طردوا من جوارهم كل فئران كيان الاغتصاب...
كيفما دارت الكاميرات في قطر تفتش عن عربي واحد يقبل مجرد التواجد المكاني والزماني مع الغاصب...
عبثاً حاولت، وعبثا تحاول...
من فوق رؤوس الأنظمة، من تحتها، من جوانبها، من كل صوب، اخترقت لاءات الخرطوم الثلاث مشهد مونديال قطر، وأعادت فرض فلسطين قضية مركزية للعرب والمسلمين والمسيحيين الحقيقييين، بعيدا عن كل دجل الغرب الكاذب وأنظمة الردة والعبودية لهذا الغرب...
لم يعد مهما من بتوج بطلا...
لقد كسرت هيبة الرجل الابيض الذي نشر السموم في أنحاء المعمورة...
أوكرانيا التي شاركت اليانكي الأميركي في غزو وتدمير العراق تتعرض اليوم هي نفسها للتدمير... بشر القاتل بالقتل...
بولندا وباقي عبيد الاشتراكية المزيفة من العنصريين في منظومة حلف وارسو المنحل لم تعد محبوبة الناس...
في النهاية، فرضت فلسطين نفسها بطلا في وجدان أغلب من حضر؛ حتى عندما تكون المسألة مجرد لعبة كرة...
حليم خاتون