هيَ لعبة تكريس المشهد بواقعَيْهِ: الداخليِّ ،والخارجي بوجهيه: العروبيِّ والصهيونيِّ.
بعضُ الأطراف الداخلية المرتبطةِ سعودياً وأمريكياً وصهيونياً، والبعضُ الآخرُ النكاياتيّ، جميعهم وبالتساوي،يضعون العِصِيَّ أمام دواليب عجلة التوافق على الرئيس القادم للجمهوريةاللبنانية،بإنتظار مقايضةٍ، أو إشارة خارجية لهم، تَشي بالتفاهم.
الِاتِّصالاتُ الفرنسيةُ، حتى الآن، لم تنجح بإقناع وليِّ العهدِ السعوديِّ بعدمِ القفز عن وجودِ حزب الله في لبنان، وذلك بسبب ضعف دورِ فرنساوهشاشته في السياسة اللبنانية،خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ أصبحَ أضعف من الدور السعوديِّ في لبنان.
نعم، فقد فشلت كافة المساعي الفرنسيةُ في إقناع الرياض،بضرورة عدم تجاهل حزب الله، كقُوَّة شيعيةٍلبنانيةٍفاعلةٍ ومؤثِّرة، ومُكَوِّنٍ أساسيٍّ في طول البلاد وعرضها.
العقلُ المُتَصَحِّرُ السعودي يرفض التراجع أو تقديم التنازلات، حتى هذه اللحظات!.
بطبيعة الحال البلادُليست بلادَهم،والشعبُ الذي يئنُّ تحت وطأةِ الغلاءِ الفاحشِ والجوعِ والبِطالة، ليسَ شعبَهم،فما هو إذاً هم ابن سلمان؟.
على الصعيدِ الإقليميّ، تراجعت نِسَب التقدُّمِ في الحوارِبين الرياض وطهران بسبب تصميم الأُولى على الِانجرارِ خَلْفَ المؤامرات الصهيوأميركية،ضد النظام الإسلاميِّ القائمٍ في إيران،
والأميركيُّ الصهيونيُّ غيرُ مهتمٍ إلَّا باستمرارِ الحصارِ واشتِداد الأزمات.
داخلياً، خَفَّت حِدَّةُ انتقادات الكَنِيسةِ ضد المقاومة، رغم إستمرار القطيعةواقتصارالإتصالات الجانبية على ما لا يُغني ولا يُسْمِنُ عن جوع.
فخلال حضوره في محافل الكنيسة البابوية، يُسمَع من البطريرك الراعي كلاماً وطنياً، مختلفاً عمّا يصدرُ عنه في بكركي والديمان.
الطرفُ الثاني الذي يمثلهُ حزب الله، عالقٌ أيضاً في عنق الزجاجةِ، بسبب أزمة حلفائهِ المسيحيين الداخلية،فيما بينهم،
ولصعوبة محاولتهم إقناع باسيل بالقبول بسليمان فرنجية رئيساً للبلاد، في ظِلِّ تعَذُرِ وصولِهِ هو شخصياً، بعد ست سنوات من حُكمِ عمهِ كانت غايةً في الفشل المقصودِ ضِدَّهُ، ومساهمةُباسيل نفسِهِ في الأمر، كانت كبيرةً جداً.
العقدةالداخلية،إذاً، لا تقل صعوبةًعن نظيرتِها الخارجية، والمملكةُ السعوديةُ تعرفُ ما يجري داخلَ فريق المقاومةِ من تباعدٍ، فتسلّحَتْ بالعِنادِ، لمقايضةٍ غيرِ ناضجةٍ، وغيرِ مقبولةٍ، بنواف سلام،للسير بفرنجية.
في حال اِستمرارِهذا الحال على ماهوَعليه،فإن الأسماء المتداولةَ حالياً،ستعودُإلى خلفِ الستار، لِتظهرَ أسماءٌ جديدةٌ، تبرُزُ في الساعاتِ الأخيرة،وسيكون لها حضورها ونصيبها، مثل النائب نعمَت أفرام،الطفلُ المُدلّلُ لِبكركي والفاتيكان، وقائدُ الجيش الذي يلقىَ قبولاً وتأييداً أمريكياً كبيراً،
والأمرُأيضاً دونه ومقايضة على رأس الحكومةفي حال قَبِلَ حزبُ اللهِ بِالطّرحِ السعودي،أو في حال قبول السعوديةطرحَ حارةحريك
الإشارات الدوليةُ مختفيَةٌ تماماً، ورئيسُ الحكومة الحالي نجيب ميقاتي يتوجس من أيِّ اتِّفاقٍ، لأنه سيكونُ رأسُهُ ثمناً زهيداً لها.
الأمورُ ستبقى عالقةً على هذا النحو، وانفتاحُ حزبِ الله على الجميع،يُمكِنُ أن يُنقذَ البلادَ، ويخلِّصَها من أزمةِ الكارثية هذه.
أما الوقوف على ضفتين مختلفتين ومتقابلتين فلن يوصل البلادإلّا إلى الخرابِ المقصود،وهو الهدفُ الصهيونيُّ المنشود.
المقاومةُ تعلمُ أنَّ في لبنان صهاينةًأكثرُتصهيُناًمِمّن هم في إسرائيل، وهي تتعامل معهم على أنهم شركاءُ في الوطن، لأنّهم يحملون كما المقاومة، الهوية اللبنانية، وهنا تكمنُ الكارثة.
أشكرواالله؛سلاحُ المقاومة وقوتُها ليسا بِأَيْدي أولئك المتصهينين في بلدنا.
بيروت في...
30/11 /2022