كتب الأستاذ محمد محسن عن أزمات الوطن العربي,
مقالات
كتب الأستاذ محمد محسن عن أزمات الوطن العربي,
محمد محسن
1 كانون الأول 2022 , 11:34 ص


كتب الأستاذ محمد محسن 

المنطقة العربية مأزومة من شرقها إلى غربها، وأزمتها واحدة، وحلها مترابط مع الكل

لكن أزمتها اليوم، تختلف عن جميع ما مرت به من أزمات، في السابق، لأنها أزمة نوعية

أزماتها السابقة، كانت تتم بأوامر من الغرب، أما أزمتها الحالية: كيف سنتحرر من أوامر الغرب؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت الأزمات السابقة، أو الصراعات السابقة، تدور بين الغرب، والقوى العميلة له من أنظمة وهيأت، وإسرائيل، من جهة:

وبين الدول التي لم تقدم أوراق اعتمادها للغرب، أو التي تحاول التمرد عليه وعدم الرضوخ له.

وكانت تأخذ تلك الأزمات، أشكالاً مختلفة، حروباً مع إسرائيل مباشرة، أو مؤامرات لإثارة الصراعات بين المجتمع الواحد، وغالباً ما كانت تنهض بهذه المهمات الأنظمة العربية من ممالك، وحكومات، مع العملاء.

حتى كانت الحرب الأخيرة، حرب (الربيع الأسود)، حيث اشترك فيها الجميع جنباً إلى جنب، أنظمة عربية، وإسرائيل، والغرب كله مع عملائه، وكان هدفهم تمزيق سورية، وبتمزيقها يهون عليهم تمزيق الأقطار العربية الأخرى.

فشكلت هذه الحرب التي لاتزال قائمة في المنطقة، مقدمة، ودافعاً للصراعات الدولية الأخرى، التي كانت حرب بوتن مع / 52 / دولة أوروبية بقيادة أمريكا طبعاً، على الأرض الأوكرانية، استكمالاً لها، فأخذت كل أبعاد الحرب العالمية، من خلال النتائج التي ستترتب عليها مستقبلاً.

فعقابيل هذه الحرب العالمية، ستغير جميع المناخات السياسية، والاقتصادية الدولية، بما فيها التحالفات الدولية، التي سيعاد النظر فيها، وعلى وجه الخصوص في منطقتنا العربية.

حيث ستخلق هذه الحرب أجواءً، تسمح لبعض الأنظمة العربية، من خلال اهتزاز الهيبة الأمريكية في المنطقة، إلى التمرد على العبودية المطلقة للغرب، وبخاصة ممالك الخليج.

هذا الواقع العربي الجديد، الذي سيعتبر أمراً طارئاً على المنطقة، ولأول مرة منذ قرن، سيعطى بعض المؤشرات، ولو كانت لاتزال في طور الحضانة، إلى (عودة العقل).

وهذه العودة (الميمونة للعقلانية) ستدفعهم للبدء بمراجعات للأدوار التي قامت بها تلك الأنظمة تاريخياً، مع التساؤل المستمر، ما هي النتائج التي ترتبت على تلك الأعمال العدوانية ضد أشقائنا العرب، التي وظفتها إسرائيل في جميع المراحل لمصلحتها.

حتى أن رئيس وزراء قطر (الفارط) قد صرَّحَ علناً وبالحرف الواحد

......لــــم نكـــن شركـــاءً للغــــرب، بــــل كنـــا عمـــلاءً لـــه......

هذا الادراك ولو جاء متأخراً، نتلمسه من خلال تصريحات، ومواقف، أمراء الخليج تجاه الغرب، التي تؤشر بجلاء، إلى أن هناك جدية بالتملص من العمالة للغرب.

هذه المؤشرات كلها، التي ستزداد وفق متوالية هندسية، كنتيجة منطقية، لما ستتمخض عنه الحرب العالمية الدائرة الآن، من نتائج إيجابية، أهمها تقليص دور الغرب على كل الصعد، ليتمدد على حسابها القطب الشرقي.

هنا ستبدأ حالة انفراج عامة، تخف فيها الروح العدوانية بين الأنظمة العربية، ولن يكون من الغريب زيارة مهمة لأمراء الخليج إلى دمشق، وهذه الزيارة ستكون اعلاناً بالانتقال من المرحلة العدوانية، إلى مرحلة التصالح، وستشمل كل الدول العربية، ويكون عنوانها ، لملمة الجراح.

هذا الانفتاح التصالحي المتدرج، سيؤدي حتماً إلى ضمور، وتراجع، دور عملاء الغرب في جميع الهيئات، والمؤسسات، وعلى وجه الخصوص في لبنان، والعراق، وإلى خسارتهم للكثير من المواقع، الاجتماعية، والسياسية.

وسيتبع كل هذا وينتج منه وعنه، انتهاء حالة الاستعصاء التي تعاني منها لبنان، وسينتخب على إثرها (سليمان فرنجية) العربي، حليف المقاومة، رئيساً للجمهورية.

أما في العراق فسيتحول تنمر عائلة البرزاني الانفصالية، إلى حالة استجداء توافقية مع الأغلبية العربية.

أما الانعكاس الإيجابي الأهم سيكون:

هنا في سورية حيث ستجد كل قضاياها طرقاً للحل.

هذه ليست نبوءة، بل هي قراءة للمستقبل غير البعيد.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري