هذان سؤالانِ يُشيرانِ إلى أخطرِ مرحلةٍ يَمُرُّ بها وطنُ الأرزِ اليابس عطشا، حيث وصلَت الأمورُ فيه إلى حَدِّ الِانفجارِ الكبيرِ الذي تُخَطِّطُ له واشنطن وتل أبيب، وترسِمان ِ، بهدفِ تهجيرِ مَن تبقّى من المسيحيين في لبنان ،لإفراغه منهم، تمهيداً لِاتِّهامِ الشِّيعةِ بالأمر، لِاتِّخاذه مبرراً للقضاء عليهم وتهجيرهم أيضاً.
وهذا المُخطّطُ قديمٌ جديد، يَعْلَمُهُ كلُّ مَن عرف الصهيونيةَ، وأمريكا المُنساقة لها. والمُطّلِعون على كواليس العلاقة بين أمريكا والصهيونية.
اليوم مجنون يكتب، وعلى العاقل أن يقرأَ ويفهم، بعدما يُشَرِّح الأمورَ ويدرُسُها جيداً:
وجودُالشيعةِ في لبنانَ أصبَحَ مشكلةً عقيمةً بالنسبةِ لكثيرينَ لا يستسيغونَ سياساتهم ولا طُرُقَ معالجتِهم لِلِاحتلال ِ الصِّهيونيِّ لأجزاءٍ من أرض لبنان وفلسطين، حيث عَجَزَ الأمريكيُّ والصهيونيُّ مجتمعَيْن ِعن معالجةِ هذا الوجود والحضور،
مع دعم أوروبّا وبعض العرب لهما.
هذا الوجودُ الشيعيُّ الذي حَرَّضَ اللبنانيينَ وشجّعهم على مقاومةِ الِاحتلال، مُتَصَدَّراً هذا العمل، لا بَل ويُقَدِّمَ الدَّعمَ لُمن يرغبُ أن يكونَ إلى جانِبِهم في مسيرةِ قِتال ِ الِاحتلالِ لِدَحْرِهِ وانكساره.
هذا الوجود المتمثل بحركةِأمل وحزبِ الله، اللذيْن ِيعتبرهما الصهيونيُّ وجهَيْن ِ لعُملَةٍ واحدة، لا تُمكِنُ إزالتُهُ عَبْرَ المواجهةِ المباشَرَةِ معه، إن كان عَبْرَ الجيشِ الصِّهيونيِّ أو الجيوشِ الغربية، لأنَّهُ سيلقىَ تعاطُفاً عربياً وإسلامياً كبيراً ويُفشِلَ كُلَّ المخططاتِ التي رُسِمَت لإزالتهم.
{ لذلك لا بُد من وضع
خِطَة مُحكَمَة ولوقتٍ طويل، تأتي أُكُلَها من الداخل ِاللبناني وتنجحُ في إزاحةِ هذا الخطرِ عن كاهلِ إسرائيلَ والمُتمثِّلَ في وجودِ المقاومةِ على الحدودِ معَ فلسطين.
إسرائيلُ حاولتْ كثيراً، وخاضت حروباً، ولم تَتَعِظ من نصائح الأمريكيين أنفسِهِم لأنّهم جَرَّبوا الأمرَ عامَيْ 1982 و 1983، عندما تصدَّتْ لهم، وخاضت معهم قواتُ أفواجِ المقاومةِ اللبنانية(أمل) معاركَ طاحنةً في منطقةِ الأوزاعي وحول مطار بيروت وعلى مِحوَرِ الكوكودي والحدث كليةِ العلوم، وكانت النتيجة 100/0 لصالح أبناء الإمام الصدر.
مجدداً، تجدَّدَ الصِّراعُ بين أبناءِ الإمامِ الصدرِ من رجال ِأمل والمقاومةِ الإسلاميةِ (حزبِ الله)على اِمتِدادِ وجودِالصهاينةفكانتِ النتيجةُ 1000/0 لصالح المقاومة.
من هنا، كان اليقينُ أنَّ هؤلاءِ يجبُ تدميرُهُم من الداخل.
وبدأوا العملّ مع أعوانِهِم التقليديِّينَ في لبنان، فكانت القواتُ ("اللا"لبنانية) رأسَ حربَةٍ في هذا المشروع القائم، حتى
◦ اليوم، وأداته الثانية هم النازحون السوريون الذين مَهَّدَ البرلمانُ الأوروبي لبقائِهم في لبنان،بقرارِ تثبيتِ وُجودِهم، دون إرادةِ اللبنانيين شعبياً ورسمياً، بهدف تغيير الخريطة الديمغرافيةِ للبلادِ عَبْرَ عملية تثبيتهم، ومن ثَمَّ تجنيسُهم وإشعالُ فتنةٍ داخليةٍ يكون النازحون السوريون أحد أهم عناصرِها، للضَّغطِ على المسيحيينَ،عَبْرَهذا التغيير،وبموجِبها يتِمُّ تهجيرهم، ومِنْ
◦ ثَمَّ اِستخدامُ القوةِ الفائضةِ لدى الطرف الآخر المناوئ لقتال المقاومة،وإزالةوجودِ الشيعة، كما يكون قد حصل مع المسيحيين وترحيلهم عن لبنان نهائياً، عَبْرَ اِستِخدامِ النَّفَسِ المَذْهَبِيِّ (سُنّي شيعي) في هذا الصراع.
هذه المسألةُ تحتاجُ إلى وقتٍ طويلٍ ، لتنفيذها، كما تحتاجُ إلى زيادةِ الضَّغطِ الِاقتِصادِيِّ على اللبنانيين، لِإركاعِهِم وإخضاعهم،والمراهنةِ على الأيّامِ عبرَ هذا الضغطِ،لتنفَضَّ الناسُ من حول ِالمقاومة،ثم يلجأونَ للضغط على الحكومةِ الللبنانية،
بِالِانفراج ِ الِاقتصادِي والمساعدات، مقابلَ تجنيسِ السوريينَ ودمجِهِم في المجتمع وهذا العنصر أهَمُّ من تجنيسِ العنصر الفلسطيني الذي لم تعُد تهتمُّ لهُ أمريكا،
وبعد التجنيسِ سيحصلُ تغييرٌ ديموغرافيٌّ يستتبعُ تغييراً سياسياً يقضي على امتيازات المسيحيين، التي كان القضاءُ عليها بدأ في اتِّفاق الطائف، حيثُ تصبحُ الطائفةُ السُّنِّيَّةُ ثُلثَي عدد سكان لبنان، وبذلك سيرحل المسيحيون طوعاً، ومَن يبقىَ منهم يَتِمُّ ترحيلُهُ، بالضّغطِ والترهيب،قبل أن تُديرَ أمريكا سهمَ البوصلةِ بِاتِّجاهِ الشيعة، لتنفيذ المرحلةِ الثانيةِ من اللُّعبةِ، بِاسمِ الديمقراطية، كونَ الشيعةِ سيُصبِحونَ أقليةً تشبهُ المسيحيينَ والدروز، وسيكون الصدام العسكري هو الحاضرَ الأوحَد، وتُصبِحُ الغلبَةُ لِمَنْ سيصمُدُ في هذهِ الحرب.
كل ماذكرتُهُ بدأت أولى طلائِعهِ من قرار البرلمان الأوروبي.
احذَروا توطين السوريين، واحذَروا التجنيس،مع العلم أنَّ عينَ المقاومةِ لا تنامُ، في الداخل ِ والخارج، والمخطط، بإذن الله، سيُفشَلُ كماأُفْشِلَتْ من قبلِه مشاريعهم، ولن يَمُر.
بيروت في...
20/7/2023