كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "لبنان سفينَة فرنسا الذهبيه سُلِّمَت للموارنة فباتَت حُطاماً يسرقُ أخشابها الحَطَّابون السياسييون."
د. إسماعيل النجار
13 أيلول 2023 , 15:35 م


ناقِلو البندقيَةِ من كَتِفٍ إلِىَ كَتِفٍ، في لبنان، كُثُرٌ؛ بل ما أكثرَهم، بعضهُم من أبناءِ عمومةِ لينين والإقطاع السياسي، وأُشَدًِدُ على بعضهم، من دون تعميم.

كانوا شيوعيين وبعضُهم كانوا إقطاعيين، وجميعُهم اليومَ أصدقاءُ، بعضُهم لبعض،ومنافقون،بَرَعوا في خُداعِ المجتمع اللبناني المقاوم لفترةٍ قصيرة، ولم يَطُل ِ الأمرُ حتى اِنكشفَت عُرَىَ زيفِهِم ونِفاقِهِم.

إن مَن أعنيهم سأذكُرُهُم بالِاسم؛ والأمر لا يشملُ جميعَ الشيوعيين حتماً.

وحرصاً مني على اليساريينَ المناضلينَ الشرفاء، سأُحَدِّدُ مَنْ أعني، منعاً لِلِالتباسِ والتأويل.

جميعُنا يعلمُ أنَّ اِمتيازاتِ الموارنةَ في لبنان كانت أكبر َمن حجمِ الطائفة، لأنَّ لبنانَ أكبرُ مِنهُم جميعآَ.

فقد كانت معظمُ السلطاتِ بين أيديهم؛بدءاً من رئاسةِ الجمهورية، مروراً بقيادةِ الجيشِ، ومديريةِ المخابرات، والأمن ِ العام، ووزاراتِ: الداخلية،الخارجية الدفاع، المالية، الصحة، التعليم، الأشغال، مصرف لبنان، البنوك والتجارة الخارجية، النفط والمعادن، والكثير منَ المَفاصِل ِ الحَيَوِيَّةِ للدولة؛ وكانَ معظمُ غيرِهِم منَ اللبنانيينَ عبارةً عن خَدَمٍ يعملونَ لدى الموارنة، من دون أيةِ اِمتيازات؛ وكان الشيعةُ والعلويون من الطوائفِ المسحوقة، ولمْ يَأْبَهْ حُكّامُ لبنانَ الموارنةُ لِمطالبِ

هؤلاءِ، بِإحقاق ِ الحَقِّ لهم وإنصافهم، حتى مجيءِ الإمام موسى الصدر، رحمه الله.

وانهزمَ الِانعزاليون في الحربِ الأهليةِ التي أشعلوها، فقرَّروا طَلبَ العونِ من إسرائيل،لِدخول لبنان، وإخراجِ المُسلَّحينَ الفلسطينيين؛ وقال عضو الجبهةِ اللبنانية، حينها، جوزيف أبو خليل، أحد أركان حزبِ الكتائب، والقواتِ اللبنانية، بتاريخ 24/4/1981 ،، فَلْيَعْلِمِ الجميعُ أنَّ مسيحِيِّي لبنانَ ليسوا كِياناً دينياً وحسب، بَل هُناكَ،بِنَحْوٍخاص،عقليةٌ خاصةٌ بهم، وحضارةٌ لَهُم، وحريةٌ هم بها متميزون، وعندما نتحدثُ عن مذبحةٍ حصلتْ بحق الموارنة، فأنتم تظنُّونَ أنّنا نبالغ! إنَّ المذبحةَ بِمفهومِنا، يُكْمِلُ أبو خليل: لا تعني الموتَ الجسديّ، إنّما هي موتُ الحريةِواِمتيازاتِ مسيحيي الشّرق،وخصوصاً في لبنان بعدَ الحربِ الأهلية".

(المصدر:كتاب أسرار حرب لبنان، للكاتِب ألانْ مينارغ،

ج ١،ص 383) نقلاًعن كتاب هزيمةِ المُنتَصِرين، للمناضل غالب أبو مِصلِح (عبَيه).

كما قال بيار الجميل الجدُّ، عند ترشيح ولدهِ بشير لرئاسةِ الجمهورية:

"إنَّ ابني بشيرمرشحٌ رئاسيٌّ إذا اِنتُخِبَ،فلابُدَّ للعربِ من أنْ يفهمواأَنَّنا نُرِيدُ أنْ نَبقى لبنانيين، ولبنانيينَ فقط، نحنُ لسناعَرَباً؛وبعداِنتخابِهِ كُلُّ سياساتِنا ستتبدلُ، مع رئيسِ الدولةِالعتيدِالجديد وسنقول لِلإِسرائيليينَ: إنَّنا أصدقاؤكم،سنكونُ معَكُم، مثلَما كُنّا مع فرنسا على مدى سنينَ عديدةٍ ماضية".

الرَّاحلُ كمال جنبلاط علَّقَ على عنصريةِ المارونيةِ السياسيةِ، واستِعْلائِيَّتِها بالقَول:لماذا هذا الِاستكبارُ والِاستعلاءُ، مِن قِبَلِ الموارنةِ، على ساائرِ البشرِ في لبنان؟!!

وأضاف جنبلاط: إنَّ الذي يُظْهِرُهُ المسؤولونَ عنِ الحربِ الطائفيةِ التي شَهِدْناها، في تصريحاتِهم وبياناتِهم دائماً، عندما يتحدَّثون إلينا، يُشعِرُونَنا وكأنَّهم بِيضٌ آرِيُّونَ أقحاحٌ مُصَنَّفونَ من جِنْسِ الملائكةِ، وأنّ اللبنانيين الآخرينَ مِنْ سائرِ الطوائفِ هم عبارةٌعن زنوجٍ أوْكأنّهم من طينةٍ إنسانيةٍ غيرِ طينةِ أبناءِ البشرِ والجماعاتِ الأُخرى على وجه الأرض"!

هؤلاء هم مؤسسو المارونية السياسية، هكذا كانوا، وهكذا يتصرفون؛ رفضوا أن يكونوا عرباً، وأعلنوا على المَلَإ نِيَّتَهُم رفعَ مُستَوى العلاقاتِ، معَ الكِيان ِالصِّهيونيّ المُغْتَصِبِ فلَسطين.

وعندما اِنتُخِبَ بشيرُ رئيساً للجمهوريةِ، ماذا حصل؟

◦ لقد تَمَّت تهنئتُهُ من قِبَلِ وليد جُنبلاط واليَزْبِكِيِّينَ الذين كانوا يؤيدونَ وصولَهُ إلى سُدَّةِالحُكم، وبعدَ مَقْتَلِهِ، أرسَلَ وليد جنبلاط إكليلاًمن الورودِ، بِاسمِ الحزبِ التَّقدمي الِاشتراكِيّ، وُضِعَ على قبرِه، وعزَّى اليزبكييونَ آلَ الجمَيِّل بمقتله، وكانوا قد هنَّأوه، مِنْ قَبْلُ، بِفَوْزِهِ في الرِّئاسة،

كما أرسَل مُحسِنُ اِبراهيم أمينُ عام منظمةِ العملِ الشيوعي إكليلَ وَرْدٍ وُضِعَ على قبرِ بشير، وقدمَ التعازيَ لِعائلَتِهِ بِنّفْسِهِ، وقال: أنا حزينٌ لِمَوْتِ بشير

أيضاً، جورج حاوي قَدَّم التعازيَ لأمين الجمَيِّل ووالده.

فبِمَنْ يمْكِنُ أن تَثِقَ في لبنان؟

إذا كانَ هؤلاء مِنَ القادة الذين راهنَّا عليهم، وكانت حياتُنا بِأيْدِيهِم، وهذه هي حقيقتُهم "فَ" بِمَن يُمكِنُنا

أن نثق؟

بعد اِغتيالِ الحريري، عادَ جنبلاط إلى معسكرِه الذي عَزَّى بمؤسِّسِه، وعادَجَورج حاوي معه، وذهبَ معهُم كثيرون؟

لذلك، علينا، كمحبي المقاومةِ الإسلاميةِ في لبنانَ، ألَّا نُراهِنَ إلّّا على بُنْدُقِيَّتِها، فَجُلُّ القياداتِ منافقون.

ولا حولَ ولا قُوّةَ إلّا بِالله.

بيروت في...

13/9/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري