كتبت جمانة الصانع,
بداية فكل الشكر لمونديال 2022 الديمقراطي الذي تم بلا ترتيب رافضا على غير هوى بن سلمان وبن زايد للتطبيع مع (اسرائيل) بل يرفض الكيان الاسرائيلي من أساسه، وهذه المرة أكتب للأصدقاء من قلب الحدث حيث أتابع كغيري من عشاق هذه اللعبة وقائع المباريات في قطر، والرياضة للشعوب، ومهما جارت علينا أنظمة القهر في بلادنا لكن البلاد وناسنا عزيزين علينا، وندعم منتخبنا الذي لو كشف عن دواخل لاعبيه، فكلنا يعلم ما هو موقفهم من الظالمين كالغالبية العظمى من شعب الجزيرة المغلوب على أمره.
وأريد هنا كشاهدة عيان ان أتوقف مع ردة فعل الجماهير العربية وبالذات(السعوديين) تجاه الصهاينة، ورفضهم للتطبيع رغم الموقف المعروف لبني سعود، وتماهيهم الكامل مع السياسات الاسرائيلية ودعم بن سلمان لأي اتفاقية مع الصهاينة، لقد بكيت وانا اشاهد الشباب الحجازي رغم مخاطر ما سيتعرض له يرفض إجراء اللقاءات والتعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية في الدوحة.
فرغم التوقيع على أربع اتفاقيات تطبيع مع دول عربية، إلا أن الشعوب العربية تكره اسرائيل باختصار كما قال مراسل قناة صهيونية كانت تغطي المونديال، مضيفا أن الصدمة كانت من ردة فعل السعوديين الذين اعتقدنا أنهم مثل محمد بن سلمان لكنهم رفضوا حتى الابتسام لنا بل تعرضنا للشتائم منهم.
لقد تجلى موقف الشباب العرب عموما في الدوحة ضد الصهاينة متجاوزين الأنظمة الاستبدادية الفاسدة، وتبعيتها للغرب ودولة الاحتلال وكانت ردة فعلهم ضد الشرذمة الصهيونية المتواجدة على أرض عربية بحجة التغطية الصحفية فطرية لا تقبل المساومة وكما قال لي شاب (سعودي) لولا احترامي للاشقاء القطريين لقمت بقتل الصهاينة حتى بأي وسيلة متوفرة طعنا او دهسا، وشبابنا بالفعل يمتلكون الشجاعة والارادة والجرأة، إذا ما توفرت لهم البيئة والظروف والإمكانات والفرصة.
هذه المواقف العربية والسعودية بالذات التقت مع هتافات الجمهور الإيراني دعماً لفلسطين وضد "إسرائيل"، وهتف الشبان الإيرانيون دعما للقضية الفلسطينية، ولا بأس مرحبا بتوحد كل الجهود من الأمة ضد ناهبي الأرض وقتلة الأطفال الصهاينة، فهذا الحدث الرياضي في قطر أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وابطل دعاية المحور السعودي الاماراتي وكشف عن زيف ادّعاءات "إسرائيل" ونجاحها في التغلغل للوعي العربي، سيما بعد تطبيع بعض الأنظمة الخليجية والعربية علاقاتها مع الاحتلال.
العلم الفلسطيني والكوفية التي تُعد من رموز القضية، ملأت مدرّجات الملاعب في قطر، يرفع العرب والعجم العلم الفلسطيني، أو يرسمونه على أياديهم ووجوههم، الشارات الدالّة إلى فلسطين تزين دشاديش رجال الخليج العربي ورفض الشباب العربي التعامل مع الإعلام الإسرائيلي، والسخرية منه، ومواجهته بشعارات تؤكد على وحدة الامة في مواجهة بني صهيون.
ومن ملاحظاتتي وقاحة الصحفيين الصهاينة وكلهم كما علمنا جاؤوا من مؤسسات أمنية، حيث يتبجحون ولا يجدون في اغتصابهم بلد و تشريد اهله و الاتيان بيهود العالم ليحلوا محلهم و التنكيل واذلال من بقي منهم و التخطيط لنكبه اخرى لطرد كل الفلسطينيين من كل فلسطين المحتله، وكراهية العرب و الاسلام، كل هذا لا يعتبرونه سببا كافيا لرفض العرب التحدث اليهم، ويطالبوننا أن نراهم أمرا واقعا.
لكننا في الدوحة شاهدنا أبناء الجزيرة والعرب يقاومون بطريقتهم تعبيرا عن الرفض البنيوي لوجود الكيانِ الإسرائيلي في المنطقة، وان شاء الله الله ستؤدي كل أشكال المقاومة هذه من أبناء امتنا تحقيق النصر والتحرير لفلسطين والانتصار على مشروع الصهاينة ودعم محور الاعتلال العربي لهم وما ذلك على الله بعزيز.
ناشطة حجازية ضد التطبيع