كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "مَتَىَ سيعي الشعب اللبناني مصلحتَهُ، وينقذ نفسه من الغَرَق؟"
د. إسماعيل النجار
8 كانون الأول 2022 , 02:22 ص


من المؤسف أن شعباً كانت تتغَنَّى به وبثقافتهِ شعوب المنطقة العربية بأكملها، أصبح اليوم طابَةً تتقاذفُها أقدامُ السفراءِ العربِ والأجانبِ من كل حَدبٍ وصَوب.

صانعُ الحرفِ وصاحبُ الحِرفَةِ، مَلِكُ العيشِ والسياحةِ والخِدْماتِ، أصبحَ اليوم،وللأسف، هائماً وتائهاًفي مجاهل الدنيا، من أجل رغيفِ خبزٍ وحبة دواء.

أيُّهااللبنانيون، هل يستَحقُّ حكّامُ الدُوَل الذين رهنتم أنفسكم كرمىَ لعيونهم أن تحولوا أنفسكم، من أسيادٍ إلى عبيدِ، لأجلهم؟!!

أتعاقبون أنفسَكم أيها اللبنانيون، على ما اقترفت أيديكم بحقِّ وطنِكم؟فبدَلَ أن تعتذروا منه، بتصحيحِ أخطائِكم،أمعنتم بِهَتْكِ سِتْرِهِ، وجعلِ أرضِهِ مسرحاً لشتى أنواع الِاستخبارات الدولية، ومرتعاً لِلكلابِ الضالَّةِ، تسرح فيه وتمرح؟!!

عشرات أجهزة الِاستخباراتُ الدوليةُ، ومئاتُ الخلايا الإرهابيةِ النائمةِ التابعةِ لعشرات المنظماتِ الإرهابيةِ المدعومةِ مِنَ الخارج، تتخذُ من أرضِ وطننا ووطنكم مسرحاً ومسكناً ومأمناً،والله أعلم ماذا تحضِّر هذه الشراذمُ من مفاجآت؟!

خمسةُ ملايين لبناني لم يستطيعوا زرع الأمن والأمان في قراهم ومُدُنَهُم وسهولهم وجبالهم، حيث أصبحت كذلك مسرحاً للُّصوص والقَتَلة والمجرمين.

بعد كل ما يعانيه لبنانُكم اليوم من جروح وقروح،هوَ ذاهبٌ بعد اليوم إلى أين؟

لا يوجدُ شعبٌ في العالم مقاومتُهُ حرّرتْ أرضَهُ ودحرت أعداءَهُ، وصانت كرامته، إلَّا ورفعها على الرؤوس، إلَّافي لبنان، حيثُ المقاومةُ اتُّهِمَت بالعمالةِ لإيران، وأصبحَ المقاومُ عميلاً والعميلُ سيادياً؟؟؟!!!

فقط في لبنان يوجدُمجلسٌ أعلى لمقاومةِ احتِلالٍ إيرانيٍّ وهمي ٍّغير موجود،

ولا يوجد لديهم مجلسٌ أعلى لرفع الِاحتلالِ الصهيوني عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ومنطقة الغجر الشمالية!

يا أيها (الساديون) أنتم لستم سياديون، ولستم وطنيون لا من منظوركم ولا من منظور مشغليكم ولا من منظور المقاومين الذين ينتمون إلى لبنان قلباً وقالباً،

أنتم ساديون تتلذذون بقهر شعبكم وتجويعهِ وإذلالهِ بخلاف طريقة ومبدأ الأديب الفرنسي المشهور (دي ساد)،

تَرَون في جوعهم شِبَعاً لكم، وفي تعبهم راحةً لأبدانكم، وفي فقرهم غِنىً لأبنائكم، وفي دموعهم فرحاً في قلوبكم،

لقد تسلّقتم سُلُّم السلطة على أكتاف المناضلين، من كل الِاتجاهات، وهنالا أعني فريقاً مُعَيَّناً،والشهداءأيضاً والجرحى والمفقودين، ووصلتم إلى أعلى أبراجها فما اكتفيتم بها، لا بل تابعتم التصرف بتربيتكم وبأطباعكم سرقتُم الشعب نهبتُم مقدرات البلاد، تسلطتم على رقاب الناس، وكانت مدخراتهم وجنى أعمارهم آخر الموبقات التي ارتكبتموها، فجردتموهم من كل ما يمتلكون، حتى أصبحوا شعباً أسيراً لديكم تتحكمون بهِ كما تشاءُون،

ولكن لا بُد أن نقول لكم كلمة علَّها تلفت نظركم إلى نهاية محتملة لكم، ألا وهيَ:

نحنُ كشعبٍ لبنانيٍّ مذبوحٍ لا يزال لدينا أملٌ، بأن هذا الليلَ سينجلي، وهذا القيدَ سينكسر، وبعدها سنراكم في فلوكاتِ الصيدِ تَفُرُّونَ لأن الدنيا ستضيق عليكم من جميع أقطارها،

إصحوا قبل فوان الأوان.؛ إنّالكم واللهِ لَمِنَ الناصحين

بيروت في....

7/12/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري