كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "التطبيع الخليجي مع الكيان الصهيوني، أنهى الصراع الرسمي العربي الوهمي معه".
د. إسماعيل النجار
8 كانون الأول 2022 , 18:57 م


ومن خلال هذا التطبيع انكشف زيفُ الإعلامِ الخليجي الذي كانَ مُعْلَناً ضِدَّ إسرائيل، لتبدأ أنظمةُ مجلس التعاون الست حَقَبَةً جديدةً صادقةً

ومُعَبِّرَة، وصريحة ومتصالحةً مع الذات، تبدأُ بالتطبيعِ وتبادلِ السفراءِ، وبزياراتٍ رسميةٍ لوفود صهيونية إلى عواصم المنطقة،

وكانَ آخرَها زيارةُ رئيس الكيان الصهيونيِّ للمنامة و"أبو ظبي".

الفرحةُ الأردنيةُ الكاذبةُ والمشوبَةُ بالقلقِ تغمرُ العاصمتين العربيتين: عَمَّان والقاهرة،بعدما كانتا تنفردان بعلاقاتٍ جديَّةٍ رسميةٍ ودبلوماسيةٍ مع الكيان المحتل.

أما اليوم فإنّ هاجس الخوف كبير لدى الملك الهاشمي، من أي تقارب سعودي صهيوني رسمي، خصوصاً وأن عبدالله الثاني لم ينتهِ بعدُ من تنفيخ لَبَن شقيقه حمزة، الذي خطَّطَ لتنفيذ محاولة اِنقلابٍ، لإزاحته عن سُدّة الحكم بمساعدة ولي العهد السعودي وتل أبيب، وسط تآمر ٍوصمتٍ أميركيّ، لولا تدخُّلُ المخابراتِ البريطانية، لِإنقاذ ابنِ عنزتهافي اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ العملية.

كذلك الرئيسُ المصريُّ عبدُالفتاحِ السيسي، ليسَ سعيداً جداً بالتقارب السعودي الصهيوني العلني، وهوَ قَلِقٌ جداً من اِرتفاعِ منسوبِ هذه العلاقات، بين تل أبيب والرياض، وفي حال توقيع اِتفاقية سلام علناً بينهما؛ فإنَّ رئيس َأكبرِ دولةٍ عربيةٍ سيصبحُ بِإمرَةِأصغرِموظفٍ في البلاط الملكيِّ السعودي، كما أنّ الِانقلابَ عليهِ يُصبِحُ مُرتبطاً برفضٍ منه، لأيِّ طلبٍ، كبيراًكان أم صغيراً لِابنِ سلمان، أو في حال عصيان أوامره، بِاتِّباعِ مصرَ،لكامل سياسات الرياض، بلا أي اعتِراض، وفي حال توقيع السعودية على اتفاقيةِ صُلحٍ وتطبيعٍ مع إسرائيل، فإنَّ الصِّراعَ الرسميَّ العربيَّ الصهيونيَّ يكونُ قد انتهى،من الناحية الرسميةومن غيرالمستبعد في المستقبل القريب، أن تكونَ تل أبيب عضواً في الجامعه العربية بصفة مراقب.

على المقلب الآخر فإنّ حماوةَ الصِّداماتِ ترتفعُ يومياً، بين المقاومينَ الفلسطينيينَ من جهة، وجنودِ الِاحتلالِ الصِّهيونيِّ من جهة أخرىَ، ويزداد الإفراطُ الإسرائيليُّ، يوماً بعدَ يوم، بِاستعمال القوةِ القاتلةِوالإعدامات الميدانية، ضد الشبان الفلسطينيين،بحجةِ القيامِ بعمليات طعن ٍ وتلفيقِ تُهَمٍ أُخرىَ،الأمرُ الذي حَرَّكَ حَنَقَ وغضب الشعوب العربية، وزادهاعناداًويقيناً بوجوب زوال هذا الِاحتلال.

إذاً، أنظمةٌ مُطَبِّعَةٌ على المستوى الرسمي،

وشعوبٌ رافضةٌ للِاعترافِ بأصل وجودالكيان، ومقاومة فلسطينية باسلة تقاتل في الداخل، وعلى امتداد الضفة وغزة، ومِحوَرٌ مقاوم من طهران إلى صنعاءَ فبغداد ودمشق وبيروت يحيط بفلسطين من كل الجهات وقوتهُ النارية تزداد وتتكدَّس يوماً بعد يوم، بإنتظار اللحظة التي سيضغط الجميع فيها على الزر الأحمر الذي سيحول مُدُن الكيان إلى كومة من الركام قبل أن تتحرك جحافل الرضوان ورفاقهم لإحتلال الجليل،

التطبيع والإستسلام لن ينقذآ إسرائيل، ودوَل الطوق المقاوم ستهزم هذا الكيان ومَن يقفُ معه وسيصعقون بإذن الله،

بيروت في...

8/12/2022

المصدر: موقع إضاءات الإحياري