كتب الأستاذ محمد محسن حول الأوضاع العامة في سورية
مقالات
كتب الأستاذ محمد محسن حول الأوضاع العامة في سورية
محمد محسن
9 كانون الأول 2022 , 14:25 م

كتب الأستاذ محمد محسن..

فلنقر أن أوضاع شعبنا أقرب للمرارة، ولكن علينا أن نقر أيضاً، أن تهديم الدولة، يزيد الواقع مرارات، على مرارات

صُدْقُ الانتماء، يستدعي تحميل الحكومة الكثير من المسؤولية، ولكن مع عدم نسيان سرقة 90% من كل ثرواتنا

النقد الهدام، لايغير الواقع، بل يخدم ملايين المحطات والمواقع المعادية، التي تعمل لتهديم سورية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكر البارحة وزير التجارة الداخلية، على محطة/ f m /بالحرف الواحد:

[ قبل الاحتلال الأمريكي كنا ننتج / 380 / ألف برميل يومياً من النفط، الآن ننتج فقط/ 18 / ألف برميل، والباقي يغتصبه المحتل الأمريكي، وعملاؤه من (قسد الانفصالية)

هذا الكلام العلني من وزير مسؤول، يؤيد قوله الواقع الذي نعيشه، يلزم كل وطني منتمٍ، أن يأخذه بعين الاعتبار، في دراسته، أو حديثه، عن الأوضاع الصعبة في سورية، وبخاصة عندما يتوجه بالنقد للحكومة، وتقصيرها في محاربة الفساد، وأثرياء الحروب.

عندها يكون النقد بناءً وإيجابياً، أما أن نتجاهل ... الحرب وأهوالها، وما تسببته من دمارٍ على جميع الصعد، وسرقة وتهديم للمدن الصناعية، ولغالبية البنى التحتية،بما فيها سرقة غازنا، ونفطنا، وقمحنا، وقطننا، ومن قتلٍ، وتشريدٍ للملايين من الشباب المنتج،

والذي توجت تلك الحرب الوحشية، باحتلال أمريكا و (قسد) الانفصالية للجزيرة السورية، وكل ما وراء النهر، (السلة الغذائية للشعب العربي السوري، ومصدر عيشه الكريم)،

وحرمان شعبنا، من أسباب معيشته، الذي أدى إلى تجويعه، وفقدانه، حتى لأساسيات الحياة البسيطة، التي شكلت المرارات التي نعاني منها الآن حكومة وشعباً. عندها لايكون النقد بناءً.

أنا لاأعارض النقد لجميع مؤسسات الدولة، التي تعج بالفساد، ولكن النقد البناء المنطلق من مواقع الحرص والرغبة في إصلاح الواقع، من خلال الدلالة على مواطن الفساد، وكيفية مواجهته.

أما أن يأخذ النقد صيغة التشهير بالحكومة، بصيغتها العامة، وتحميلها 100 % كامل المسؤولية، مع اغلاق كل أبواب المستقبل، والخلاص، والاصلاح، وبخاصة من المحسوبين، على الانتماء الوطني، وعلى الوعي التقدمي، العقلاني، حينها يخرج النقد عن دوره الارشادي، المسؤول.

....................ولايـــــكون النــــقد نقـــداً بنـــاءً، بـــل معــــولاً هـــــــداماً.....................

بل ويعتبر حينها وبكل وضوح، نقداً هدفه اغتيال ما بقي من صمود مواطنينا المتعبين، ليس هذا فحسب، بل يقدم للطابور الخامس من خلال هذا النقد التشريحي، هدية مجانية. يستخدمها هو والعملاء المتربصين، في كل زواريب الوطن، كسلاح ودليلٍ على تاكيد حملتهم التضليلية،

والتي تتخادم مع ملايين المحطات، والمواقع الاعلامية المعادية المنتشرة في كل أصقاع الأرض، والتي هدفها التضليل، والكذب، والافتراء، والتي تعتبر حرباً اعلامية، مكملة للحرب العسكرية.التي تهدف الإيقاع بالدولة (حصن) سورية الوحيد من التفتت، والتمزيق.

...................نعـــــم ليـــــس مـــــــــن يأكـــــــــل العـــــــــصي، كمـــــن يعـــــدها................

هنا نفتح باباً جديداً، من الحوار الإيجابي، الذي يهدف إلى تعميم حالة التعاون، والتعاضد الاجتماعي، مع مجتمعنا، في هذه الظروف العصيبة، ظروف الحرب بكل ما تركته من آلام، من هنا نحدد مفهوم المواطنة، مفهوم الانسانية، بين مواطنينا جميعاً.

بين من يملكون مالاً، أو رزقاً، وبين من لايملكون مالاً ولا رزقاً، ومع بالغ الحزن، أن البعض قد بات محتاجاً للقمة الخبز. للغطاء، لمصروف الجامعة.

.............نعم مـــــــن هــــــــنا تتحــــــدد معاييـــــــر الوطـــــــنية والانســـــانية.................

نختم ونقول من ينتقد من مواقع النقد الهدام، النقد لمجرد النقد، ويغلق أبواب المستقبل، وينشر اليأس ككرة الثلج بين المواطنين المتعبين، أراد أو لم يرد، رغب أو لم يرغب، علم أم لم يعلم، هو لايخدم وطنه، ولا شعبه، بل يخدم أعداء وطنه، وشعبه،