أثار الإسرائيلي إيدي كوهين غضباً وجدلاً، بعد تغريدة استفز بها العرب، في أعقاب الفوز التاريخي للمنتخب المغربي على نظيره البرتغالي، والتأهل للدور نصف النهائي ببطولة كأس العالم.
وقال كوهين في تغريدة عبر “تويتر”: “الله عز وجل بارك المملكة المغربية بفضل التطبيع مع إسرائيل. حقيقة لا يمكن إنكارها”.
ردُّ المغردين على كوهين كان قوياً، إذ انهالت العديد من اللقطات التي بثّها ناشطون، بينها هتاف الجماهير المغربية لفلسطين بعد الفوز على إسبانيا في الدور ثمن النهائي.
كما انتشرت لقطات أخرى تُظهر قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهي تعتدي على شبان فلسطينيين أثناء احتفالهم في باب العامود، بالإنجاز المغربي التاريخي في المونديال.
وكتبت سلسبيل: “فتح صلاح الدين القدس باغلبية مغربية وللان يشهد باب المغاربة انتصارات العرب والمغاربة مستعدون لغوض تجربة مماثلة في الوقت المناسب”.
وتفاعل محمود: “الاحتفال القادم ان شاءالله بالقدس هذه تباشير النصر وتحرير الأقصى المبارك”.
وسخر سلطان من كوهين قائلاً: “ولماذا لم يبارك اسرائيل نفسها فتتأهل لكأس العالم”.
ودخل تطبيع المغرب وإسرائيل، أمس السبت، عامَه الثالث منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في 2020، عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين.
وخلال الأشهر الماضية، وقَّع الجانبان العديد من الاتفاقيات في مجالات الاقتصاد والرياضة والصحة والزراعة والثقافة والتعليم، إلا أنّ اللافت كان توسّع التعاون الأمني والعسكري خصوصاً.
وتخطّى التعاون في المجال العسكري حدودَ الزيارات الرسمية، ووصل إلى حدّ مشاركة ضباط من الجيش الإسرائيلي لأول مرة كمراقبين، في تدريبات عسكرية “الأسد الأفريقي 2022″، التي جرت في المغرب بين 20 و30 يونيو الماضي.
لكن على الرغم من ذلك، جاء مونديال قطر ليثير بركاناً لدى مخطط إسرائيل لترسيخ التطبيع في وجدان الشعوب، بعدما نجحت لدى الأنظمة.
ورسّخت مشاهد دعم الجمهور العربي لفلسطين خلال كأس العالم في قطر، حقيقةَ مدى ارتباط الشعوب العربية وعدم تخليها عن القضية الفلسطينية، في وقتٍ كانت الإدارة الأمريكية السابقة وإسرائيل تعتقدان فيه أنّ توقيع اتفاقيات التطبيع مع بعض الأنظمة العربية سيعني تخلّي العرب عن فلسطين.
وقال موقع “ذي إنترسبت” الأميركي، في تقرير، الاثنين، إنّ دعم المشجعين من جميع أنحاء العالم العربي في كأس العالم بقطر لفلسطين، أظهر عدم إمكانية تحقيق السلام الذي تحدّث عنه “جاريد كوشنر” مستشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ويُضيف الموقع أنّ اللافتات الضخمة التي رفعت في المدرجات، مثل: “فلسطين حرة”، وترديد شعارات، مثل: “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”، واقتحام المشجعين المقابلات التلفزيونية الإسرائيلية للتلويح بالأعلام الفلسطينية وتوبيخ المراسلين، تشير إلى الدعم اللافت ومدى سوء تقدير كوشنر بتحقيق السلام، عندما أقنع ترامب بعضَ الحكام العرب بتوقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي مع إسرائيل دون احترام الحقوق الفلسطينية.